رئاسة السلطة الإقليمية ..أمراض (التمرد)!!
{هل يريد قادة الحركات (الدارفورية) الانتقال بصراعاتهم وخلافاتهم حول رئاسات الفصائل ومقاعد القيادة في زمن التمرد، إلى “الخرطوم” بعد أن وقعوا على اتفاقية الدوحة، فجاءوا الآن يتدافعون .. كل حركة بمرشح لنيل منصب (رئيس السلطة الإقليمية لدارفور)؟!
{وإذا سألهم سائل: لماذا توالت الانقسامات والانشقاقات في الخلوات و(الكراكير) بأعالي الجبال من حركتين هما (تحرير السودان) و(العدل والمساواة) إلى حركات وحركات .. وفصائل وأجنحة لا تملك سلطة .. ولا تدير وزارات .. ولا تملك ثروات ولا بيدها خدمات؟! فبماذا يجيبون؟!
{تناسلت الحركات .. لأن كل قائد (سرية) يريد أن يكون (القائد العام) ثم يطمح من بعدها في رئاسة الحركة، وبعد أول اختلاف في وجهات النظر يطيح القائد العام بالرئيس، فيكون للقائد حركة، وللرئيس حركة، ولرئيس المجلس التشريعي حركة!! وكل واحد من هؤلاء وأولئك يزعم أنه الممثل الشرعي لأهل دارفور، والوكيل الأوحد للنازحين واللاجئين واليتامى والمشردين!
{قبل يومين طالعت تصريحات في متن تقرير نشرته (المجهر) حول السلطة الانتقالية، وفيها يتحدث بعض ممثلي الحركات الموقعة على اتفاقية السلام أنهم بصدد الدفع بمرشحين لرئاسة السلطة الإقليمية بدلاً من الرئيس الحالي الدكتور “التيجاني سيسي”.
{حسناً .. من حقكم أن ترشحوا .. ولكن من حقنا عليكم أن ننصحكم فندعوكم لنبذ سنن (التمرد)، والتسامي فوق الفتن، والتعافي من أدواء (القبلية) المنتنة، والبحث عن مشتركات الحد الأدنى لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والخدمات لإنسان دارفور .
{لسنا جزءاً من هذه الحركات، لكننا نعلم أن (الكفاءات) داخل هياكلها بل وفي معظم أحزابنا السياسية صارت (عملة نادرة)، وهذا واحد من أسباب أزمتنا السياسية والإدارية.
{والوضع إذ ذاك، فإنه يصبح ضرباً من التجني بل والتعدي على دارفور، أن يسعى البعض لاستبدال الدكتور “التيجاني سيسي” بمن هو أدنى .. علماً وأدباً .. تجربة وقدرات .. مكانة أهلية بين مجتمع الإقليم وعلاقات دولية خارج البلاد .
{لماذا؟ ولمصلحة من .. وما هي الدواعي والأسباب؟ وهل كان لاتفاقية سلام دارفور التي كنت أحد شهود حفل توقيعها بفندق “شيراتون الدوحة” قيمة وثقلاً لو لم يلم “السيسي” شعث الحركات ويجمعها تحت لواء واحد وقيادة موحدة باسم (التحرير والعدالة)؟!
{ومع تقديرنا واحترامنا للأخ الوزير “بحر أبو قردة” وبقية قادة الفصائل الموقعة، وحتى لو لم يكن “السيسي” قائداً في الميدان، مقاتلاً ضد الدولة ومنتهكاً دماء وحرمات الأبرياء .. قاتلاً أو مقتولاً .. وهذا بالمناسبة يحسب له لا عليه، فإن تأريخ وقيمة ووزن الرجل هو الذي جعلهم يتفقون عليه سريعاً ويقدمونه رئيساً وزعيماً للسلام مقابل الراحل “خليل” ومني أركو مناوي” و”عبد الواحد محمد نور”.
{ليس هناك الآن أنسب لقيادة السلطة الانتقالية غير “التيجاني سيسي”، فعاونوه وساعدوه .. ناصحوه وراقبوه .. وسدوا الفرقات .. واتركوا الشقاق .. فقد عانت دارفور ما يكفي من الشقاء بفعل أبنائها في السلطة وفي التمرد.
{هداكم الله.