رأي

النشوف اخرتا

آخر نكتة.. بايخة
سعد الدين ابراهيم
اطلعت على نكتة تلعب على عنصرية العروبيين وسخريتهم من (أدروب) لأنه من الرطانة ففي خاتمتها تحوير للمثل .. (اللبيب بالإشارة يفهم) إلى (تل أبيب بالإشارة يفهم)، النكتة ينقصها الذكاء وعموماً تشيع النكتة السياسية حين تمارس الحكومات الشمولية عنتاً وغلواً تجاه المواطنين فكل ما أحكمت السلطة قبضتها تولد النكتة السياسية، ومشكلة رواية النكات أن أملح النكات الخارجة عن الحياء وغير المحتشمة أو النكات السياسية التي تتناول دائماً رموز الحكم بصفات سالبة أشهرها الغباء .. يحدث هذا على نطاق العالم حتى الشيوعية لم تسلم بسبب قبضتها من النكات .. حكوا أن الزعيم “استالين” زار المصانع في عيد العمال ووجد في إحداها عاملاً نشيطاً فأمر بمنحه بيتاً وعربة ودارت الأيام وفي العام التالي  في عيد العمال زار الزعيم المصانع ووجد ذات العامل في نشاطه فأمر بإعطائه بيتاً وعربة، فقال العامل لقد منحتني بيتاً وعربة العام الماضي ولم يعطوني إياها فسأل المدير ..فقال المدير: بل أعطيناه سيدي وأطلعه على جريدة (البرافدا) الناطقة بلسان حال الحزب الشيوعي وصورة للعامل واقفاً خلفه البيت وأمامه العربة فخاطب الزعيم العامل: لقد منحوك البيت والعربة يا رفيق لكن يبدو أنك لا تقرأ البرافدا.
وفي عهد “عبود” لم ترج النكات السياسية ربما لحنية شمولية “عبود” الواقعة الطريفة الوحيدة التي راجت عن الراحل “عبود”، لا تشير إلى غفلته بقدر ما أشارت إلى بساطته وعفويته ومؤداها أن (“حسن بشير نصر” أخبره بمرض أحد الوزراء واقترح أن يذهبا لمعايدته في مستشفى الخرطوم الآن فقال: هسه ما مواعيد زيارة بدخلونا؟!  ..أما “نميري” فقد أشبعوه نكاتاً أشهرها حين كان أصحاب البقالات يستخدمون راجع الصحف من الورق في تغليف السلع، كان ذلك قبل هجوم البلاستيك وسيطرته على السوق .. ذهب أحد المواطنين إلى البقالة لشراء نصف كيلو طحنية وأراد البقال أن يزنها له في ورقة صحيفة راجعة فشاهد الشاري صورة “نميري” فصاح في البقال: لا ما تختها هنا بياكلا!.. وغني عن الذكر أن في بداية الإنقاذ راجت نكات بالجملة أشهرها (بني الإنقاذ على خمس) والنكتة السياسية مبنية على الغلاء والجوع غالباً فقد قيل لأحد الإخوة المصريين: السودانيون أصبحوا ينكتون قال: جاعوا أولاد الأيه.. “القذافي” نال هجوماً كاسحاً بالنكات خاصة في أخر أيامه وهي مدونة بكثافة في الفيسبوك ومازال البعض يتداولها .. السادات وناصر لم يسلما من النكات السياسية غير القابلة للنشر.. ومن النكات العدوانية على النجوم عن شاعر ثقيل يطل كثيراً عبر التلفاز قال أحد من يكرهونه إنك حتى إذا أغلقت التلفزيون تظل صورته تراوح مكانها ..ومن النكات الرياضية سألوا الحكم الشهير عثمان (بتاع المسدس) هل يمكن أن تخرج بعد تحكيم مباراة هلال مريخ ويكون الهلالاب والمريخاب راضين عنك؟.. قال: في حالة واحدة بس يكونوا الاثنين غالبين وعموماً أنا لا تضحكني النكات الجديدة فإما أكون أنا الذي ألفتها أو أكون حاضراً عندما قاموا بتأليفها!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية