مسألة مستعجلة
تخفيضات بعيدة عن المضاربات !!
نجل الدين ادم
حسناً فعلت وزارة المالية بالتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بإصدار قرار أعفت بموجبه الرسوم والضرائب، على المواد البترولية المستوردة لقطاعي الزراعة والصناعة تماشياً مع حالة الانخفاض الكبير لأسعار المحروقات عالمياً.
القرار يحمل في طياته تحفيزاً للقطاعين على الإنتاج ونأمل في ذلك أن يستفيد هؤلاء فعلاً من هذه الميزة والابتعاد عن المضاربات في السوق واستغلالها بصورة سالبة، كما يحدث في سكر الصناعات الذي تخصصه الحكومة بأسعار منخفضة للمصانع لأغراض الصناعة فقط، لكن تجد أن البعض من تلك المصانع مغلق تماماً ومعطل لكن أصحابه يقومون بشراء المدعوم المخفض وعلى السوق الأسود مباشرة، وفي ذلك يتربحون أرباحاً ربما مضاعفة، لا ضرائب ولا عوائد ولا وجع رأس، فهؤلاء لا ينظرون إلى المصلحة الكلية ومصلحة الوطن فقط وإنما يكون همهم البطون.
بالتاكيد انخفاض أسعار المحروقات عالمياً يعني أن الحكومة تستورد السلعة بأسعار منخفضة عما كانت عليه، لذلك ينبغي أن تتوسع قائمة الميزات التفضيلية التي فرضتها هذه الظروف.
نأمل أن يتبع هذا القرار حالة مراقبة لصيقة حتى لا يثري ضعاف النفوس على حساب المواطن.
مسألة ثانية .. الحدث اللافت في الأخبار كان ذلك الذي تداولته الصحف عن استخدام نظامي لسلاحه في مواجهة طبيب بعد وفاة مريضه داخل المستشفى لإحساسه بتقصير الطبيب المعالج، ورغم أن الطلقات التي خرجت لم تكن قاتلة إلا أنها أثارت حالة رعب وذعر أشبه بالموت وسط الأطباء والمرضى على السواء. والنظامي يحاول أن يشفي قليله من ما اعتبره تهاوناً من الطبيب، بالتأكيد ليست هذه الحالة الأولى أو الثانية ولن تكون الأخيرة في أن يتعدى ذوو مرضى على طبيب أو طبيبة، وهذا أمر مؤسف جداً، ولكن المؤسف حقاً أن تكون محاولة الاعتداء بالسلاح، فرغم أن القضية في طور التحقيق والتحري إلا أنها مدانة، الأطباء احتجوا في تكرار هذه الظاهرة، ووزارة الصحة أبدت خلال بيان لها أمس الأول أسفها على الحادثة وطالبت بالمحاسبة والمساءلة ونحن معهم في ذلك، ولكن ما ينبغي أن تقف عنده الوزارة ونقابة الأطباء هو الحالة الاستفزازية التي يتعرض لها ذوو المرضى من الأطباء والتعامل معهم باستهتار وغلظة دون مراعاة لحالة شفقة المرافق على مريضه وهذه الحالة لا يقوى عليها أحد. وفي ظل أي تعاون غير حكيم من الأطباء تكون النتيجة عراكاً واعتداءً!، أرجو أن تلتفت الجهات المسؤولة عن الأطباء إلى هذه النقطة الجوهرية ونحن دائماً ما نقول إن الأطباء رسل الإنسانية، ينبغي أن يكون ذلك حاضراً في تعاملهم مع المرضى وأسرهم حتى لا تستشرى الفوضى في المستشفيات، من خلال الانتهاكات والضرب والتهديد والوعيد بل يكون الاحترام والتقدير والتسليم بالقضاء والقدر، والله المستعان .