مسألة مستعجلة
رحلة ما منظور مثيلاَ..
نجل الدين ادم
ما أجمل أن نستمتع بالطبيعة وهباتها التي حبانا لها المولى عز وجل، ولكن طبيعة عملنا الصحفي تجدها كثيراً ما تسرقنا عن كل ما هو جميل حولنا بما في ذلك الجلوس والاستمتاع بشاطئ النيل الجميل، ساعات قليلة يمكن أن تنقل كل منا إلى عوالم أخرى وتروّح عنه من عناء ومشقة العمل لتعود بعدها اكثر حيوية بعد دوامة عمل لا ينتهي تصل الليل بالنهار، أمس استمتعنا برحلة مختلفة على شاطئ النيل الأزرق بمناسبة عودة رئيس مجلس إدارة (المجهر) الأستاذ “الهندي عز الدين” بعد رحلة استشفاء طويلة، بمبادرة من العاملين بالصحيفة من صحافيين وإدارة وعاملين بعد أن انقطع عنهم لشهور عديدة، نسأل المولى عز وجل أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية.
حقاً تأكد لي أننا كثيراً ما نظلم أنفسنا من هذه الأجواء الجميلة والتي أجزم أنها حولت يوم أمس مزاج كل من كان حضوراً في هذا الحفل الأنيق والعبارة (شموخ النيل) تبحر بنا في عرض النيل مع أهازيج الغناء الجميل وعبر تفاصيل برامج شيقة ومتعددة وجعلته أكثر تفاؤلاً وأملاً.
بالرغم من أنني ركبت عبارات مختلفة مراراً وتكراراً ولكنها لم تكن للتنزه، إلا أن العبارة التي أقلتنا أمس كانت مختلفة ونحن نتمعن هبات النيل الجميل في هذا الاحتفال، كثيرون مثلي لا يلتفتون لثقافة السياحة النيلية فما أمتعها، استغربت تماماً لضعف الإقبال على هذه السياحة التي لا تضاهيها سياحة أخرى، في مصر القريبة وعلى امتداد شريط صغير من النيل تقوم الدنيا وتقعد على هذه السياحة عالية الدخل عندهم، وفي السودان حبانا الله بنيلين لكن تجد الاستغلال لها ضعيفاً.
صحيح أن الآونة الأخيرة شهدت تحسناً في هذا المجال من خلال تجارب البعض الخارجية في الاستفادة من النيل كسياحة تدر أموالا طائلة، فبحجم اهتمام المصريين مثلاً تجد السواح الأجانب أكثر حرصاً على هذه السياحة فلا يتركون لك دولاراً بعد أن تفتنك هذه السياحة، وفي المقابل وبحجم اهتمامنا المتواضع بهذه السياحة لا تجد اهتماماً للسياح من الأجانب بهذه السياحة هنا في الخرطوم، الغريب في الأمر ما أن يزور واحد منا دولة مصر القريبة حتى تجده حريصاً على أن يزور شاطئ النيل وفي السودان لديه نيلين لا يزورهما بالمرة!.
رحلة العبارة (شموخ) جعلتني أقف في أن موارد سياحة ضخمة ما تزال مهدرة في بلادنا وعلى رأسها النيل الخالد.
سعدنا بهذه المبادرة، وشكراً لصاحب امتياز هذه الفكرة الزميل “طلال إسماعيل” وصديقه الزميل النشط “محمد جمال قندول” الذين نقلونا إلى عوالم جديدة عدنا بعدها والشجن يملأ صدورنا.
مرة أخرى عوداً حميداً الأستاذ “الهندي عز الدين” مع تمنياتنا لك دوماً بموفور الصحة والعافية، وقد كنت دافعاً وداعماً لهذا اليوم الجميل الذي أخرجنا من روتين العمل المضني، مع خالص شكري ومودتي.