(طويلة) مدينة الدموع والأحزان وضحية (الجنجويد) و(التورابورا)
رحلة في أعماق الإقليم المنكوب (1 – 2)
أطلال مدينة البصل والتمباك والعسل
يوسف عبد المنان
عندما صعد الدكتور “التجاني سيسي” لمنصة الخطابة ليتحدث لجموع كبيرة من أهالي (طويلة) الذين لاذ أغلبهم بمعسكر النازحين، خوفاً من هجمات (الجنجويد) وضربات (التورابورا).. لم يجد ابن زعيم قبيلة الفور عبارة يجلد بها ذاته، ويعترف بقصوره نحو حماية النازحين، والذين لا يزالون يتمسكون بالأرض، إلا القول (لقد كرمتمونا يا أهل (طويلة) ونحن لا نستحق التكريم لأننا لم نحميكم بعد). تلك العبارة شقت صمت النهار الساخن في (طويلة) تلك المدينة أو القرية التي تحكي جدرانها المهدمة.. وبيوتها التي تقطنها الحمير (الضالة) عن مأساة الإنسان في دارفور أو مأساة السودان في دارفور، بل مأساة (دارفور في دارفور).. الطريق إلى (طويلة) من الفاشر قصير جداً.. هي بضع كيلومترات (تقطعها) السيارة اللاندكروزر في ساعة ونصف الساعة.. لكن كثافة الرمال تعوق حركة السير.. وقافلة د.”التجاني سيسي” خرجت مع بزوغ فجر (الثلاثاء) إلى الجنوب الغربي من المدينة.. (تابت وما أدراك ما تابت) قصة قرية خدش كبرياءها الإعلام العالمي.. وطعن في شرفها بإدعاء أن أربعين من نسائها فقدن عذريتهن على أحضان قوات تتبع للحكومة السودانية.. وخرجت الإدانة من نساء (تابت) لما مسهن، قبل صرخات نساء الخرطوم من خلال مركز (الأميرة) “أميرة الفاضل” (مدا) (للدراسات).. وربما كان إنفاق الدوحة وحكومة قطر لمبلغ (9) مليون دولار ،دافعاً لدمغ (تابت) بأنها قرية فقدت شرفها، يتسق مع معارك لا ناقة ولا جمل لأهل تابت ودارفور، بها، هي معركة بعض الخليجيين ضد بعض الخليجيين، أو معركة بعض الأوروبيين مع الدوحة، وقد أصابت لعنة الدوحة مرشحاً لرئاسة نادي برشلونة يدعي “خوان لابورتا”، وقد تعهد “لابورتا” بانتزاع اسم قطر من (فنلات) لاعبي برشلونة، حال حصوله على أغلب الأصوات، ولكنه (سقط) في امتحان إقليم (كتالونيا) وتعثر في الوصول لرئاسة واحد من أكبر الأندية في العالم.. وقطر التي تبني الآن عشر قرى نموذجية في دارفور تكتب لنفسها تاريخاً وشرفاً إنسانياً.. وقد أصبحت قطر على كل لسان دارفوري ينطق العربية بعسر أو لسان عربي مبين، مثل أهل كتم ودامرة مصري.. ولكن (تابت) هي واحة في قلب صحراء دارفور.. وقطرة ماء في محيط جاف.. وقد توافد على تابت الآلاف من المواطنين بعد قيام القرية النموذجية.. مدارس أساس، وثانوية عامة بنين وبنات، ومسجد ومستشفى.. إضاءة بالطاقة الشمسية.. ومبردات هواء.. ومعمل حديث للحاسوب.. سارت القافلة من تابت باتجاه الجنوب الغربي لمنطقة (طردونا) الاسم له دلالة وأيحاء بأنها ثمرة مرة للصراع الأخير.. وما أكثر الأسماء الإيحائية في وطننا من (زقلونا) في غرب أم درمان إلى (طردونا) في غرب الفاشر، وضمير الاسم يشير إلى فاعل باطش وإنسان (مبطوش به) لكن الحقيقة كما جاءت على لسان “آدم هارون” ،إن القرية عمرها مائة سنة و عمره هو أكبر منها بسنوات ولا يزال يمشي على قدميه، ويتوكأ على عصاه، وآخر مرة زار فيها الطبيب عندما ذهب الفاشر، لاستقبال حاكم الإقليم “أحمد إبراهيم دريج” لأن حصاناً أصاب رجله في الزحام بميدان الحرية، يقول إن نزاعاً نشب بين عائلتهم وعائلة أخرى، وجميعهم من الفور، فقتلت عائلتهم شخصاً واحداً من الطرف الآخر، ولذلك أمر “الشرتاي” بطرد العائلة من القرية لقرية أخرى تسمى النبقاية، ولكن أهلها لفظوهم ورفضوا أن يسكنوا معهم، لأنهم قتلوا نفساً بغير حق، وكان القاتل في ذلك الزمان مبغوضاً ومنبوذاً.. فاختاروا أسم (طردونا) لقريتهم التي قاومت التمرد وقاومت هجمات (الجنجويد).
وتمسكت بالأمل في أن تجد حماية من حكومة السودان وفي كل ثلاثة أشهر تدفن القرية أحد شبابها حتى بلغ عدد الضحايا أكثر من مائة قتيل.. وتعتقد بعض النسوة من كبار السن ،أن أهل القرية مصابون بلعنة قتل إنسان قبل مائة عام ، مثل لعنة طائر البوم عند قبائل الدينكا، كما جاء في كتاب الروائي “فرانسيس دينق مجوك” (طائر الشؤم). أين هو “فرانسيس” الآن ،وإلى أي فريق صار في نزاع الجنوبيين، تلك قصة أخرى. ولكن د.”تجاني سيسي” وهو يخاطب أهالي قرية (طردونا) قال لهم “أهلي قريتكم اسمها شين زي الجرح في الأرجل، أطلب منكم تبديل اسمها منذ اليوم.. ووفاءً لدولة قطر وأميرها وللوزير “أحمد محمود” أن تطلقوا على قرية (طردونا) اسم الدوحة.. كانت الاستجابة كبيرة.. والهتافات مؤيدة.. خاصة وإن (طردونا سابقاً) نالت نصيبها من برامج إعادة الإعمار مدرسة ومركزاً صحياً.. وعهداً من مساعد الرئيس بحماية إنسان المنطقة الذي بقى صامداً، وغالب القرى المتناثرة قد هجرها أهلها منذ سنوات وباتت أشباحاً تسكنها الأرواح الشريرة كما يقولون!!
{ (طويلة) ومأساة إنسان
الطريق من (طردونا) سابقاً والدوحة منذ الأسبوع الماضي، إلى (طويلة) تتقاسمه الحركات المسلحة.. ومجموعات مقاتلة من القبائل العربية.. طريق لم تسلكه سيارات حكومية من قبل .حتى معتمد محلية (طويلة) الذي عين قبل أسبوعين انتظر في الفاشر حتى قدوم الوفد ليشاركه العودة للمدينة.. هي من أثرى مدن دارفور.. ثراء يتبدى في جدران البيوت المنكفئة على أحزانها ودموعها.. بيوت من الحجارة والطوب الأحمر.. لماذا (طويلة) من أثرى مدن دارفور؟.. لأنها تزرع (التمباك) والبصل.. وتحصد عسل النحل من جبال (كاورا) القريبة من المنطقة، (طويلة) يقطنها الفور.. وقليل من الزغاوة وبضع أسر من البرتي.. أراضيها رملية ممزوجة بتربة طينية غير لزجة.. تهطل الأمطار في قمة جبل مرة.. وفي جبال (كاورا).. و(جبال سي) ، وتتدفق المياه في سهول (طويلة).. إذا كنت تتعاطى (التمباك) حمى الله الجميع، فإن أجود أنواع (التنابيك) هي التي تنبت من أرض (طويلة).. وكثيراً ما يبث تجار التمباك دعاية لبضاعتهم بأنها من إنتاج وديان (طويلة).. وتعيش ولاية شمال دارفور على الضرائب التي تؤخذ من التمباك والزكاة التي تجبى من التمباك.. ويقولون إن التمباك من (الخبائث) ماله ممحوق.. وعائده منزوع البركة.. ولكن حكومتنا الإسلامية تعيش عليه!! وينتج فدان التمباك نحو (30) جوالاً ، حينما تجفف وتصبح جاهزة للاستعمال البشري.. يصبح إنتاج الفدان (4) جوالات وبسعر الجوال من التمباك بمبلغ (3) ألف جنيه، يحصد مزارع التمباك اثني عشر ألفاً من الجنيهات من الفدان الواحد، ولا تقل مزرعة مواطن كسول عن (4) أفدنة ،لتبلغ حصيلة المزارع الكسول (48) مليوناً من الجنيهات في الموسم الواحد، وهناك من يزرع مائة فدان.. مع غروب شمس الاستقرار وبزوغ حقبة التمرد في عام 2003م، تعرضت (طويلة) لهجمات من قبل حركة تحرير بقيادة “مناوي” لهجمات متتالية ومحاولة السيطرة عليها، وجعلها خنجراً في خاصرة الحكومة التي لم تتوان في الدفاع عن نفسها وحقوقها في (طويلة) ،لتصبح منطقة إنتاج التمباك والبصل والعسل ميداناً لعراك الحكومة والحركات المسلحة.. وتبدأ الهجرة لسكان ما كانت الهجرة يوماً خيارهم.. و(طويلة) هي مسقط القيادي البارز في المؤتمر الوطني يوماً ما.. د.”هارون عبد الحميد”.. ثم القيادي في حركة العدل والمساواة، وأحد الذين وقعوا على اتفاق الدوحة ليعود مع “السيسي”، لكنه الآن أتخذ طريقاً آخر بعيداً عن السياسة، وقريباً من الوظيفة.. و(طويلة) أيضاً هي مسقط رأس “عمر عبد الحميد” و”خليل آدم عبد الكريم” نائب الوالي السابق ،وأحد مراكز ثقل قبيلة الفور ،التي تتوزع في كل ولايات دارفور.. في جبل مرة وجبال سي وكبكابية.. ووادي صالح وزالنجي.. وكاس ونيالا.. وطرة.. وخزان جديد.. وقريباً من (طويلة) هناك معسكر للتمرد في جبال (كاورا) ينشط من حين لآخر.. يهاجم طريق الفاشر- كبكابية.. وتتصدى له مجموعات من المسلحين.
لكن ذاكرة المدن القديمة لا تعود.. لأن (طويلة) شهدت مقتل أكثر من (5) ألف من سكانها بأيدي التمرد والمليشيات التي تهدد أمن السكان.. يذرف الناس الدموع حسرة على ما صاروا إليه، وكتب أهالي (طويلة) شعارات رفعت على جدران البيوت وعلى سارية الاحتفال.. الشعارات تقول حماية المرأة والطفل مسؤولية حكومة السودان.. الأمن مطلبنا.. وحرية الزراعة وحماية النساء تقع على عاتق رئيس السلطة.. وحينما تحدث ممثل المنطقة في الاحتفال الذي يقدر عدد حضوره بالخمسة ألاف نسمة، أربعة منهم تمردوا على شيوخ المعسكرات ،الرافضين من حيث المبدأ، مخاطبة الحكومة النازحين أو الإصغاء لما تقول.. ولكن د.”التجاني سيسي” يحترمه حتى الذين يختلفون معه سياسياً.. لا يجرؤ أحد على معارضته أو اتهامه (بالولوغ) في دماء أهل دارفور.. عندما قال “السيسي” يا أهل (طويلة) أكرمتمونا ونحن لا نستحق التكريم ،بعد أن تعرض مركز الشرطة ،الذي قامت بإنشائه السلطة الإقليمية للتخريب من قبل المخربين. وبدا د.”التجاني سيسي” حانقاً وغاضباً على ما يجري في دارفور، وأميناً- في ذات الوقت- مع نفسه ومع جماهير دارفور، وهو يعترف بأن التكريم الذي طوقه به أهالي (طويلة) لا يستحقه الوفد.. نعم “السيسي” ترفع عن الذات الفانية واعترف بقصور الدولة إزاء حماية أهالي المنطقة الذين طالبوا الدولة في حديثهم لـ(المجهر) بأن تثق فيهم كمواطنين، لم يحملوا السلاح في وجهها وتمنحهم السلاح لحماية أنفسهم من المخربين والمتمردين وعصابات السلب.. ويقولون نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا وبلادنا، ولكن متى تثق فينا الدولة!! ويذهب آخرون إلى أن وجود قوات مسلحة قومية هو صمام الأمان للمنطقة وكفيل بحمايتها من هجمات التمرد و(الجنجويد).. والمنطقة ضحية للاثنين معاً.. ولكن د. “التجاني سيسي” يعتبر حمل السلاح لمنسوبي الدولة فقط.. ويجب تجريد المواطنين من السلاح بعد أن أصبح السودان من أكثر الدول التي ينتشر فيها السلاح بصورة غير رسمية و(70%) من جملة السلاح في السودان بإقليم دارفور وحده.. وكشف “السيسي” عن تكوين الحكومة في مقبل الأيام لقوة ردع عسكرية للقضاء على النزاعات والصراعات القبلية.. وقال هناك محرضون كثيرون يجب قطع دابرهم، ورغم إن السلطة الإقليمية قد استطاعت إنشاء (10) مشروعات تنموية بمحلية (طويلة) ،وهي مشروعات لو شهدتها المنطقة من قبل ما حمل بعض أبنائها السلاح، ولكانت حجة على القيادات التي تحرض الناس على التمرد بدعاوى (التهميش القصدي) كما يقولون.
وبدأت (طويلة) كمدينة أشباح ،جنوب مباني المحلية التي هي فقيرة لكل شيء، رغم الثراء إلا أن شبح المدينة تجسده البيوت التي شيدت من الحجارة والطوب وسقوفها من الأسمنت.. هرب الناس فراراً من الموت، وبدأت البيوت (كخرابات) تطوف بها الحيوانات.. دخلت منزلاً كان لواحد من أثرياء المدينة ..نهبت الشبابيك والأبواب.. وتبقى فقط الحوائط تقف شامخة في انتظار عودة صاحب المنزل إن بقي على قيد الحياة.. عشرات المتاجر العتيقة في سوق (طويلة) الذي يشبه سوق العيش بأم درمان.. الدكاكين خاوية على عروشها.. تتخذ منها الأغنام القليلة التي تطوف على السوق مرتعاً.. لأن العشب ينمو بكثافة في أماكن تساقط المياه من سقوفات ما تبقى من الدكاكين.. مشاهد (طويلة) يدمي لها القلب.
ومن ينسى قصة الطالب المعجزة “عبد الناصر” الذي حل في المرتبة الأولى لطلاب ولاية شمال دارفور قبل عامين وحصل على (92,5%) وهو من طلاب المعسكرات، قتل والده أمام عينيه ومزق الرصاص جسد شقيقه واحتمى بثياب والدته حتى وصل معسكر النازحين (يتيماً مشرداً) ذهب للمدرسة دامعاً لفقدان والده ولهجرانه (طويلة).. ولكنه تمسك بالأمل وثقته في نفسه جعلته يقبل على دراسته حتى حصل على المرتبة الأولى لطلاب شمال دارفور، وحينما سألته حينذاك لماذا أنت حزين في يوم الفرح بنجاحك.. فقال (تذكرت والدي) وأن الحزن بات جزءاً من حياتي كلما تذكرت مقتل والدي وكيف سالت دماؤه في ثوب أمي التي تمزقت أحشاؤها بين والدي وشقيقي.. وقصص وحكايات (طويلة) ما فعله التمرد بها.. ومن ثم رعب (الجنجويد) يجعل مغادرة المدينة في طريق العودة للفاشر ممزوجة بالآهات والحسرة على الحاضر وغموض المستقبل.
{ الأمن مستتب ولكن!!
إذا سألت أحد ولاة الولايات عن الأوضاع الأمنية في ولايته لقال مسرعاً الأوضاع (هادئة) والأمن في أفضل حالاته.. ولكن كثيراً من الولاة بدارفور ينتقلون بالطائرات المروحية.. باستثناء “جعفر عبد الحكم إسحاق” في ولاية وسط دارفور التي تعتبر الأكثر أمناً من بقية الولايات، وقد اختار د. “التجاني سيسي” ورهط القيادات الكبير الذي طاف معه محليات شمال دارفور السير على الأشواك في فصل الخريف.. عبور الأودية والخيران.. وجاء في وفد د. “التجاني سيسي” أعضاء المجلس الوطني الشرتاي “عمر قندولي” أحد رموز دارفور الاجتماعية والسياسية التي لا تخطئها العين، والنائب البرلماني “سلمى” والنائب “جادين جودة دقاش” و”التجاني مصطفى” نائب دائرة قارسيلا و”خالد علي هارون” نائب دائرة تلس.. واثنان من نواب دارفور في مجلس الولايات.. و”عبد الحفيظ الصادق” وزير الدولة بالتربية والتعليم.. واللواء “عبد الله علي صافي النور” الذي قال كلمة للتاريخ في دامرة مصري بالقرب من مدينة كتم، نعود إليها.. قادم الأيام.. ولكن الوفد الرفيع حمله د. “التجاني سيسي” على الأشواك والسير أكثر من ألف كيلومتر بالبر.. نهاراً وليلاً.. ولم يتعرض لهجوم من التمرد ولا عصابات التمرد.. الطريق من الفاشر حتى كتم لم تسر عليه عربة مسئول حكومي منذ عام 2003م، إلا قافلة “السيسي” التي لم تحرسها إلا ثلاث سيارات يقودها الرائد “أسعد”.. وجميع حراس الرحلة من منسوبي حركة التحرير والعدالة.. والمتمردون السابقون من عناصر كانت منتشرة وسط حركات دارفور.. خبراء في الطرق التي كانوا يهددون عبرها أمن دارفور والآن يهددون مضاجع التمرد.. خرجت السيارات من دامرة (مصري) بالقرب من كتم والشمس قد غربت.. ولكن (دمر) العرب من الرزيقات المحاميد والرزيقات العريقات والرزيقات الماهرية والعطيفات.. وغيرهم من القبائل العربية هي مناطق آمنة ومستقرة، وقد طردت حركات التمرد من تلك المناطق ويحمل أبناء القبائل العربية السلاح ويُؤمّنون الطرقات بلا ثمن ولا حتى كلمة طيبة في حقهم، وقد كان د. “التجاني سيسي” شجاعاً في الاعتراف بأن مناطق الرحل هي الأكثر تخلفاً في دارفور وأطفالهم أقل حظاً في التعليم وقراهم يتم تجاهلها من قبل السلطة المركزية أو الولائية، وكسب “التجاني” بتلك الاعترافات تقدير البدو الرُحل الذين تشفق لحالهم وتعجب لتضحياتهم.. ولنا عودة.