حوارات

الأمين العام الرئيس المناوب لـ(حزب الوطن) في آلية الحوار الوطني " في حوار مع (المجهر)

 الأمين العام الرئيس المناوب لـ(حزب الوطن) في آلية الحوار الوطني الأستاذ “عبد العزيز النور علي بابكر” في حوار مع (المجهر)
                               
يكشف فيه الحقائق عن المؤتمر العام للحوار الوطني:
{ هناك أحزاب كبيرة ستحضر مؤتمر الحوار العام ولن نكشف عن الأسماء
{ من يعتقدون أن سبعة المعارضة جزء من المؤتمر الوطني لا يدركون الحقائق
{ دعونا لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والرئيس قال لا يوجدون
{ لم نثر المؤتمر العام في اجتماعنا بالرئيس لكن يمكن أن يناقش في المؤتمر العام
مقدمة:
طول أمد الحوار الوطني الذي امتد إلى أكثر من عام، دعا المراقبون إلى السؤال عن أسباب التأخير خاصة أن الحزب الحاكم ورئيسه “البشير” كانوا قد وعدوا بعد خطاب الوثبة الشهير بإطلاق الحوار لحل قضايا البلاد المعقدة، لكن يبدو أن الحوار الوطني اعترضه كثير من المطبات الذي أدى إلى تأخيره من بينها خروج بعض الأحزاب المؤثرة مثل حزب (الأمة القومي) وتجميد بعضها لنشاطها في آلية ما يسمى (7+7) احتجاجاً على ما أسمته عدم جدية المؤتمر الوطني في الوصول بالحوار إلى نهايات مرضية لكل الأطراف،
الأمر الذي دعا الحزب الحاكم إلى محاولة نفخ الروح من جديد في الحوار الوطني من خلال لقاء الرئيس الأيام الفائتة بأعضاء آلية (7+7)، والنتائج التي تبلورت في قيام المؤتمر العام للحوار في أغسطس الحالي وانطلاق الحوار في أكتوبر. للتعرف على مزيد من التفاصيل ومستقبل مسيرة الحوار الوطني أجرت (المجهر) حواراً شاملا ًمع الأمين العام الرئيس المناوب لـ(حزب الوطن) في آلية الحوار الوطني الأستاذ “عبد العزيز النور علي بابكر”.. فماذا قال؟
حوار – نزار سيد أحمد
{ كيف تقيمون الاجتماع الأخير الذي تم بين آلية الحوار الوطني ورئيس الجمهورية؟
–    اللقاء الأخير تأجل لأكثر من مرة بعد الانتخابات، ثم بعد عيد رمضان، ولكن في نهاية المطاف تمت المقبلة، ونعتقد أنها كانت مثمرة جداً.
{ فيما تمثلت الإيجابيات؟
–    فيما يلي تحديد 20 أغسطس الجاري موعداً لقيام المؤتمر العام، وهو سيكون مختلفاً من اجتماع الجمعية العمومية، وستكون  هناك (50) شخصية قومية حضوراً في هذا اللقاء، وكذلك يأتي كل حزب برئيسه وشخص واحد فقط ليتاح المجال للشخصيات القومية، وسيكون هناك خمسة أشخاص (موفقين) أو ميسرين، ومن ثم هناك (6) لجان تم اختيارها ستباشر أعمالها ضمن المحاور التي حددها خطاب الوثبة الذي أعلنه رئيس الجمهورية.
{ هناك حديث وجدل بشأن اختيار الشخصيات القومية؟
–    معظم الشخصيات القومية تم اختيارهم من قبل أحزاب المعارضة في آلية (7+7) وكذلك أحزاب الحكومة أتت بترشيحات، ووجدت أن أحزاب المعارضة سبقتهم في اختيارهم، وهذا يقطع الشك والجدل حول اختيار الشخصيات القومية.
{ من خلال اجتماع الآلية الأخير مع الرئيس.. هل لمستم جدية من قبل الحكومة في المضي بالحوار إلى نهاياته خاصة وأن الكثيرين يعتقدون أن الحكومة غير جادة؟
–    لدينا مثل شعبي بيقول (الكضاب وصلو الباب) صحيح أن كثيراً من أبناء الوطن يعتقدون أن الحزب الحاكم غير جاد في مسألة الحوار الوطني، لكن نحن ما لمسناه من خلال خطاب النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول “بكري” الذي قال إنهم لا يمانعون في حل الحكومة إذا كان هذا ضمن مخرجات الحوار، نعتقد أنه صادق فيما يقول.
{ كيف عرفتم أنه صادق؟
–    دعنا نأخذ الآن القضية في إطار حسن النوايا، نترك الحكم من بعد ذلك للشعب السوداني، وكذلك من يعتقدون أن سبعة المعارضة نسخة من المؤتمر الوطني لا يدركون الحقائق جيداً، فنحن لدينا مواقفنا التي سنفصح عنها في حينها إذا لمسنا عدم جدية من المؤتمر الوطني، وفي نهاية الأمر نحن نعتقد أن الفرصة مواتية تماماً للوصول إلى وفاق عبر الحوار الوطني.
{ ماذا دار في اجتماع آلية الحوار الأخير الذي أعقب الاجتماع مع الرئيس؟
–    خلال هذا الاجتماع تم التأكيد على الـ(50) شخصية قومية التي اُختيرت مناصفة بين أحزاب الحكومة والمعارضة، وكذلك تم الاتفاق على وضع خطة إعلامية شاملة للتبشير بالحوار الوطني، بجانب هذا تمت مناقشة التقرير النهائي لآلية الحوار منذ بدايتها.
{ هل تعتقد أن الحوار الوطني بالقوى السياسية الموجودة الآن يمكن أن يحل أزمة البلاد في ظل غياب قوى مؤثرة مثل الحركات المسلحة وغيرها من الأحزاب المعارضة؟
–    الحوار بمن حضر لا يجدي، لذلك نحن طالبنا بضرورة تهيئة المناخ التي يندرج تحتها إطلاق كافة المعتقلين السياسيين، وبسط الحريات، وعدم ممارسة الكبت ضد الصحافة، وكذلك قلنا إنه يجب التعامل مع المعلومات المغلوطة أو التي تهدد الأمن العام عبر القضاء، لذلك قلنا في الاجتماع الأخير للرئيس “البشير” لابد أن يكون هناك جديد نخرج به من هذا الاجتماع بخلاف المواقيت الزمنية للحوار.
{ ما الجديد الذي طلبتموه منه؟
–    تمت دعوته لإطلاق السجناء السياسيين، لكنه قال بالفم المليان إنه ليس هناك أي سجين سياسي، وإن أي حزب يقول عكس ذلك عليه إحضار أسماء معتقليه وهو سيقوم بإطلاقهم على الفور.
{ هناك حديث كثير عن ضرورة إقامة مؤتمر تحضيري بالخارج ليكون بمثابة فرصة للقوى السياسية والحركات المسلحة.. هل تمت مناقشة هذه المسألة في اجتماع الآلية مع الرئيس؟
–    لم تُثر هذه القضية في الاجتماع مع “البشير”، لكن قبل ذلك وافقت الحكومة على إقامة المؤتمر التحضيري، ونعتقد أن هذه القضية قابلة للنقاش في المؤتمر العام، وكذلك ستُثار مسألة الضمانات التي نعتقد أنها مهمة للغاية حتى لا يكون الحوار تحصيل حاصل.
{ كانت هناك اتصالات من قبل أحزاب المعارضة في آلية الحوار بالقوى السياسية الممانعة من أجل إلحاقها بالحوار.. ما هي نتائج تلك الاتصالات؟
–    مازالت الاتصالات مستمرة، وأنا شخصياً أنوب عن رئيس الحزب في الاتصال بالأحزاب، وهناك أحزاب كبيرة وافقت على حضور المؤتمر العام يوم (20) من أغسطس الحالي.
{ هل لك أن تُسمي لنا هذه الأحزاب؟
–    لدواعٍ كثيرة لا نرغب في كشف أسماء تلك الأحزاب، وكل ما يمكن أن أقول إن هذه الأحزاب أكدت حضورها، وقالت إنها إذا منحت الفرصة في المؤتمر العام لتقول رأيها ستقوله، لكن هناك بعض الأحزاب تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، والبعض كذلك لديه غبن ويرى أنه لا جدوى من الحوار، وفي نهاية المطاف نحن نعتقد أنه لا وصاية على حزب، وستصل الدعوات للمؤتمر العام لكل الأحزاب.
{ ما هي الأجندة التي ستتم مناقشتها في المؤتمر العام الذي يعقد في يوم 20 أغسطس؟
–    أولاً لابد أن أوضح للرأي العام أن المؤتمر العام تنضوي تحته الأمانة العامة، التي تنضوي تحتها اللجان الست التي تتشكل من كل الأحزاب، حيث يمثل كل حزب بشخص واحد إلا من أبى، وهذه اللجان تحت إشراف الأمين العام للمؤتمر، والجديد الذي سيكون في هذا المؤتمر هو قضية الضمانات التي أعتقد أنها سيتم ترتيبها بشكل جيد من المؤمل أن يعلنها رئيس الجمهورية، وربما سيتم تنسيق هذه الضمانات مع الجهات العدلية والقانونية لإتاحة المجال لكل من يرغب في الالتحاق بركب الحوار الوطني.
{ ما هو العمل الذي ستقوم به آلية الحوار أو الشخصيات القومية خلال المؤتمر العام؟
–    الوقت سيكون ضيق جداً ربما لا يتجاوز الثلاث ساعات أو أكثر بقليل، ولذلك حتى الأحزاب السياسية لا يمكن منحها فرص للحديث ومخاطبة المؤتمر العام، وستكون هناك نماذج أي ستتحدث بعض القوى السياسية، والبعض الآخر سيوصل رؤيته عبر اللجان وفي كافة المجالات المطروحة.
{ هل لسبعة المعارضة في آلية الحوار رؤية موحدة ستقدمها في المؤتمر العام؟
–    نعم نحن أحزاب المعارضة في الآلية لدينا رؤية موحدة سنتقدم بها، وهناك لجنة تعمل الآن على تجميع مقترحات سبعة المعارضة لتبلورها في رؤية موحدة، عبر مناديب الأحزاب التي ستقدم رؤية كل حزب في لجنة من اللجان الـ(6) وستتم صياغتها في كتيب نقدمها للمؤتمر.
{ هل سيسعفكم الوقت لتقديم هذه الرؤية في إطار ما تبقى من وقت؟
–    نحن شرعنا في تكوين اللجنة قبل رمضان وهي برئاسة دكتور “محمود” من فعاليات دارفور، وهذه اللجنة ممثلة فيها كل أحزاب المعارضة، وحتى تفرغ اللجنة من صياغة الرؤية الموحدة أعتقد أن المؤتمر العام ليس نهاية المطاف، فهناك فرصة حتى شهر أكتوبر المقبل، حيث ستباشر كافة اللجان أعمالها في 10 أكتوبر المقبل، وما يتم الآن مجرد مقدمات للحوار الوطني.
{ هل هناك فرصة لمناقشة قضايا أخرى في المؤتمر العام بخلاف ما ذكرت؟
–    هناك مقترحات ستقدم في المؤتمر، وكل حزب يأتي بفكرة أو مقترح، وبالتالي يمكن لهذا المقترح أو الفكرة أن تجد حظها من القبول خاصة وأننا قلنا إن اتخاذ القرار يتم بالتوافق، ليس بالتصويت خوفاً من الانشقاقات.
{ هناك حديث عن أن رئاسة رئيس الجمهورية للحوار الوطني ساهمت في تأخير انطلاق الحوار نسبة لمشغوليات الرئيس بملفات الدولة وغيرها من المشغوليات؟
–    خلال الجمعية العمومية الأولى تم التأمين على “البشير” رئيساً للحوار باعتباره رئيساً للجمهورية وليس ممثلاً للمؤتمر الوطني الذي يمثله الأخ “مصطفى عثمان إسماعيل”، وكذلك نعتقد أن مخرجات الحوار الوطني سينفذها رئيس الجمهورية ليس سواه، لذلك ليست هناك غضاضة أن يتولى “البشير” رئاسة الحوار الوطني، ونحترم في ذات الوقت رؤية الأحزاب السياسية التي لها موقف خلاف هذه الرؤية.
{ انطلاق الحوار في أكتوبر ينظر له البعض بأنه جزء من مسلسل التأخير الذي لازم سير الحوار الوطني؟
–    هذا المقترح تقدمت به أحزاب المعارضة في آلية الحوار، والمؤتمر الوطني أمن على هذا المقترح.
{ أحزاب المعارضة في آلية الحوار كانت تتحدث عن أن الحوار تأخر وتم تعطيله وفي الأخير تتقدمون بمقترح يراه البعض غير مناسب؟
–    نحن اتفقنا أن يكون أمد الحوار ثلاثة شهور، لذلك قلنا إنه من أكتوبر حتى 10 من شهر يناير من العام 2016م فترة كافية لانجاز الحوار، وبالتالي نعتقد أن هذه الفترة كافية لتجويد، ومراجعة المواقف لبعض الأحزاب، وكذلك هي فترة لقراءة الساحة السياسية داخلياً وخارجياً.
{ حسناً: هل هناك جهد تبذله سبعة المعارضة في آلية الحوار لجلب الحركات المسلحة لمائدة الحوار؟
–    الحركات المسلحة لديها وضعيتها، ومن هذا المنطلق أوكلنا أمر الاتصال بالحركات المسلحة للاتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي، حيث يمثل الأستاذ “أحمد سعد عمر” الحزب الاتحادي في الاتصال بالحركات، و”كمال عمر” يمثل المؤتمر الشعبي، نحن في المعارضة اخترنا المؤتمر الشعبي لقناعتنا بمستوى العلاقات التي يتمتع بها مع الحركات المسلحة، وأعتقد أن اختيار (الاتحادي الأصل) لعراقته وتاريخه، بجانب أنه حزب وفاقي وسطي، وأعتقد أنهم مواصلون في الاتصال، وأعتقد أن الحركات المسلحة ليست بالسذاجة، أعتقد إذا توفرت لها الضمانات الكافية ستأتي.
{ هل هناك سقف وضعته آلية الحوار للاتصال بالحركات المسلحة؟
–    ليس هناك طرح أو سقوفات، هذه الأحزاب تحاول إقناع الحركات المسلحة، لا المؤتمر (الشعبي) ولا (الاتحادي) لديهم ما يمكن أن يقدموه للحركات لكنهم فقط يعملون على إقناعهم للحوار، من خلال الضمانات التي طالبنا بتوفيرها، وفي اعتقادي الخاص هذه الحركات لا تحتاج لاتصال، لأنها متابعة لما يجري في البلد ولها قراءات للساحة السياسية وإذا وجدت الضمانات ستأتي هذه الحركات، وهذا ما نتمناه من الرئيس أن يضع ضمانات واضحة وكافية وقانونية حتى تطمئن هذه الحركات.
{ هناك من يرى أن وجود الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية كمراقبين للحوار ليس كافياً؟
–    هناك مقترحات قدمت أن يتم إلحاق الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ضمن المراقبين للحوار، لكن هذه المقترحات لم يتم الاتفاق عليها، وفي اعتقادي أنه ليس هناك ما يمنع أن يتم ضم هاتين الجهتين لأنه ليست هناك أية وصاية وحضورهما للمراقبة.

 
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية