مسألة مستعجلة
فرص نجاح الحوار الوطني
نجل الدين ادم
بحسب ما هو مرتب فإن بدء الحوار الوطني والذي يعول عليه الجميع في حل مشكلات البلاد كافة سياسية كانت أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها بات قاب قوسين أو أدنى، وذلك بعد أن تعثر عمل آلية (7+7) التي تضم طرفي الحكومة والمعارضة بالشكل المطلوب، وخروج معظم الأطراف المعارضة لأسباب مختلفة باستثناء حزب المؤتمر الشعبي وقلة قليلة من الأحزاب الأخرى.
الآن يبدو الوضع أفضل بعد عودة البعض من الأطراف ومرونة الأخرى في إمكانية العدول عن موقفها لاستئناف الحوار، المؤتمر الوطني بدا واثقاً من إمكانية تحرك الحوار إيجاباً بصورة أفضل من ذي قبل، من أجل الوصول لاتفاق حول مجمل القضايا الخلافية والتوافق حولها. واقع ثقة الوطني ربما تنطلق من مؤشرات واضحة بضمان مشاركة معظم الأحزاب المعارضة والحركات المسلحة.
أذكر أن المؤتمر الشعبي أعلن قبل أسابيع مضت عن مفاجآت في عملية الحوار الوطني، توقفت عند تلك المفاجأة التي لم يطلعنا عليها المؤتمر الشعبي. وخال في ذهني بأن عملاً ضخماً قام به هذا الحزب والذي يمثل في الآلية المعروفة بـ(7+7) جانب المعارضة، في إقناع عدد من الأطراف المعارضة في قبول مبدأ الحوار والجلوس مع الحكومة مع توفير بعض الضمانات. ولم أستبعد أن يكون قد خطا خطوات عملية مع بعض الحركات المسلحة.
حديث حزب “غازي صلاح الدين” الذي نشرته معظم صحف الخرطوم أمس(الثلاثاء) كان إيجابياً ويحمل في طياته موقفاً جديداً، ربما يقود إلى عودته إلى آلية الحوار في جانب المعارضة، سبقه بأيام قليلة موقف صريح من منبر السلام العادل الذي يترأسه المهندس “الطيب مصطفى” وهو عودته إلى طاولة الحوار الوطني.
في الجانب الآخر يبدو أنه ليس من خيار لحركة العدل والمساواة بعد فقدها لقوتها الرئيسية في معركة (قوز دنقو) في دارفور والتي كانت بمثابة نهاية لها. أما السيد “الصادق المهدي” وما يحمله من كارزما في إمكانية تعزيز نجاح الحوار بات هو الآخر أكثر استعداداً من قبل، من خلال الزيارات واللقاءات المتلاحقة والتي جرت معه من قبل بعض قيادات المؤتمر الوطني سراً وعلنية وابنه مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن” من جانب، كما أشرت بالأمس إلى استفهام عن مغزى زيارة زعيم المحاميد “موسى هلال” للقاهرة ولقائه “المهدي” فإنني لم استبعد مطلقاً، أن يكون “هلال” وسيطاً لتشطيب الضمانات التي يطلبها “المهدي” لعودته للبلاد.
كل هذه مؤشرات إيجابية تمضي في اتجاه أن توافقاً يمكن أن يحدث بين جميع الأطراف، للجلوس في طاولة الحوار في المبتدأ ومن ثم الاتفاق.
المؤتمر الوطني كقائد للقاطرة نفسه بات مهيأ أكثر من ذي قبل للمضي في طريق الحوار، خصوصاً بعد أن حقق أكبر مكسب وهو إجراء الانتخابات وحصوله على دورة حكومية جديدة. طبعاً إجراء الانتخابات هذه كانت واحدة من العقبات التي عجلت بخروج بعض عناصر آلية (7+7) من جانب المعارضة من عملية الحوار، ولكن المعارضة سلمت بها الآن كواقع .
الجميع في انتظار حصاد كل هذه الجهود من اقتناع جميع المكونات بأنه لا سبيل لحل مشكلات البلاد إلا الحوار وبالتوفيق.