رأي

عز الكلام

ما دوامة أم بناين قش!!
عز الكلام
وصلتني قبل أيام صورة على (الواتساب) لرجل مقعد من هيئته وشكله أدركت أنه شخصية عربية غالباً ما تكون من أهل الخليج، وكان واضحاً على الرجل التعب والإعياء وحاولت أن أمتحن ذاكرتي وأعرف اسم الرجل لكنني  فشلت تماماً مما جعلني ألجأ لتفاصيل الرسالة الملحقة مع الصورة، وكم كانت دهشتي كبيرة وعظيمة أن يكون الرجل هو الملياردير العربي “عدنان خاشجي” الذي ملأت أخباره وتفاصيل ثروته صحافة السبعينيات ومطلع الثمانينيات كواحد من الرأسمالية العربية ذات الوزن الثقيل. ولكم تضاعفت عندي الدهشة وتفاصيل رسالة (الواتساب) تقول إن “خاشجي” هذا قد أصابه المرض وأقعده عن الحركة وأصابه الفلس فأصبح معدماً بعد أن كانت أيام عزه وثرائه تحكى كالقصص الخرافية، إذ قيل إنه كان يملك قصراً معلقاً عبارة عن أربعة أدوار في ناطحة سحاب كان كل ما فيه يدار بالريموت كنترول، في تقنية لا توجد في قصور الأمراء والملوك، وكان الرجل يعيش حياة البذخ بدرجة لا توصف حتى أن ابنته كما يروى اشتهت أيسكريماً من فرنسا وشوكولاتة من “جنيف”، فأرسل لها طائرته من كينيا إلى “باريس” ثم إلى “جنيف” لإحضار ما طلبت وعادت في ذات اليوم. لكن تخيلوا أن هذا الرجل صاحب الإمبراطورية المالية التي تسد عين الشمس كان يرفض أن يساعد أي مديون أو مريض، وكان يردد أنا لست وكيل “آدم” على ذريته، تخيلوا أن مال الرجل وحاله وصل حداً من الفقر والعوز وزوال النعمة لدرجة عجز فيها أن يوفر لنفسه تذكرة سفر، فقيض له الله أحد رجال المال ليشتري له تذكرة سفر من “جدة” إلى “القاهرة” وأعطاه ما تيسر من المال. وقال له يا “عدنان” أنا لم أتفضل عليك ولكن رب العزة والجلال أمرني أن أدفع لك وكل شهر سيأتيك مصروف مني حتى لا تمد يدك تسولاً وحاجة!! بصدق عندما قرأت هذه القصة شعرت بحالة هي مزيج من الحزن والخوف والقشعريرة والمولى سبحانه وتعالى تتنزل آياته بياناً عياناً لمن أعماهم بريق المال ونفوذ السلطان، وظنوا أنهم كما “فرعون” الذي قال أنا ربكم الأعلى.
وقصة “عدنان خاشجي” تستحق أن (تعمم) على كثير من الذين منحهم الله بسطة في الرزق وسعة في المال، لكنهم ظلوا بخيلين في العطاء لا يشعرون ولا يحسون بآلام الغير لا يدفعون صدقة ولا يتبرعون لمسح دمعة أو منح ابتسامة  وضحكة، لا يشاركون أحداً في هم ويمارسون تعالياً وغروراً وكأن أبراجهم العاجية هي قبورهم أو حياتهم الثانية، كما كان يصطحب المصريون قصورهم الضخمة!!
 أعتقد أن ما حدث لعدنان خاشجي كفيل بأن يزيل الغشاوة من أعين بعض الذين اعتقدوا أن المال يكفيهم عن الخلق وتعاليم الخالق، فانفصلوا عن مجتمعهم وأحياناً عن أقرب المقربين إليهم واكتفوا بأرصدتهم وشركاتهم، والمساكين لا يعلمون أنها ما دوامة أم بناين قش!!
كلمة عزيزة
إلى متى يتواصل مسلسل الإهمال الطبي ليدفع المواطن ثمن اللا مبالاة واللا اهتمام بالمريض، وأمس زرت صديقاً أجريت له عملية بمستشفى سوبا الجامعي لإزالة الحصوة، والعملية كانت من الخطورة بمكان لكبر حجم الحصوة في الكلية، وبعد تعب ومعاناة وبعد انتهاء العملية تواصلت الآلام ولم يشعر الرجل بعافية وبعد أكثر من شهر أجرى الرجل صورة موجات صوتية ليكتشف أن نصف الحصوة لازال موجوداً!! طيب يا أخوانا شقيتوا بطن الراجل من الأضان للأضان لشنو؟ إذا لم تخرجوا الحصوة بكاملها؟؟ يعني مثلاً عملتوا العملية مغمضين وما شفتوا الحصوة، وللا كنتوا بتتونسوا ما جايبين خبر وللا الفهم شنو؟؟ في كل الأحوال الرجل يعاني ولا يدري كيف ستنتهي معاناته وجرحه لازال (ني) لم يبرأ بعد.
كلمة عزيزة
جو الخرطوم الرائع طوال يوم أمس (بوظته) الشوارع التعبانة التي لم تنجُ من سوء التصريف واحتقان برك المياه!! المطرة دي أول امتحان لحكومة الولاية لتدارك أماكن القصور في الأحياء التي تتضرر من الأمطار، حتى لا تتكرر في مقبل الأيام ونعود لمشاهدة فيلم البناطلين المرفوعة لتصورها كاميرات التلفزة وكأننا نشاهد فيلم تايتنك!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية