رأي

عز الكلام

 شوية إنسانية!!
أم وضاح
على فضائية (المحور المصرية) استمعت للإعلامي “توفيق عكاشة” صاحب قناة (الفراعين)، وهو رجل بصراحة مستفز ويحمل عداءً عجيباً للسودانيين جعلني أصنفه في خانة من لا أطيق مشاهدة برامجه أو حتى قناته لكن ما جعلني أستمع لحديثه أنه كان يشكو مر الشكوى (ويولول) لأنه قضى بالحراسة حوالي يومين في بلاغ سجل ضده (عجبني ليه) وفيهما عانى ما عانى من حرارة الحراسة خصوصاً وأن أجواء مصر تشهد هذه الأيام ارتفاعاً غير معتاد في درجات الحرارة والرطوبة.. وبسبب حديث “عكاشة” لفت مقدم برنامج (تسعين دقيقة) نظر المسؤولين إلى أن هناك شخوص يفقدون أدميتهم داخل هذه الحراسات والزنزانات لأنهم يقضون عقوبات تجاه جرائم ارتكبوها وطالما أنهم يقضون العقوبة فهذا كافٍ لأن يعيدهم إلى إنسانيتهم ويخلق منهم شخوصاً جدد والعقوبة تجب ما قبلها.. وفي مداخلة مع أحد المسؤولين عن السجون طالبه مقدم البرنامج بمراعاة ظروف هؤلاء المحبوسين حتى لا يظلموا مرتين ليدفعوا الثمن مضاعف عقوبة بالحبس وعقوبة فوق العقوبة بالظروف السيئة التي يعيشونها في المعتقل، وللأمانة تحدث الرجل المسؤول حديثاً إنسانياً عالياً مؤكداً أن ظروف الطقس قد فاجأتهم لكنهم لن يألوا جهداً في أن يقللوا من حدة الشعور بالسخانة داخل الزنزانات. دعوني أسقط هذا الحدث على آخر قرأت تفاصيله بقلم الأخ “يوسف سيد أحمد خليفة” على صحيفة (الوطن)، حيث إنه وعلى ما يبدو قد كتب ترويجاً لمقال قادم يعترض ويستنكر فيه طريقة نقل المساجين عبر (دفارات) كبيرة لا تتوفر فيها التهوية اللازمة، وقبل أن يرى المقال النور اتصل به – على حد حديثه – المكتب الصحفي للشرطة وطلبوا منه أن يتواصل مع السيد مدير عام السجون اللواء “أبو عبيدة” وفعل “يوسف” ما طلب منه، لكن تفاجأ كما تفاجأت بطريقة تفاعل السيد اللواء مع القضية التي قلل من حجمها بكم هائل من السخرية، وهو يقول للأخ “يوسف”: “يعني المساجين ديل ننقلهم بكامري؟” وفي جزئية أخرى يقول (إلا نفرش ليهم الدفارات ثلج)، وهو لعمري استخفاف ما بعده استخفاف بالقضية وبالإنسان نفسه الذي كرمه المولى عز وجل وفضله على بقية مخلوقاته.. ما قلنا للسيد اللواء ركب المساجين (كامري) ولا حتى (دبل كابين)، لكن على الأقل لو أنه تفاعل مع الأمر بشيء من الإنسانية وقليل من الإحساس بآدمية هؤلاء البشر حتى لو كانوا مجرمين لا ندري أي ظروف وضعتهم في هذه الخانة لشكرناه على الإحساس النبيل، لكن لماذا الاستخفاف وتحويل القضية من مسارها الإنساني الجاد إلى مسار هزلي يضعفها ويجعلها مجرد لعب لا يستحق التوقف عنده؟!!.
بعدين عندي سؤال للإخوة في إعلام الشرطة الذين وجهوا “يوسف” في أن يتصل بإدارة السجون هل وجهوه للجهة الخطأ؟؟ هل عارفين أنه زولهم ممكن يرد مثل هذا الرد أم إنهم متفاجئون كما نحن متفاجئون أن يكون المدير العام للسجون بهذا التفكير وهذه القسوة التي بدت واضحة في تهوينه للأمر وجعله نكتة يضحك عليها.
في كل الأحوال ما أثاره الأخ “يوسف” قضية إنسانية تستحق أن نلتفت إليها، ما قلنا زي مدير السجون ركبوهم (كامري)، لكن على الأقل أن تكون العربات التي تقلهم يدخلها هواء الله وليست صناديق كالتي تنقل بها الحيوانات المفترسة.
كلمة عزيزة
كثيرون ربما تخوفوا من تصريح وزير الإعلام حسب تراخيص بعض الفضائيات الخاصة التي خرجت عن الخط في بعض ما تقدمه، ولعل خصوصية تمويلها قد جعل بعضها على قلته يلجأ للإنتاج الرخيص الذي لا يكلفها كثيراً وبعض الاستضافات أتاحت الفرصة لفنانين مغمورين فقط لأنهم لا يطالبون بأجور أو مقابل، لكن الكارثة أن بعضها أصبح يلجأ لملء الخارطة البرامجية المثقوبة بأفلام تنزل من (النت) مباشرة على الهواء دون أن يطالها مقص الرقيب أو (الفلترة) تشق الأثير (أنصاص) الليالي كالسم الزعاف أوليس للوزير ألف حق في التهديد والوعيد؟!
كلمة أعز
بدلاً من هذا الجدل البيزنطي حول دعم الحكومة لاستيراد القمح أليس من باب أولى أن تدعم الحكومة المزارع السوداني لتوطين زراعة وصناعة القمح بدلاً من دعم الشركات المستوردة وفرق السعر للدولار بـ(2,9) جنيه لا أدري هل يوظف كله لقمح الخبز أم إن معظمه يصبح (شعيرية) و(مكرونة) هي الأخرى تصدر خارج الحدود!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية