تقارير

وفد البرلمان إلى أمريكا.. هل يكسر جمود علاقات الخرطوم وواشنطن؟؟

“الساعوري” لا يتوقع جديداً في ظل تغير الأجندة الأمريكية
الخرطوم – وليد النور
في خطوة مفاجئة منحت الولايات المتحدة الأمريكية رئيس البرلمان بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، والوفد المرافق له تأشيرات دخول إلى أراضيها للمشاركة في اجتماعات البرلمان الدولي، وغادر الوفد بالفعل الخرطوم متوجهاً للولايات المتحدة الأمريكية. وكانت وسائل الإعلام قد تداولت يوم (الجمعة) الماضية أخباراً مفادها أن القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم قد أخطر البرلمان برفضهم منح تأشيرات الدخول للوفد، لكن صحيفة (المجهر) الصادرة يوم (السبت) نقلت عن مسؤول حكومي رفيع تأكيده حصول الوفد على التأشيرة. وبينما حسم الجدل حول إمكانية سفر الوفد، وما يحتمله من دلالات أو ينطوي عليه من مؤشرات لجهة تطور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، فإن خبراء سياسيين قللوا من جدوى سفر الوفد إلى واشنطون، وإمكانية إحداثه اختراقاً في حالة الجمود التي تخيم على علاقات البلدين، نتيجة تغيير واشنطن  قواعد اللعب، مشيرين إلى أن المبعوث الأمريكي تحولت مهمته إلى أغراض أخرى وطفق يتحدث عن الحوار الوطني.
ومنذ أمس انطلقت أعمال مؤتمر الشبكة البرلمانية العالمية مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وناقش المؤتمر، بعد حفل الافتتاح، التقريرين المالي والإداري للدورة المنتهية للمؤتمر، بالإضافة إلى بحث انتخاب أعضاء الشبكة البرلمانية العالمية للدورة الجديدة، بمشاركة (200) برلماني يمثلون (100) دولة، وعدد من قادة المجتمعات المدنية والمنظمات الدولية. ومن المقرر أن يبحث المؤتمر أهداف الألفية الإنمائية، التي تنتهي مهلة تنفيذها في العام الحالي وإعداد أهداف طويلة المدى للفترة المقبلة لضمان التنمية المستدامة.
وقال المحلل السياسي بروفيسور “حسن إسماعيل الساعوري” في حديثه لـ(المجهر) إن مشاركة الوفد البرلماني السوداني في اجتماعات البرلمان الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، هي مشاركة طبيعية، وإنه لا يتوقع وبمجرد المشاركة أن يكون هنالك تطور في العلاقات السودانية الأمريكية، لكنه لم يستبعد أن يلتقي الوفد برئيس الكونغرس الأمريكي، بيد أنه قال إن الكونغرس لم يكن له تأثير في صناعة القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لن يكون هنالك جديد من مشاركة الوفد وزيارته لأمريكا.
وفي السياق ذاته، انتقد “الساعوري” تغيير مواقف المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان ودولة جنوب السودان، وأجندته البعيدة عن أسبقيات الحكومة السودانية، باعتبار أن ذلك يشكل معوقاً للحوار بين البلدين، وقال: (في كل ساعة تمر، يغير فيها المبعوث جنداً جديداً ليس وارداً ضمن أولويات الحكومة السودانية مثل رفع الحصار الاقتصادي، وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، بل إن المبعوث بدأ يتحدث عن الحوار الوطني وتحقيق السلام في المنطقتين).
وكان رئيس المجلس الوطني بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”  قد غادر البلاد فجر الأحد عبر الخطوط الجوية القطرية إلى واشنطن، للمشاركة في المؤتمر، يرافقه رئيس البرلمان السابق “أحمد إبراهيم الطاهر”، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الدكتور “محمد المصطفى الضو”، ونائب رئيس مجلس الولايات “إبراهيم هباني”، ومدير مكتب رئيس المجلس الوطني ومدير المراسم.
وقد تزامن سفر الوفد مع حادث بدا أنه ذو مغزى بالنسبة لتطور العلاقات الأمريكية السودانية، وهو إلغاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها المبعوث الأمريكي لدارفور. وحمّلت أوساط سياسية وإعلامية “يوناميد” مسؤولية تعطيل تلك الزيارة، وما قد يترتب على ذلك من نتائج سلبية. فقد أكدت مصادر صحافية عديدة تسبب البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “يوناميد” في تعطيل زيارة المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية “دونالد بوث” إلى حاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر، وكان وفد المقدمة لـ”بوث”، قد وصل إلا أن “يوناميد” تعللت بأن مكيف الطائرة المخصصة لنقل “بوث” تعطل. وأكدت ذات المصادر أنه تم تحديد موعد آخر، لكن تعللت “يوناميد”، مرة أخرى، بحجة جديدة، الأمر الذي أدى إلى إلغاء الزيارة، واتهمت المصادر “يوناميد” بأنها كانت حريصة على عدم سفر المبعوث الأمريكي إلى دارفور، حتى يتأكد من استتباب الأمن، وليكون المبعوث أسيراً للتقارير التي تعدها “يوناميد”.
وقد تأسف المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان “دونالد بوث”، لعدم تمكنه من تنفيذ زيارة لدارفور حسب ما هو مضمن في برنامجه بالسودان، وتطلع لإعادة جدولة الزيارة قريباً.
 ولم يذكر “بوث” في بيان أصدره في ختام زيارته للسودان الأسباب التي حالت دون وصوله إلى دارفور، وما إذا كانت السلطات قد رفضت طلباً له بزيارة الإقليم، أم أن الأمر يتعلق بأسباب أخرى. وقال “بوث” في بيانه: (للأسف لم أتمكن من تنفيذ زيارتي لدارفور، إلا أنني أتطلع إلى إعادة جدولة تلك الزيارة قريباً). وتابع: (بالمقابل قمنا بالاتصال بممثلي بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور “يوناميد”، والجهات الفاعلة الإنسانية، ومسؤولين من دارفور لمناقشة قضايا الأمن والصراع الطائفي، والجريمة، وكذلك تقديم المساعدة المنقذة للحياة، وجهود المصالحة).
وفي وقت يتفادى فيه المبعوث الأمريكي خلال وجوده بالسودان بحث ملف العلاقات الثنائية، فمن المتوقع أن يعقد رئيس البرلمان لقاءات مع رئيس الكونغرس وأعضائه، لطرح ذات الملف على طاولة المباحثات، وهي أول لقاءات من نوعها على هذا المستوى تتم بين البلدين منذ فترة طويلة، وهذا ما يعطيها أهمية خاصة، بما تتضمنه من دلالة، وبما تنطوي عليه من احتمالات مستقبلية.. وفي كل الأحوال سيكون لها ما بعدها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية