"اللساتك"..!!
قرأت وسمعت عن اتجاهات جديدة بشأن التسويات الفورية لمخالفات المرور، وهو ما يعني أن قيمة الإيصالات التي تتنزل على المخالفين أثناء الحملات وغيرها ستزيد، وهو توجه ربما يسعى في واقع الأمر لمحاصرة جملة تفلتات في شأن القيادة وسوق العربات، وآمل ألا ينحرف ليتحول إلى ممارسة جباية لا قدر الله، خاصة إن تم تعديل (الفئات) بما يجعل من الحملات الشرطية للضبط المروري مظنة دخل وإيراد يسيل له لعاب بعض المؤسسات، ومع هذا أعتقد أنه ولمحاصرة إشكالات حوادث المرور فثمة أشغال كثيرة بحاجة لاستدراكات ومراجعات، بعضها يتعلق بالسائقين، لكن كثيراً منها يرتبط بجوانب أخرى في أسباب الحوادث المرورية وغالب الفجائع التي تقع على طرق المرور السريع، مضافاً إليها بالطبع السرعات العالية والإشكالات الهندسية البينة لبعض الطرق، مما يجعل من الضروري إما إصلاحها أو منع السير عليها إلى حين توفيق الوضع الهندسي.. وبالعودة لمسألة انفجار الإطارات، فإن تكرار هذا السبب يجعل الجهات المختصة بحاجة لتفعيل موجهات سابقة بمراجعة مواصفات (اللساتك) ومدى مطابقتها الفنية لأجواء السودان وطرقه، وسبق للهيئة القومية للمواصفات أن نشطت في مشروع مثل هذا كان من المفترض أن تراجع فيه الشركات والمحال والبضائع المعروضة، لكنه مشروع ومخطط مثل كثير لم يتجاوز ربما العرض الإعلامي، ثم غاب واختفى وصارت كثير من المركبات تجري على (أربع) مشكوك في جودتها، مما يعرضها للانفجار عند أي احتكاك قوي أو شد للمكابح فتقع الكارثة.
شرطة المرور عليها تحليل أسباب الحوادث المرورية وحساب (كم) حادث سير تسببت فيه الإطارات، وهل هي إطارات لمركبات صغيرة أم شاحنات؟ ثم أنواع وماركات تلك الأصناف الرديئة ولا بأس من إشهار القوائم للرأي العام، وليس في الأمر فضيحة أو إشانة سمعة اقتصادية لاسم العمل لأنها كلها ستكون أشياء ثانوية مقارنة بحجم الدماء المهدرة والأرواح المزهقة لبشر ومواطنين من أبناء هذا البلد.
سوق الإطارات ببلادنا عشوائي، وإلى يوم الله هذا يمكن أن تدخل إلى بعض المواقع بالأسواق الشعبية فتحصل على إطار (سكند هاند) يطلى بالغراء الأسود ويغسل ويجمل فيباع، هذا ناهيك عن إطارات أخرى تتكدس في المحال والدكاكين، الله وحده يعلم الجهة التي منحتها البراءة والإجازة للعمل.
انفجار الإطارات لا يلغي كما قدمت بحث الأسباب الأخرى ومعالجتها واحتواء مضارها، خاصة على صعيد (الطرق) التي وبما نراه ونسمع و(نقرأ) فإن الشركات المنفذة لها يجب أن تقاد إلى المحاكمات هي وأصحابها، لأن أي مستخدم لبعض الطرق لن يعجزه ملاحظة أن بعض الطرق بها منحنيات أفقية تتسبب في حوادث انقلاب مفاجئ للسيارات والبعض الآخر به منحنيات رأسية تتسبب في عدم الرؤية الآمنة، مما يزيد احتمال التصادم وجهاً لوجه.
واللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل.