رأي

عز الكلام

الوجع والنزيف في الجسد النحيف!!
أم وضاح
رغم أني لا أعرفه شخصياً ولم أتشرف أبداً بمقابلته إلا أنني واحدة من أكثر المعجبين والمعجبات بكتاباته وأعتبره قلماً صادقاً مصادماً مثقفاً مترعاً بالمفردة الأنيقة والعبارة الجزلة، ولقلمه صوت يصل الدواخل بلا استئذان ولمعانيه التي يبذلها قوة مغنطيسية تجذبك إليها جذباً، أضف إلى ذلك أنني أعتبره واحداً من أفضل المحللين الذين يطلون عبر الشاشات شرحاً للأحداث وإبداء للآراء في جراءة يحسد عليها ووطنية يشكر عليها، رغم أنني لا أعرفه معرفة الشخص للشخص إلا أنني حزنت حزناً شديداً والأستاذ عبد الرحمن الأمين يؤكد للأخ الزميل خالد ساتي في برنامجه الصالة، أنه بصدد المغادرة للمملكة العربية السعودية للعمل هناك والرجل أكد الخبر وفي صوته بدا حزن واضح وألم لم يستطع أن يخفيه ونبرات الوداع تشي بأن الرجل مجبور مقهور مغبون وإلا ما قال (وما ضاقت بلادٌ بأهلها لكن أخلاق الرجال تضي، لنفقد بذلك واحداً من أعمدة وركائز الصحافة السودانية أمثال هؤلاء تتصيدهم المؤسسات الكبيرة لأنهم يضيفون لها ويرفدونها بالثقافة والإضافة والعلم ونحن هكذا للأسف بلد يلد ويربي ثم يقسو ويغلظ في القسوة، والنتيجة فقدان الخبرات والخيرات وثروة البلد الحقيقية من الرجال!! ودعوني أقول إن أمثال “عبد الرحمن الأمين” يفترض أن يكونوا قادة للرأي والإعلام تشفع لهم في ذلك احترافية مطلقة ومهنية لا يختلف عليها اثنان، مكانه يفترض أن يكون حيث الملحقيات الإعلامية التي تهدى للأحباب والصحاب والمعارف وكثير منها تتخطاها المعايير المهنية التي تضع من لا يستحق حيث لا يستحق. وسبحان الله في ذات اليوم صباحاً قادتني الصدفة إلى واحدة من صالات الخرطوم الكبرى ووجدتها مكتظة على غير العادة وسؤالي عن سبب التجمع الملحوظ، علمت أن وفداً سعودياً من وزارة الصحة السعودية يجري معاينات لأطباء سودانيين للعمل هناك. وطبعاً لم أترك الفرصة تضيع ودخلت الصالة إلى حيث الحضور وتفاجأت بأعداد رهيبة من الاختصاصيين السودانيين في مختلف المجالات، بعضهم عرفته دون تعريف منه  لأنه معروف ومشهود في مجاله منتظراً دوره في المقابلة، والكارثة أن اللجنة المكونة من السعوديين هي لأطباء أصغر منهم سناً ومؤكد أقل خبرة يجرون معاينات لاستشاريين كبار. لن ألومهم إن فكروا في البحث عن الوضع الأفضل والتقييم الأحسن، الصالة المليانة حتى آخرها لم تكن هي نهاية المطاف للمعاينات، إذ علمت أن غداً سيكون لاختيار نواب الاختصاصيين والأطباء الصغار لتفقد البلد بذلك كل ثروتها وشبابها وحتى شيبها بحثاً عن لقمة العيش وتأمين المستقبل،. فيا سادة يا كرام إن كنا نشاهد هذا النزيف لا يتوقف عن جسد مثخن بالجراح فمن يبقى ليبني السودان؟ ومن هم الذين سينفذون (المشروع الحضاري) متذكرنه؟ أم أنه راح وضاع كما راحت وضاعت شعارات كثيرة رفعت وآمال أكثر اصطدمت بواقع الإحباط والتشاؤم وضبابية المستقبل فيا أستاذ “عبد الرحمن” أمثالك لا يكتبون فقط لنقرأ أو يحللون لنسمع، أمثالك يساهمون ببناء الدواخل وترميم المكسور والمشروم والمشروخ في قيمنا وأفكارنا ودواخلنا ما قادرة أقول ليك لا ترحل لكن رجاءً ما تطول الغيبة.
كلمة عزيزة
استمعت لسفير السودان في “القاهرة عبد المحمود عبد الحليم” وهو يتحدث إلى فضائية مصرية حول أزمة المعدنين السودانيين الذين لم يلتزم الجانب المصري بإطلاق سراحهم أسوة بالصيادين المصريين، استمعت له يتحدث بطريقة ناعمة ويبطن الأعذار للحكومة المصرية وكأنه سفيرها وليس سفيرنا، وكان ينبغي عليه أن (يعنف) الحكومة المصرية بدلاً من هذه (الطبطبة) التي لا داعي لها وكان ينبغي عليه وبلهجة متشددة أن يطالب الحكومة المصرية بإطلاق سراح السودانيين ورد الحسنة بعشرة أمثالها، لأنه مش الصيادين أولاد ناس وأولادنا (رامياهم الحدية). بعدين عندي سؤال للأخ السفير واقف في (زوري) شنو الأهمية والأولوية في أن يشارك في عزاء الممثل “نور الشريف” وهو رجل يمثل الحكومة والدبلوماسية السودانية، ولو أن “نور الشريف” (واجعه) شديد كدي كان يكفيه أن يبتعث ممثلاً عن السفارة وكدي قول لي ياتو سفير جاء بيت البكاء غيرك يا سعادتك.
كلمة أعز
للأسف أصبح جلب الرعايات مدخلاً لفاقدي الموهبة لتقديم البرامج التلفزيونية مثال واضح على ذلك برنامج يقدمه أحدهم مين كده كسلا على فضائية (أنغام)، بصراحة لن ألومه لو فاكر نفسه مقدم برامج ولن ألوم أنغام التي (أعماها) نهم البحث عن الرعايات لكنني ألوم الضيوف الذين يوافقونه على الظهور ويشاركونه هذا الهراء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية