الخدمة المدنية
عقد النائب الأول لرئيس الجمهورية ظهر أمس(الاثنين) مؤتمراً صحفياً محضوراً تحت عنوان الخدمة المدنية التي تتجه نحوها الدولة بمشروع للإصلاح والتطوير، ولا أقول التثوير وهي مرحلة اختبرت سابقاً وحدث ما حدث بما لا داعي معه لإعادة نبش تلك الفترة غض النظر عن نوايا المرحلة وملابسات تلك الحقبة. وكان لافتاً ظهور الفريق أول “بكري حسن صالح” النائب الأول على منصة الحديث، فقد عرف عن المظلي المهيب زهده في الحديث وإن كان للأمر ارتباط بسابق تمرحل مسيرته التنفيذية التي تميزت بالإمساك بالملفات التي تتطلب الإنجاز أكثر من الكلام، فضلاً عن طبيعة المهام الخاصة للرجل التي غلب عليها الاختصاص الأمني، سواء في وزارة الداخلية والدفاع وجهاز الأمن الداخلي ثم رئاسة الجمهورية حيث المكتب السري للحكومة.
الايجابي في ظهور النائب الأول حجم الموثوقية التي يحظى بها الرجل بين جموع السودانيين، إذ ليس سراً أن “بكري” يتمتع بخاصية إكساب أي عمل يسهم فيه أو مشهد يكون من أركانه ميزة القبول الشعبي، إذ لا يزال يحتفظ بجاذبية احترام الناس للمؤسسة العسكرية ببلادنا والتي قولها ووعدها فصل، وإن كان الأمر للخدمة المدنية معقل (الملكية) والذين سيقع في أنفسهم شأن إصلاح حقلهم موقعاً حسناً، لأنه شاغل تنفيذي صارم ومنضبط وله قدرات عالية على الملاحقة فضلاً عن كونه الرجل الثاني في الحكومة.
هذا الاهتمام الرفيع من أعلى هرم الدولة يستوجب أن يكون للوزراء دور راجح في عملية التطوير المرتقبة، حيث يجب أن يعبر الوزراء من مرحلة الاكتفاء برمزية التمثيل السياسي الشرفي لحضور أكثر نجاعة حتى تتحول كافة قطاعات الخدمة إلى أسهم وافرة للإنجاز والتميز، لأن واحدة من سلبيات المرحلة السابقة نقل بعض الوزراء لخلافات أحزابهم إلى داخل مقار عملهم خاصة في المواقع القيادية، فبرزت إشكالات قليل منها هو يرتبط بالجوانب الفنية وصار أكثرها صراع أذرع وأجنحة.
شواغل الخدمة المدنية عديدة ومتعددة ولكن المسارات واضحة للإصلاح، واعتقد أن للإعلام دوراً كبيراً ومرجواً في عملية التقويم والفحص وتقديم المقترحات، وهو دور غائب وإنما انحصر كله في تتبع العورات حتى لم يعد أحد يتحدث عن نجاح أو منجز وانحصر الأمر في تتبع العورات وإبراز الكفوات!