يا "موسى" اخرج !
عجبت بالأمس لتصريحات د. “مصطفى عثمان إسماعيل” رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، والذي قال إن زيادة تعرفة الكهرباء أو المياه لم تعرض على الحزب. وليس العجب في هذا لجهة فالأمر حتى الآن محض اقتراحات واتجاهات ولم يتحول إلى قرار وإقرار يتطلب إدارة دورته الكاملة من خلال مؤسسات حزبية، وإنما هو تلمس آراء حسب ما فهمت من متابعاتي، ولكن مصدر حيرتي أن رئيس القطاع السياسي – حسب ما تقدمه الصحف بتلك الصفة – ألمح إلى إمكانية رفض الزيادات إذا عرضت على أجهزة الحزب، وهو الموقف الذي ينسخ بقية منطوق تصريحه حينما دعا حزب “الميرغني” لتحمل مسؤولية تصريحاته بخصوص الزيادة في تعرفة الكهرباء والمياه، لأن السؤال هنا سيكون طالما أن المؤتمر الوطني نفسه ضد الزيادة فما المعيب في موقف الميرغني وجماعته أن يعلنوا رفضهم !!
نائب رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الوطني د. “حبيب مختوم”، مضى في اتجاه قريب من هذا وقال إن كتلتهم لم تتشاور في أي قرار لزيادة الكهرباء أو المياه، ولم يأتِ للبرلمان أو للكتلة أي قرار بالزيادة. وقال: (نحن نسمع كما تسمعون)، وهو قول به قدر كثير من الاختصار المفيد وأفضل بدرجات من قول رئيس القطاع السياسي الذي وقع في شراك الجزم، بأن الحزب سيرفض وهو يتساوى في ذلك مع أحزاب أخرى رافضة وهذا حقها وموقفها مفهوم، فلا الحكومة حكومتها ولا الوزير يمثلها عكس الوطني، إلا إن كان “معتز موسى” وزير الكهرباء من حزب الخُضُر الألماني ونحن لا نعرف ذلك ولا يمثل في الحكومة الحالية حقيبة حملها بموجب تفويض وتكليف من حزب الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” نفسه وهو – أي الوزير – لا يعبر قطعاً عن أشياء من بنات أفكاره و(على كيفو) بقدر ما ينفذ سياسات يعرضها على حزبه ومؤسساته أو يأخذ أذناً عليها عاجلاً أم آجلاً غض النظر عن معايرة صحتها فهي آخر الأمر اجتهاد.
المطلوب قدر من التواصل والتنسيق أكبر مرونة مما نرى، ولو أن الحزب وكتلة نوابه وإعلامه وغيره تواصوا بالصبر والعمل المشترك لكان في الإمكان بالحد الأدنى الاتفاق على رأي محدد وموقف معلوم، ليس بالضرورة أن يكون إلى جانب دفوعات وزارة الكهرباء أو ضدها حيث مبدأ رفض رفع التعرفة، المهم أن يكون هناك موقف متفق عليه وفق انسجام هو ميزة التنظيم السياسي الواحد، حيث الرؤية ليست لشخص وإنما الضابط هو ضابط الجماعة العام، ميزة الموقف الواحد والخطاب الموحد أنه يوفر للدفوعات والمواقف ثم القرارات أرضيات صلبة يسهل منها تباين الأسباب ورفع القناعات، بينما يحدث الاختلاط والدخان العالق حالة من العتمة يكثر معها التخبط بما يؤدي لارتكاب قرار خاطئ أو إجهاض آخر صحيح وأصح.
وعموماً ومما أرى فلا أملك من نصيحة للأخ “معتز موسى” سوى قولي بصراحة مطلقة يا “موسى” اخرج أنى لك من الناصحين، فالبعض يراك أن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين.