عز الكلام
العيد مالو.. اتغير حالو؟!
أم وضاح
كنت أتخيل أن الحي الذي نسكن فيه هو وحده الذي لم تزره مظاهر العيد، حيث لم تقطع مساحات الصمت الممتدة فيه إلا أصوات المآذن وهي تردد أهزوجة العيد المحببة (الله أكبر.. الله أكبر)، كنت أتخيل ذلك ربما لأن الحي وإلى حد ما تكسوه مسحة (أرستقراطية) ومعظم سكانه من الأثرياء أو موظفي الدولة الكبار، مما جعل شعوراً خفياً يلازمني أنني (جيت الحتة دي غلط) حتى هاتفني الأخ الصديق الأستاذ “عاصم البلال” مدير تحرير صحيفة الزميلة (أخبار اليوم) ووجدته يعاني ذات المعاناة ويشكو ذات الشكوى أن العيد ما عاد العيد والناس ما عادوا هم ذات الناس، وقلت لـ”عاصم” إن صباح العيد خلت فيه الشوارع من المارة وكأن الناس قد صلوا في بيوتهم، ونحن من كنا نرى العيد في عيون رجالات الحي عقب الصلاة بجلابيبهم ناصعة البياض يتدافعون إلى المنازل تحية ومباركة ومعايدة.. والعيد كنا نراه نتنسمه ونحسه في عيون الأطفال، يلبسون الجديد ملابس وأحذية يتسابقون نحو اقتناص العيدية وأيديهم تنوء بحمل الحلوى والكعك لتصبح الجيوب ملاذاً آمناً لها.. كل هذه المظاهر لم تتناقص أو تقل هذا العيد، لكني أجزم أنها في كثير من الأحياء قد اختفت تماماً ليفقد العيد بذلك أهم أهدافه وهو التواصل والتلاقي، وقد شغلتنا طاحونة الحياة والمعايش طوال العام لنكتشف أن الطاحونة (فرمت) و(طحنت) فرحة العيد وحولتها إلى طحين تذروه الرياح.. الظريف في الأمر أن (أبا فارس) الأخ “عاصم” قال لي إن من زارهم في العيد هم أربعة أشخاص بالعدد، فضحكت وقلت له هذا عدد محترم بالنسبة إلى أنه لم يزرنا أحد حتى الآن!! وبالتالي راحت قروش الملايات والتجهيزات شمار في مرقة ولم يرها أحد.. ودعوني بذلك أفتح ملفاً للحوار هو أخطر وأهم من ملف حوار (7+7) لأنه ببساطة ملف يهم ويخص النسيج الاجتماعي الذي بدأ بالتهتك والذوبان، ونحن نلحظ ذلك، لكننا لا نعطيه ما يستحق من الأهمية وما يستحق من التشخيص والعلاج، وكل مظاهر الحياة الاجتماعية حولنا تؤكد أن شرخاً عظيماً قد حدث والناس ما عادت مهتمة بالحميمية والتواصل وكل مكتفٍ بالدائرة الصغيرة التي يعيش فيها وهي ذاتها دائرة الأسرة الصغيرة التي يعيش فيها، وهي ذاتها دائرة بدأت تصغر من دائرة الحي إلى دائرة الأسرة الكبيرة إلى دائرة الأسرة الصغيرة إلى نقطة الذات والانفراد بها في عالم من الخصوصية الموحشة، لنصبح مواجهين بهذا الوضع (الغرائبي) وغير المنطقي واللا معقول لندق بذلك ناقوس الخطر للمهتمين والموجوعين والحادبين على التواصل الاجتماعي أن ثمة (بكتيريا) تنخر في الجسد ستورده بلا شك موارد الهلاك، والخطر الداهم سيتسع ليشمل أمة بأكملها.. سنصبح بلا انتماء، بلا رباط، بلا فرح يجمعها أو حزن يوحدها، ويا أخي “عاصم” الجاتك في استعدادات العيد سامحتك!!
{ كلمة عزيزة
السيد والي الخرطوم سعادة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” صرح قبل العيد تصريحين، كلاهما أثقل عليه من الآخر.. الأول قال فيه إنه مسؤول أمام الله عن أي حي لا يجد قطرة مياه، والثاني قال إنه (يتأسى) بـ”الفاروق عمر” ولو عثرت نملة فهو مسؤول عنها.. والتصريحان بلا شك نزلا برداً وسلاماً على ساكني الخرطوم والرجل يدق صدره أن يكون الوالي العادل المهموم بقضايا الولاية ومشاكلها، وسعادة الفريق بحكم موقعه السياسي مدرك لحجم المهمة التي تنتظره، وبالتالي لا يدخله تصريحه في باب عدم العلم بالمسؤولية التي تنتظره.. وأحسب أن خارطة طريق الوالي ستتضح من شكل وتفاصيل وشخصيات حكومته التي سيكونها في الساعات القادمة، لأن الرجل لن يحقق ما وعد به ما لم يكن أركان حربه بذات الإحساس وذات الطموح، خاصة ومشاكل الخرطوم ما عادت خافية على أحد وحلولها تحتاج للإرادة والشفافية والمواجهة!!
{ كلمة أعز
تألق الصحافيون بشكل لافت خلال برامج العيد إن كانوا معدين للبرامج أو مقدمين لها أو حتى ضيوفاً.. وغداً نحلل بعضاً من برامج العيد في الفضائيات المختلفة.