الأمين السياسي للمؤتمر الوطني "حامد ممتاز" في حواره مع (المجهر)
*لن نعقد حواراً تحضيرياً بالخارج ولدينا ضمانات لمن يريد المشاركة
*تعديل الأمانات حديث سابق لأوانه لكن يمكن أن يدرس مستقبلاً
*وضع شروط للحوار مرفوضة ومرحباً بـ”الصادق المهدي” إذا رغب في العودة
*نحن ننظر لتطوير العلاقة مع مصر في إطارها الكلي وما يتم يجد تأييداً من الحزب
مقدمة:
رغم الحراك السياسي الكبير وسخونة القضايا السياسية والاقتصادية المطروحة في الساحة إلا أننا نلاحظ صمت قيادات الحزب الحاكم عن التعبير مما يحدث، أو حتى الدفع بالتفسيرات لما يتخذ أحياناً من قرارات أو يطرأ من قضايا اقتصادية تحتاج إلى التصريح والتوضيح من أهل الشأن، الأمر الذي يقود أحياناً إلى التباسات في موضوعات مرتبطة بحاجات المواطن، أحياناً أصبح بعض المسؤولين أو مسؤولي الحزب يدفعون بتصريحات عامة أو مقتضبة تزيد من التعقيدات الموجودة. وما يؤكد ابتعاد قيادات الحزب الحاكم من الإعلام المقروء أو من بعض الصحف كثرت الطلبات الملقاة على منضدة بعض القيادات وعدم تجاوب هذه القيادات. (المجهر) بعد محاولات عديدة تمكنت من مقابلة الأمين السياسي للحزب الحاكم الأستاذ “حامد ممتاز” في حوار تناول قضايا الحوار الوطني والمستجدات التي طرأت في هذا الملف وما يدور داخل أروقة الحزب الحاكم، بجانب قضايا سياسية أخرى فرضت نفسها في الساحة السياسية ورغم كثرة الأسئلة التي حاولنا خلالها الغوص في التفاصيل كان ضيفنا متحفظاً، وحتى لا نحول بينكم وما قاله الأمين السياسي للمؤتمر الوطني “حامد ممتاز” تفضلوا بمطالعة الحوار.
حوار – فاطمة مبارك
[اجتماع الآلية الأخير مع رئيس الجمهورية قرر انطلاق الحوار في أكتوبر نود التعرف على الأسباب التي أدت إلى التأخير؟
-الآلية التنفيذية (7+7) بناءً على ما توصلت إليه من اجتماعات مكثفة خلال الفترات السابقة قدمت تقاريرها الختامية للسيد ريس الجمهورية بوصفه رئيس للتنسيقية العليا للحوار الوطني، وفقاً لهذه الترتيبات الإدارية توصلت الآلية إلى إجراءات تتعلق بالجمعية العمومية للحوار الوطني التي ستنعقد خلال أسبوعين أي في 20 أغسطس، وستدرس الجمعية إجازة مقترحات الآلية التنسيقية العليا فيما يتعلق بقيام الحوار الوطني في شهر أكتوبر القادم.
[هذا معلوم لكن لم تجب على السؤال لماذا تأخر موعد انطلاق الحوار الذي قيل سينطلق في أكتوبر؟
-لا أعتقد أن هناك تأخيراً لكن هذا إجراء يتعلق بترتيبات إدارية مرتبطة بالإعداد للمؤتمر العام الذي سيبدأ في هذا التاريخ.
{هل هذه الترتيبات مرتبطة بانضمام مجموعات لطاولة الحوار أم محاولة منكم لإفساح المجال لعل تقنع هذه المدة بعض الأحزاب والحركات المسلحة؟
-هي تشمل كل هذه القضايا التي ذكرت، أولاً هي ترتيب إداري وإعداد لقيام المؤتمر في هذا التاريخ، كذلك ترى بعض الأحزاب التي ترفض المشاركة في الحوار أن يتم اتصال من جديد.
[ماذا تقصد؟
-هناك بعض الأحزاب يمكن أن تعود للحوار مرة أخرى وهذه مساحة لكل الأحزاب السياسية وحتى الحركات المسلحة، في أن تتاح لها مساحة زمنية يمكن أن تقدر فيها تقديرات إيجابية وتشارك في الحوار الوطني، باعتباره الحل الأمثل لأزمات السودان السياسية والنزاعات المسلحة.
{هذا يعني أن لكم اتصالات جديدة مع القوى السياسية الرافضة؟
-الاتصالات أصلاً لم تنقطع بكل القوى السياسية حتى المسلحة منها للمشاركة في الحوار.
[هل يتم الاتصال من قبلكم فقط؟
-هذا المجهود مبذول من عدة جهات سياسية وأحزاب وشخصيات ومجموعات مساندة للحوار في أن تعيد الاتصال بالأحزاب الرافضة، هناك أحزاب عادت وأعلنت موقفها من جديد مثل منبر السلام العادل.
[ماذا عن بقية الأحزاب سواء أكانت رافضة أو مجمدة؟
-أتوقع أن تعود أحزاب أخرى للمشاركة في الحوار وتتاح المساحة من جديد لأحزاب يمكن أن تعود مرة أخرى هذه مساحة زمنية يمكن أن يبذل فيها مجهود من جديد.
{الشعبي كان معترضاً على تمديد مدة انطلاق الحوار إلى أكتوبر؟
-ليس هناك اعتراض لكن بقدر ما هي وجهة نظر داخل المجموعة المنظمة للحوار فيما يتعلق بالترتيبات الزمنية، لكن الاجتماع الأخير مع الرئيس حسم كل هذه القضايا.
{“الصادق المهدي” ربط عودته للحوار بإجابة شروطه إلى أي مدى حزبكم مستعد لتنفيذها؟
-وضع شروط مسبقة للحوار مرفوض كلياً من قبل كل الجهات المنظمة للحوار، فيجب أن يكون حواراً مفتوحاً وجدياً، على أن تناقش كل الاشتراطات داخل الحوار الوطني والدعوة هنا مفتوحة لكل القوى السياسية دون أي اشتراطات.
{أفهم أن شروط “الصادق” مرفوضة من قبلكم؟
-أنا لا أتحدث عن شروط شخص محدد، أنا أتحدث عن أي شروط تسبق الحوار هي مرفوضة لجهة الحوار، فيجب أن يكون حراً وتدرس القضايا من الداخل.
{يبدو أن “الصادق المهدي” توصل معكم لاتفاق دعاه للحديث عن تأييده للحوار ما الجديد في ملف الصادق؟
-لا أعتقد أن هناك أشياء خفية المعلن هو حوار لكل الناس.
{لكن حديثه عن العودة والحوار والحراك الذي يتم يدل على أن هناك شيئاً يدور بعيداً عن الإعلام؟
-لم يدر شيء بالتأكيد، لكن هناك إعلان مسبق من المؤتمر الوطني ودعوة مسبقة من الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني لكل الأحزاب، والآن الدعوة تُكرر مرة أخرى وتعاد مرات والمجال مفتوح من الآن حتى قيام المؤتمر العام لكل راغب في الحوار فقط بدون أي اشتراطات.
{عملياً “الصادق” ربط العودة للحوار بشروط ماردكم؟
-“الصادق” لا يحتاج لشروط للعودة وكل مواطن سوداني يجب أن يكون في داخل وفي ذلك نحن منفتحون على كل القوى حتى الحركات المسلحة إذا رغبت في المشاركة، ستتوفر لها الضمانات والقوى السياسية السلمية لا تحتاج إلى اشتراطات ولا ضمانات، فإذا رغب “الصادق” في العودة اليوم قبل الغد فمرحباً به في الحوار الوطني.
[هذا ما ظللنا نسمعه من الوطني أليس هناك جديد؟).
-لا أعتقد هناك جديد، الجديد هناك حوار سيبدأ ويجب مشاركة الجميع فيه.
{قيل إن “الصادق” قابل “البشير” في “القاهرة”؟
-ليس لدي علم في هذا الأمر أو تفاصيل.
{ظللتم تتحدثون عن تهيئة المناخ دون أن تتخذوا إجراءات فعلية؟
-تهيئة المناخ أعتقد فيها قرار جمهوري سابق تم من قبل.
{ما اتخذ كانت إجراءات جزئية؟
-ليست جزئية لم يعد هناك معتقل سياسي داخل المعتقلات الآن .
[هناك معتقلون بالأمس تم اعتقال قيادي من حزب المؤتمر السوداني؟
-إن كان هناك معتقلون سياسيون سيكون ذلك من ضمن تهيئة المناخ وهذا في تقديري ليس صعباً.
{ماذا بشأن المحكومين خاصة أن بعضهم مرتبط بالحركات المسلحة؟
-يجب أن نفرق بين المحكوم في جناية والمعتقل سياسياً.
[تقصد أن المحكومين لا يدخلون في قرار تهيئة المناخ؟
-أقصد أن المحكوم في جناية يتطلب إجراءات قضائية وعدلية لابد أن تتم ولا أعتقد أن هذا يسمى معتقلاً سياسياً.
{هل هناك إجراءات أخرى؟
-فيما يتعلق بتهيئة المناخ والحريات السياسية هناك إجراءات تمضي في اتجاه محاكم خاصة بالصحافة وما يتعلق بالمعتقلين السياسيين كذلك هناك التزامات من قبل رئيس الجمهورية.
{موقف الحركات المسلحة غير واضح من الحوار؟
-الدعوة قدمت للحركات المسلحة.
{هل وصلتكم تأكيدات بالمشاركة في الحوار؟
-حتى هذه اللحظة لم يؤكد شخص من قبل الحركات المسلحة.
{بالنسبة للتفاوض مع قطاع الشمال متى سيستأنف؟
-ليس هناك حتى الآن دعوة للتفاوض بين قطاع الشمال والحكومة وفي وقتها سيعلن عن الإجراءات.
{من هو الشخص الذي اختاره الحزب ليكون مسؤول الملف بعد بروفيسور “غندور”؟
-سيدرس هذا الموضوع في المستقبل.
{لماذا يتخوف حزبكم من المؤتمر التحضيري بالخارج؟
-لسنا متخوفين هذا حوار وطني سوداني سوداني لماذا يكون في الخارج والقوى السياسية المدنية موجودة في الداخل.
{لكن حركات مسلحة في الخارج تريد ضمانات؟
-إذا رغبت في المشاركة هناك ضمانات لهذه القوى تلتزم بها وتنفذها رئاسة الجمهورية، فلماذا يكون في الخارج هل ضاق السودان.
{تربطكم علاقة مع الشعبي ألا تخشون أن يؤثر ذلك على الحوار مع القوى الأخرى؟
-نحن ندير حواراً مع كل القوى السياسية السودانية أحزاب وحركات مسلحة وتوحيد الإسلاميين هو هدف لكل أهل القبلة، لكن نحن نتحدث في إطار كلي وحوار لتحقيق التوافق والتراضي حول مشروعنا الوطني الإسلامي.
{لكن الحوار يجد المساندة من المؤتمر الشعبي دون غيره؟
-ليس لدينا صفقة خفية مع المؤتمر الشعبي وإنما هناك حوار في إطار الحوار الوطني لإيجاد حلول للنزاعات السياسية في السودان، وفي هذا نحاور كل القوى السياسية السودانية.
{معلوم أنك واحد من بين دائرة ضيقة قمتم باختيار الوزراء والولاة ماهي المعايير الجديدة التي استندتم عليها غير موضوع القبلية بالنسبة للولاة؟
-هي المعايير التي يجب توفرها في الشخص الذي يعمل في وظيفة دستورية على المستوى العام ويدير الولاية باقتدار، ويعمل على توفير التنمية والخدمات والاستقرار السياسي والاجتماعي وتحقيق متطلبات مواطن الولاية.
{بعض الذين قدمتموهم للولايات قد تتوفر فيهم القدرة لكن تنقصهم الخبرة؟
-نحن نقدم الشخص الذي يتراضى عليه الناس من ناحية قدراته الشخصية والتزاماته التنظيمية حتى يقوم بالدور المرسوم له، وفي هذا قدمنا اجتهادنا كحزب في تقديم شخصيات جديدة.
{ما هي الرسالة التي قصدتم إرسالها.
-ترسخ مفهوم عدم تكرار الشخص لدورة أو دورتين لأي مسؤول سياسي أو دستوري في الحزب حتى نتيح المساحة لتجديد الطاقات والفعاليات.
{ما هي المعالجات الأخرى الموضوعة من حزبكم للقضاء على ظاهرة القبيلة؟
-القبلية ليست حديثة في السودان والسودان به أكثر من (500) قبيلة لكن بعض الإجراءات السياسية يمكن أن تؤثر سلباً على تفشي ظاهرة القبلية، وهناك خطط وتدابير لتجاوز كل الإخفاقات المتعلقة بتعين الولاة أو المعتمدين. وقد كان الاعتقاد ايجابياً في أن لا تكون القبيلة هي المدخل للعمل السياسي وإنما يكون معيار الكفاءة والالتزام هو الأساس.
[القبلية لم تعد في الولاة الآن يدور صراع قبلي بين الجموعية والهواوير على بعد أمتار من السلطة المركزية؟
-الاقتتال القبلي قديم وما يدور بين الجموعية والهواوير سببه أرض ولا علاقة له بالوظائف الدستورية، وهذا النوع من الصراع موجود في كل ولايات السودان وله تاريخ طويل ودور الدولة والمجتمع يجب أن يكون إيجابياً.
· قيل إنكم بصدد إجراء تعديلات في مسؤولي الأمانات؟
-هذا حديث سابق لأوانه لكن نائب رئيس الحزب هو المعني مع قيادة الحزب بهذه الإجراءات ويمكن أن تدرس مستقبلاً.
{لماذا تأخر تشكيل حكومة الخرطوم؟
لا أعتقد هناك تأخير.
{كل الولايات شكلت حكوماتها؟
-أي ولاية لها وضعها وطريقتها ورئيس الحزب ونائب رئيس الحزب في الولاية يجريا مشاوراتهما لتشكيل حكومة الولاية.
{ما رأي الحزب الحاكم في مشاركة الرئيس في مؤتمر التنمية المستدامة بالأمم المتحدة في سبتمبر القادم؟
-صمت وقال في سؤال تاني.
{رغم تفشي الفساد لا توجد تصورات واضحة لمكافحته؟
-لا أحد يدافع عن الفساد لكن كل دولة فيها ظواهر سالبة سواء كانت فساداً أو محسوبية أو غيره ويجب أن تحاصر هذه الظاهرة وتعالج وهذا ما نقوم به من خلال الإجراءات الداخلية.
{الفساد أصبح لا يحتاج إلى إثبات بعد حديث نائب رئيس البرلمان وعضو المكتب القيادي بالحزب “درية سليمان” عن أنها رأت بعض المحليات تشيل القروش بالشوالات؟
-المحليات (تشيل القروش بالشوالات)هذا لا أحد يستطيع إثباته وخارج سياق الواقع والإجراءات الحكومية أكثر دقة في معالجة المسائل المالية ولديها إجراءاتها والآن وزارة المالية تتجه نحو تطبيق ضوابط عديدة من أجل محاصرة أي ظاهرة فساد خارج الإطار الرسمي، نحن مع أي اتجاه إيجابي ولدينا إجراءات عديدة من أجل محاصرة أي ظواهر سالبة.
{ما رأي المؤتمر الوطني فيما يجري رسمياً لتطوير العلاقة مع مصر؟
-العلاقة بين مصر والسودان علاقة أزلية بين شعبين يربطهم رابط واحد، نحن ننظر لهذه العلاقة في إطارها الكلي بين شعبين بغض النظر عن الأنظمة الموجودة في البلدين و مع أي اتجاه إيجابي يدعو إلى استقرار العلاقة في شكلها الكلي من أجل تقاسم المصالح المشتركة في التنمية والعلاقات الخارجية السياسية.
{يلاحظ أن هناك حراكاً سياسياً يتم مع أمريكا لترميم العلاقة هل تجد تأييداً من الحزب؟
-نحن مع إدارة حوار جدي بين دولتين يسعيان إلى إقامة علاقات ودية يمكن من خلالها أن تستقر العلاقة التي قُطعت لأزمان طويلة، وكل دولة لها مشروعها المستقل ورؤاها في إدارة علاقاتها المتوازنة.
{أفهم أن تحسن العلاقة مع مصر مدعوم من الحزب؟
-بالتأكيد الحزب هو الذي يصنع السياسات كحزب حاكم وتنفذ هذه السياسات بصورة مشتركة بين الحزب والحكومة، الأحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية هي أيضاً مشاركة في السياسات باعتبار أنهم شركاء في الحكومة.
{كيف نظرتم لموضوع الطلاب السودانيين الذين انضموا لداعش؟
-داعش لم تظهر في السودان هؤلاء مجرد ظاهرة طلاب شاركوا بالسفر إلى مواقع ما يسمى بالدولة الإسلامية وشاركت العديد من الجهات التي ربما تكون لديها عداوات مع السودان أو مجموعات وكثير من الناس يرون أن الطلاب سافروا من أجل تقديم خدمات طبية، اعتقد هي ظاهرة يجب الوقوف عندها ومعالجتها حتى لا تستفحل وتشمل كل الطلاب.
*{هي لم تختصر على الطلاب بل اعتقلت زعامات ربما كانت ترعى هذه الخلايا مثل شيخ “السديرة”؟
-هي ظاهرة يجب القضاء عليها في مهدها حتى لا تؤثر على المجتمع السوداني الذي عرف بالوسطية والاعتدال، هذه ظواهر جديدة على المجتمع السوداني وتسعى الدولة والمجتمع في معالجة.
{ما دوركم كحزب حاكم؟
-هناك إجراءات كثيرة من الحزب وشركاء في منظمات المجتمع لإبعاد هذه الظواهر من المجتمع السوداني.