تهريب الدقيق المدعوم .. هل يعيد صفوف الرغيف
سد (43) منفذاً
شرطة مكافحة التهريب كسلا والقضارف أحبطت عدداً من العمليات
تقرير – محمد أزهري
ما أن أعلنت الحكومة فك احتكار استيراد سلعة القمح، إلا وبرز اتجاه لنشاط محظور في تهريب الدقيق المدعوم إلى دول الجوار الشرقية، والمتابع يجد أن شرطة مكافحة التهريب بولايتي (كسلا والقضارف) قد حققت في غضون الأيام القليلة الماضية إنجازات متوالية في التصدي لذلك النشاط الإجرامي، وأحبطت تهريب كميات كبيرة من الدقيق المدعوم إلى دول مجاورة بجانب سلع اقتصادية أخرى، يبدو أن المهربين يستخدمونها للتمويه على السلطات في نقاط العبور، غير أن الملاحظ هو أن المهربين ظلوا يركزون على (الدقيق المدعوم) دون سواه، رغم الشح الذي تعانيه هذه السلعة الإستراتيجية، التي قد يؤثر تهريبها تأثيراً مباشراً على الاقتصاد الوطني، وعلى الأوضاع المعيشية للمواطنين، بأحداث ندرة وشح في تلك السلعة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
ورغم أن ما حققته شرطة مكافحة التهريب بتلك الولايات يعد من صميم عملها، لكنه وجد ويجد الثناء والاستحسان من قبل الإدارة العامة لمكافحة التهريب، كما من المواطنين في تلك الولايات. ووضح أن تلك الضبطيات هي محصلة تأمين المنافذ الحدودية وسد ثغراتها، بجانب اليقظة التامة لأفراد المكافحة في تلك المواقع.
ضبطيات على متن (جامبوهات)
وقد شهد الأسبوع الماضي ضبط كميات مهولة من الدقيق المدعوم إلى دول مجاورة، وقبل الخوض في تفاصيل هذه الضبطيات، لوحظ أن أغلب المهربين يستخدمون (الدفارات الجامبو) في تلك العمليات، ويخبئون الشحنات المهربة أسفل الصندوق على أن توضع من فوقها أي سلعة أخرى، متاحة التداول بين السودان والدول المجاورة.
(1)
وأفلحت شرطة مكافحة التهريب بولاية القضارف في ضبط خمس عربات جامبو تحمل (2350) جوالاً من الدقيق المدعوم، إلى دولة مجاورة، وحسب ما أوردت (المجهر) في متن خبر هذه الضبطية، أن الشرطة رصدت تحركات المهربين منذ أن كان الدقيق معروضاً بسوق القضارف، حيث أنه بيع إلى إتحاد أصحاب المخابز البلدية بالسعر الرسمي، وكشفت مصادر الصحيفة أن الكمية كان قد تم تسريبها من حصص ولايتي الجزيرة والنيل الأزرق، وقبل خروج المهربين من الولاية تم ضبطهم بأحد المنافذ. وقد دونت الشرطة في مواجهتهم بلاغاً من قانون الجمارك.
(2)
أيضاً ضبطت شرطة مكافحة التهريب بولاية كسلا عربة دفار تحمل (100) جوالاً من الدقيق المدعوم في طريقها أيضاً إلى دولة مجاورة، وذلك بعد أن اشتبه أفراد المكافحة في العربة التي كان يموه سائقها بمخلفات الفول السوداني، وعند توقيفه وتفتيش العربة تبين أنه يحمل دقيقاً، فدونت في مواجهته بلاغاً، كما ضبطت الشرطة بالتزامن مع هذه الضبطية (47) جوالاً من الدقيق مهربة إلى ذات الوجهة.
(3)
عقب تزايد هذه الظاهرة وبروز ضبطياتها كشف جهاز الأمن والمخابرات الوطني عن تنفيذ حملات على (43) منفذ حدودي للتهريب، أسفرت عن ضبط كميات ضخمة من السلع المعدة للتهريب وبخاصة الدقيق والوقود والغاز. وأعلن الجهاز عن ضبط كميات من شحنات الدقيق والوقود والغاز إلى جانب سلع اقتصادية أخرى، كانت في طريقها للتهريب إلى بعض دول الجوار. وقال مدير الأمن الاقتصادي بجهاز الأمن والمخابرات الوطني اللواء “أحمد مختار”، إن الحملات ستتواصل وتُكثف على كافة المنافذ والقطاعات بالتنسيق مع لجان مكافحة التهريب بالولايات، مضيفاً أن كل المشاركين في عمليات التهريب من الممولين والوسطاء والسائقين والعمال وغيرهم ستطالهم الإجراءات الأمنية القانونية الرادعة، مؤكداً أن السلطات الأمنية ستتعامل بحزم مع المتورطين في تلك الأنشطة والجرائم المضرة بالأمن والاقتصاد الوطني والمصالح الوطنية. وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت (12) متهماً من المشاركين في عمليات التهريب، كما احتجزت عدداً من الشاحنات والسلع المهربة وآخرها(63) ألف جوال دقيق، و(2848) أسطوانة غاز وحوالي (517) ألف جالون من الجازولين والبنزين.