رأي

عز الكلام

الخلق للخالق!!


أم وضاح
 
تعجبني وتأسرني جداً عبارة قالها المفكر الإسلامي “محمد عبده” قبل زمن طويل أنه ذهب إلى بلاد غير المسلمين فوجد إسلاماً وجاء إلى بلاد المسلمين لكنه لم يجد الإسلام، والمعنى بالتأكيد واضح ليشرح حالة كثير من المسلمين الذين لا يطبقون تعاليم الإسلام السمحة في سلوكهم ومجمل تفاصيل حياتهم، ولو أننا فعلنا لتنزلت إلينا مبادئ المدينة الفاضلة الخالية من الظلم والكذب والنفاق وأكل لحم الناس والنميمة، وبصراحة لا أدرى كيف كان سيعبر محمد عبده عن حالنا الآن وهو الذي تأسف لحال المسلمين قبل قرن أو يزيد وهم من كانوا بالتأكيد أفضل حالاً منا وعواصف العولمة لم تطال مصداتهم ودفاعات مبادئهم وأفكارهم.
تذكرت أمس حديث محمد عبده وأنا أقلب تعليقات على واحدة من صفحات موقع شهيد على الفيس بوك رواده بالآلاف استعرض أغنية جديدة لفنانة ذائعة الصيت تأسفت وتذكرت حديث محمد عبده ومعظم التعليقات لم تتناول العمل من حيث الكلمات أو اللحن أو حتى الأداء إذ أنها تعدت كل ذلك وانصبت في شخصية المغنية بكلام بذئ وسيء لا يرضي بالتأكيد أي شخص إن قيل لوالدته أو زوجته أو شقيقته، فما الذي حدث لنا حتى يحمل بعضهم كل هذا الغل تجاه شخص لم يؤذيك قولاً أو فعلاً أو لم تلتقيه أصلاً وجهاً لوجه لتجرحه بهذا الشكل القاسي، وهو بالتأكيد ليس مقطوعاً من شجرة وله أولاده وأسرته وجيرانه الذين ينظرون إليه كإنسان أولاً قبل أن يكون شخصية عامة تنهش بهذا الشكل المؤذي والغير إنساني.
بالمناسبة هذا المرض ليس قاصراً على مجتمعنا والعدوى يبدو أنها قد ضربت كل أجهزة المناعة في المجتمعات العربية على نحو ما حدث للممثل المصري “سعيد طرابيك” الذي تزوج من شابة تصغره بأربعين عاماً جمعت بينهما ألفة ومودة لكنهما والأمر خاص جداً لم يسلما من التعليقات الساخرة على الوسائط الإلكترونية حتى حسما أمرهما وظهرا في برنامج على قناة الحياة أعطيا فيه درساً لكل فارغ وعديم موضوع، حيث قال “طرابيك” أنه أحب هذه الفتاة منذ أن وقعت عيناه عليها من أول مرة وأن العطاء والإحساس بالآخر مسألة شعور داخلي وعاطفة لا علاقة لها بالسن، وقالت زوجته الشابة أن “سعيد طرابيك” بسنوات عمره التي تقارب السبعين عندها أفضل ألف مرة من شاب لم يكمل مراهقته ولن تشعر معه بالأمان والحنو والطمأنينة كما تشعر بزوجها الذي يكبرها سناً، وكانت المداخلة الأجمل والأروع من الصحفي الكبير “مفيد فوزي” الذي وجه حديثه (للتافهين) الذين ليس لديهم شغلة غير خلق الله، إن الحب والمشاعر الإنسانية لا تعترف بفوارق العمر وضرب مثلاً بأن “سعاد حسني” عندما اعتذر لها “عبد الحليم حافظ” عن الارتباط بها لأنه كان مريضاً وقال لها ستتزوجين رجلاً كوم عظم، قالت “سعاد حسني” يكفي أن أعيش معك كممرضة وليس زوجة!! للأسف هذا هو مجتمعنا الإسلامي الذي لا نصدر منه للآخرين إلا التطرف والدواعش والإرهاب، والإسلام أبسط وأجمل لو أننا فقط حذونا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وإن لم نستطع فأقله نخلي الخلق للخالق!!
{ كلمة عزيزة
أخيراً وبعد طول انتظار سيعلن والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” أركان حكومته غداً في مؤتمر صحفي مشهود سبقته إرهاصات لأسماء قيل أنها ضمن قائمة الحكومة الجديدة، وبغض النظر عن من هم القادمون الجدد عليهم أن يدركوا أنهم أمام تحدٍ كبير ينظر إليه إنسان الولاية الممتدة أطرافها شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، والقادمون الجدد مطالبون بأن تتضح لمساتهم على المدى القصير ليتلمسها ويتحسسها وينظر إليها بعين اليقين المواطن في الشارع العام وعلى مستوى الخدمات إن كان في المياه أو الطرق أو الأسواق أو حتى في معاملاته المعتادة من خلال المحليات والوحدات الإدارية.
في كل الأحوال سنلبي الدعوة غداً لحضور إعلان الحكومة وبعدها نعدهم أننا سنكون أذن المواطن وعينه ولسانه ويا تعبتوا يا تعبنا!!
{ كلمة أعز
كما توقعت تبرأت كل الجهات المسئولة عن سفر السودانيات للعمل كخادمات بالخليج وكل جهة عمل ما عندها علاقة بالموضوع، وطالما أن (بناتنا) رجعن بعد هذه الأزمة فأعتقد أن طريقة خروجهن ومن الذي منحهن أذونات المغادرة والكيفية التي تحصلت بها على الإقامة والعمل كلها أسئلة الإجابة لها عند العائدات أنفسهن!! لكن السؤال هل سيقفل هذا الملف ولا يحاسب الفاعل أم أن النقاط ستوضع على الحروف ويتحمل المسئول مسئوليته أمام الرأي العام!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية