رأي

النشوف اخرتا

سياسي بالزندية
سعد الدين ابراهيم
لو كنت موسوساً.. لقلت أنها عملية مدبرة.. ذلك إن سألتني مذيعة قناة الخرطوم في برنامج بعض الرحيق والذي تقدمه المذيعة النابهة مشاعر وبعده الصحافي معاوية السقا.. هل أنت يساري؟ ثم سألني ذات السؤال في حوار صحافي محرر صحيفة (التيار) عاطف مختار وأردفه بأسئلة هل أنت معارض.. هل تحلم بنهاية المؤتمر الوطني.
ولقد تعبت من حكاية يساري هذه… وكثيراً ما قلت أصبح اليسار عريضاً وقد يعني قضايا التحرير والعدالة الاجتماعية ومناصرة المرأة والإيفاء بحقوق الطفل وقبول الآخر والوقوف مع الأقليات بهذا المفهوم أنا يساري.. واليسار الجديد يمكن أن تتبناه أمريكا أو انجلترا أو كل الدول المصنفة رأسمالية إذ أن بعضها ينادي بذات المعاني.. وبهذا المفهوم يصبح مفكراً إسلامياً مثل الدكتور حسن الترابي فيما يلي الإسلام السياسي من يسار اليمين بصفته من المفكرين المجددين .. والذين يحدثون حراكاً في الفكر الكلاسيكي أو التقليدي ودرج بعض الكتاب على تثبيت اليسارية لأبي ذر الغفاري وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من المفكرين أو الخلفاء الذين بدا في سلوكهم إيفاءً بالعدالة والحرية وقول الحق.. عموماً بدوا مختلفين عن غيرهم.. ولا يوجد حزباً لليسار إنما هو فكرة.. ويمكنك أن تعتبر الأحزاب الشيوعية بعض يسارية كما يمكنك أن تصنف الشيوعي المحافظ يمين اليسار.. وهكذا..
هل ياترى اغتاظ الناس لأنني أغرد خارج السرب السياسي.. وأرادوا تأطيري بالزندية.. قبل سنوات قال أحدهم لشيخ من أحبتنا الصوفية كنت اكتب في صحيفتهم الصوفية السمحة الممراحة.. كيف تترك يسارياً يكتب معكم؟ فقال بهدوء الصوفية: مش جانا.. نحن نرحب به ولا تهمنا يساريته يكفي أنه أحبنا وأحببناه، وذات مرة ظهرت ابنتي في استطلاع للتلفزيون القومي وكان موضوعه الخضرة وأهميتها.. وظهرت لثوان فلم يحدثني أحد عن ما قالته إنما أبدي البعض دهشتهم بأنها محجبة.. واعتبروا ذلك رجعية.. وحقيقة أنا لم أكن أفطن لذلك أراها تلبس مثل أغلبية الطالبات واعتبرت ذلك قضية انصرافية.. قال لى صديقي ود الشواطين الناس نسوا لأحمد سيلمان شيوعيته السابقة.. ولسبدرات ولوردي عليه الرحمة مع أنهم كانوا أكثر منك إشعاعاً ولم ينسوها لك.. ضحكت وقلت له: كدي النشوف آخرتا! 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية