من وحي الأخبار

"أم جكاكي" !!

انتشر يوم أمس بيان صادر عن حركة الإصلاح لصاحبها الدكتور “غازي صلاح الدين” حول لقاءات مع الآلية الأفريقية بشأن الحوار، ووصمت الحركة الحكومة بالفشل الدبلوماسي والسياسي، وغمزت جانب الحوار الوطني ومبادرته، وذاك ليس مهماً فبعض من تفاعلات السياسة أن خصمك يزري بك ما استطاع لذاك سبيلاً، ولكن كان لافتاً تزامن البيان ومنشور آخر من الجبهة الثورية بشأن ما عدته نصراً لها حول ذات اللقاء.
بدا لافتاً إيراد اسم لجنة (7+7) وآلية الحوار المشتركة بين الأحزاب الشريكة في الحكم، وتلك الخاصة المعارضة باعتبارها جزءاً مما تم وهذا افتراء عريض يقوض كل قواعد التماسك في صدقية من أشاعوا الحدث ملوناً حسب أمزجتهم.
“حسن عثمان رزق” ممثل الإصلاح و”أحمد أبو القاسم هاشم” لا يمثلان الحوار ومؤسساته وأحزابه، فالأول القيادي بحركة الدكتور “غازي صلاح الدين” أعلن غير مرة تجميدهم لنشاطهم في المبادرة واكتفى زعيمهم بالكتابة الراتبة للصحف، والثاني الموسوم بصفة القيادي في تنظيم أظنه يسمى الاتحاد الاشتراكي أو شيئاً من ذكريات مسميات مايو لا يعرف له صوت، وقد اشتهر كناشط رياضي في اللجان الأولمبية وإن كان رمزاً من رموز عهد “النميري” وجيلنا لا يذكر تلك الفترة بدقة، فقد كان آخر دفعة أنشدت في الابتدائية (نحن من مايو بعثنا من جديد)، فلما بعثنا في أول العام في المرحلة الوسطى لم نجد لا مايو ولا “النميري”. وعطفا عليهما الاتحاد الاشتراكي وقوى الشعب العاملة أو غير العاملة !
إن الأخ “رزق” ورفيقه ومن حملوا اسم تجمع القوى الوطنية وهو مسمى جديد من (أم جكاكي) قطاع الشمال – الترزي بعامية أهلنا في كردفان ودارفور، قد فصل رداء المسمى الذي قد بالأمس من قبل  وألبسه لهم فخرجوا يثنون أعطافهم ليضلوا عن الحقيقة؛ إن “رزق” وأصحابه يملكون حق القول والفعل وهذا بلد حر ديمقراطي يشتم فيه أحدهم رئيس الجمهورية ثم يقوم من منبره وزيراً فيحق لآي تنظيم وحزب أن يتحالف ويرى ما يشاء ولكن لا يمكن القبول بانتحال صفة الغير ذاك أن التنظيمين وبقية الموقعين والقائلين باسم آلية الحوار الوطني بالداخل غير مفوضين من الجمعية العمومية للحوار، وانصرفا عن مناشطه وأنشطته فكيف لهما بذكر السبعتين أكثر من مرة ثم الزعم توصيفاً أنهم يمثلون شىرعية (7+7)، وهذا في أبسط التعريفات احتيال وتجاوز وخرق شنيع.
الحوار الوطني مبادرة معلومة الوجهة والمواقيت والاختصاص وهي من بعد حاصلة على مشروعية عضوية أكثر من (80) حزباً حددت لجانها والساعين باسمها داخلياً وخارجياً، وهؤلاء كلهم لم ينتدبوا أحداً لجهة ولذا فإن الأمر وصل لنهج التدليس الذي تحدثنا عنه أمس.
مرات كثيرة أشعر بأن بعض القوى الحزبية المعارضة تتهافت تحت راية الجبهة الثورية دون حتى أن يكون لها موقف ورأي ذو أثر في مواقفها، وإني والله لأشعر بالخجل لقامات في مقام “الصادق المهدي” ومن هم في مكانته أن يكونوا مساحيق لتجميل أنشطة للعلاقات العامة، طمعاً في نصرة منتظرة من المجتمع الدولي والأفريقي للحركات المتمردة التي إن نالت مرتجاها فالراجح أن ترمي البعض من القوى المساعدة مثل مناديل الورق في مكبات النفايات.
فعلها من قبل “جون قرنق” وعلى ذات النهج يمضي تلميذه، ولا عظة أو اتعاظ من بعض الكبار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية