رأي

في سموك ومجدك.. عشت يا سوداني

التجانى حاج موسى


يوم الاثنين 24 أغسطس الماضي يوم مذهل.. خريفي جميل والمطرة مطر الرشاش الرشة.. زي الأغنية الجميلة الغناها صديقي المرحوم الفنان “صديق عباس”.. والسماء مغيمة والهواء عليل.. والناس وجوهها تعلوها ابتسامة.. أجزم أن مردها هذا المناخ الخريفي.. وأمس الهلال غلب مازيمبي.. وقبلها بي يومين المريخ غلب الفريق الجزائري.. كل الحاجات دي تدعو للتفاؤل والفرح.. ونحن في السودان، نهوى أوطانا، وإن رحلنا بعيد نطرى خلانا.. وننتظر بي فارق الصبر أن تأتي تلك الانتصارات أكلها في عالم المستديرة (كرة القدم) الرياضة الجماهيرية الأولى في السودان للدرجة أن الأخ الرئيس هاتف صديقي “الكاردينال” مبدياً اهتمامه بالمباراة ووعده بتحفيز لاعبي الهلال عند فوزهم على “مازيمبي”.. والهلال والمريخ بالنسبة لي أهل السودان عقيدة وتاريخ ومعنى عميق ما كورة وبس.. والفرح الكبير لو جبنا الكأس.. والفرح الأكبر لو أتى الخريف أكله وأهلنا في الأرياف زرعوا الذرة والسمسم والبطيخ والشمام.. وزعلت على من تمنى هزيمة الهلال، طبعاً ده مريخي متعصب.. وزعلت قبلها لمن تمنى هزيمة المريخ.. وبرضو ده هلالابي متعصب.. وزعلت من أولادنا الهلالاب وهم يحتفلون بانتصار الهلال لأنهم قذفوا السيارات بأكياس المياه وسدوا بعض الطرقات بلا مبرر.. وسعدت لبعض الشباب وهم يحملون ويضربون على إيقاعات ويرقصون وأهلهم خرجوا معهم في الشوارع يرقبونهم في فرح.. ومن الأخبار السارة حديث “د. عصام أحمد البشير” في خطبة (الجمعة) الفائتة وهو يتحدث محذراً من استخدامات الهواتف الذكية بالتحديد ما يخص الصور الفاضحة والنكات البذيئة، وفبركة الأخبار بسقط القول والنميمة والأخبار الكاذبة وفتواه بحرمة هذه الاستخدامات.. أنا أحد المتضررين.. أحدهم نشر عبر وسيط وفاة صديقي الأستاذ الدكتور الفنان “عبد الكريم الكابلي” المقيم بـ”أمريكا” والموت حق علينا وجاي لا محالة، لكن تكتلوا “كابلي” قبال يومه!! وأقضي يوماً كاملاً أتلقى الاتصالات نافياً وفاته!! “كابلي” قال لي عبر الهاتف: ليه في ناس دايرين تكتلوني؟! أقول لناشر الخبر الإشاعة ليه داير تكتل “الكابلي”؟! وفرحت لي خبر نائب رئيس الجمهورية أخي “حسبو” وكلامو الموضوعي الطيب المحفز لأهلنا المزارعية في الجزيرة، كذلك بشريات الأخ الوالي المبدع “إيلا” وعزمه أن يفجر طاقات أهلنا بي أرض المحنة أرض الجزيرة.. وفرحت لأخي الرئيس وهو يخاطب مؤتمر الحوار وحضوره وهدوئه وموضوعيته وهو يطرح آراءه ويرد على كل كبيرة وصغيرة، ويا جماعة الخير قلت ليكم مراراً وتكراراً بلدنا دي والله فيها الخير كتير!! وما مستحيل تبقالنا جنة، لو نحن وحدنا الهدف، لو نحن وحدنا المصير!! لو ما بنعاكس نحن في الدرب الطويل، كان من زمان كيفن عرفنا نكسيها في الأتواب حرير، وبلدنا دي أولادا حقو يقدروها، وشوية حقو يحسوا بيها وشوية  قو يوقروها، مسكينة كيفن، وبلدنا دي أتأخرت أولادا هم الأخروها!! أسأل الله أن يأتي اليوم وأقول أولادا هم القدموها.. وليس ذلك على الله بالعسير لو صفت النفوس وبيضنا النية وحبينا الوطن زي ما بنحب أمهاتنا.. والله الوطن الأم الكبيرة!! وعيب أنو بعض أبنائها يمزقون ثوبها الطاهر ويمسحون به أحذيتهم وهم لاجئون في المنافي يبتغون عرض دنيا زائل ويحرضون أهليهم على الشجار والحروب ولو أنفقوا ربع ما صرفوه في فاتورة الحروب وإشعال نيران الفتنة كان انصلح حال أهلنا في الأصقاع البعيدة بدل المنافي ومعسكرات اللاجئين وخيام المنظمات وطعام الإغاثة الما عارفين بعملوه كيف!! وكان خلينا بالنا للمدارس وللصغار التلاميذ رجال مستقبل السودان.. أنا عارف الغبينة حارة والجوع كافر والظلم ظلمات لكن الله حق والنور خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن المفترض إنو أهل السودان من أمة محمد “صلى الله عليه وسلم”.. والدين النصيحة والحرب كره والزول الخائن من وشو باين.. فلنعريه ونفضحوا علناً والبشيل الحق العام ومال الأمة ما مننا ولقمة المؤمن حلوة لمن تنقسم.. وفي يوم خريفي جميل زي ده، خلونا نفطر بي كسرة رهيفة حارة بي ملاح شرموط أبيض أو قراصة بي تقلية أو دمعة، والخير باسط ويكفينا ويزيد لو ختينا الرحمن في قلوبنا، والحكومة هي ذاتا شنو غير جماعة من أولاد بلدنا من المفترض أن يديروا شؤون البلاد والعباد من أهل السودان بما يرضي الله والرسول، مستغلين عقولهم ومسخرين جهودهم لجعل هذا الوطن بلداً آمناً مستقراً مطمئناً متقدماً، وليجعلوا من مواطنيه أناساً ينعمون بخيرات وطنهم ويوفرون لهم القوت والمأوى والرعاية الصحية والتعليم وصولاً به للرفاهية، ويحرضوا المواطن على العمل الدؤوب ليستأثر الجميع بخيرات الوطن الذي هو بكل المقاييس وطن خير طيب حباه الله بخيرات أهمها الماء والأرض وما في باطن الأرض ورحابة في المساحة وتنوع في الثروات.. ألم يقل أهل الاقتصاد إن السودان سلة بلاد العالم.. ولي غرام وأماني.. في سموك ومجدك عشت يا سوداني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية