بكل الوضوح
السوق إلى متى (مطلوق) ؟!
عامر باشاب
{ مازالت نار مشتعلة بقوة في جميع الأسواق وامتدت ألسنة لهيبها لتحرق وتخرب بيوت الغلابى بصورة يومية، وحتى الآن لا يوجد أحد يتصدى لهذا الغلاء الفاحش الذي أصبح يعاني منه الجميع وليس محدودي الدخل وحدهم.
{ نار الأسعار المولعة باستمرار لم تقف عند ميزانية محدودي الدخل بل التهمت ميزانية أصحاب الدخل المتوسط وحتى أصحاب الدخل المرتفع طالهم لهيب نار الأسعار.
{ نار الأسعار كل صباح تزداد اشتعالاً ولم تترك سلعة.. اشتعلت في المواد الغذائية وفي الأدوية، وفي الرسوم الدراسية من الروضة إلى الجامعة، واشتعلت في الملابس وفي المواصلات، وفي إيجار البيوت.
{ ونجد أنَّ تجار وسماسرة السوق (المطلوق) استغلوا الأزمة التي ظل يعانيها اقتصادنا منذ أن انفصل الجنوب من جسد الشمال، ومن وقتها ظلوا يتنافسون في الجشع والطمع وأوصلوا السوق إلى هذا الحد الفظيع، خاصة بعد أن وجدوا السوق بلا رقيب وبدون حسيب.. وكانت النتيجة المزيد من الانفلات التجاري والفوضى السوقية التي لم تستطع الحكومة مواجهتها.
{ والسودانيون الكادحون فقراء ومساكين أصبحوا أقصر الطرق لتنفيذ السياسات والمعالجات الاقتصادية القاسية للخروج من الأزمات المزمنة التي ظل يعانيها اقتصادنا.
{ ومن الملاحظ أنَّ أقرب الحلول عند الحكومة هي زيادة تعرفة الكهرباء والماء وفيما مضى كانت المعالجة بـ(رفع الدعم عن المحروقات) هذه السياسة الاقتصادية الحارقة التي يترتب عليها ارتفاع في أسعار وسائل النقل المختلفة، وبارتفاعها ترتفع السلع الضرورية وغير الضرورية.. وسنظل على هذا المنوال ننتقل من أزمة إلى أزمة أسوأ وأفظع من التي سبقتها.
{ وكلما ارتفعت الأسعار و(طارت السماء) كلما اتجه خبراء الاقتصاد في الحزب الحاكم إلى سياسات اقتصادية حارقة بحجة أنَّها لا تمس محدودي الدخل.. وفي نهاية الأمر تجد أكثر الناس تضرراً من هذه السياسات الفاشلة هم محدودو الدخل أو بالأصح هم معدومو الدخل.
{ وضوح أخير
{ ومازالت تساؤلاتنا تتصاعد من المسؤول عن الفوضى التي ضربت السوق وجعلت الأسعار في ارتفاع مستمر ودون مبرر ومتى تنتبه الحكومة إلى المتفلتين والمتمردين من تجار السوق؟