مسألة مستعجلة
التخبط في الخطط التعليمية!
نجل الدين ادم
أكثر ما يعيد مستوى التعليم في البلد إلى الوراء هو ما تُقدم عليه الوزارة المعنية من تخبط من خلال خطط متلاحقة دون الاعتبار إلى النتائج التي تفرزها الخطة التي تم تنزيلها مسبقاً، كأن تقوم الوزارة بتغيير المنهج بين الحين والآخر أو السلم التعليم وغيرها من الخطط المتعلقة بالعملية التعليمية، فكأنما الحكومة أو الوزير القادم يريد تغييراً من أجل التغيير، فهكذا يبدو واقع الحال.
في السابق كان معهد بخت الرضا المتخصص في وضع المنهج وفي سبل التربية والتقويم دقيقاً في فحص كل ما يرد من مقترحات تعديل، فالتعديل يبدأ من عنده، ولكن اليوم القرارات السياسية بدأت تطغي على أي شيء وبات المتخصصون في معزل عن السياسيين، فهم يقومون بما عليهم من واجبات يحتمها عليهم تخصصهم ولكن يبقى القرار السياسي هو المحك في نهاية الأمر، الآن رغم وجود معهد بخت الرضا وبذات المهام إلا أن واقع الحال غير.
فواحدة من تجليات المسئولين المتعاقبين كان اعتمادهم للسن العمرية لدخول المدرسة، ففي السابق كانت سن السابعة هي الزمن المحدد للقبول قد تزيد ولكن لا تنقص بأي حال من الأحوال حتى لو كان شهراً، وكانت الوزارة وقتها صارمة في هذه الإجراءات وتقوم بمتابعتها بصورة دقيقة، ولذلك تجد المدارس لا تتهاون في مسألة السن. وأظن أن مسألة السن العمرية هذه لم تأتِ خبط عشواء وإنما جاءت بعد دراسات علمية واجتماعية عميقة جعلت هذه السن هى الانسب لاستقبال الطلاب، لاحقاً ضرب المسئولون الذين حلوا على الوزارة بتلك القرارات عرض الحائط، وأخذوا يبحثون في تغيير جديد في كل شيء حتى لو كان صحيحاً، واختاروا عمر الخامسة لدخول الطلاب إلى المدارس، أطفال صغار يذهبون إلى المدارس وهم نائمون وفي كثير من الأحيان لا يعرف بعضهم نفسه حتى وقد يكون في طور فهم ذاته وما حوله، فكيف لهذا أن يفهم ويستوعب ما يتلقاه من دروس؟، وقد يبكي أحد هؤلاء الأطفال والمعلم يحاصره بأن يقوم بتسميع قصيدة أو آيات مباركة! أنا أتحدث عن تجربة يتفق معي فيها كثيرون بأن هنالك إشكالية في هذه السن الاعتبارية لدخول الأطفال إلى المدارس، الواقع هو الذي يحكم وقد يمحو دراسات ودراسات أعدت، فمثلاً يصل التلميذ الفصل الثالث أساس وعمره لم يتجاوز بعد الثامنة وقد كان هذا العمر في وقت من الأوقات محدداً لدخول المدرسة.
مطلوب من الجهات التي اقترحت هذه التعديلات عبر دراسات أن تقوم بدراسات مماثلة لمراقبة الأثر الجديد.
النقطة الثانية تجد وفق هذا العمر السني والمنهج الساري أن الطلاب وخلال ثلاثة أعوام متتالية لا يتعدون محطة الفصل الأول سابقاً راقبوا ذلك وستجدونه صحيحاً.
في كثير من الأحيان يُحمّل الناس ثورة التعليم مسئولية تدني مستوى الخريج وأنه ليس كما الطلاب في الأزمان الماضية، صحيح أن هناك حالة هبوط حاد في مستوى الاستيعاب، ولكن المسئولية لا تقع على الجامعات وحدها، فالمسئولية الأكبر تقع في الأساس، على مرحلة الأساس التي تأثرت كثيراً بحالة التخبط التعليمي، آمل أن لا تكابر الوزارة وتعمل على إعادة النظر.
والله المستعان.