فطرنا مع الرئيس!!
تجانى حاج موسى
* يوم الأقباط أعلنه الأخ رئيس الجمهورية في خطابه الذي ألقاه بالنادي القبطي بأم درمان حي المسالمة عقب الإفطار الراتب والمقرر في كل سنة في الثاني عشر من كل رمضان، وأظن منذ أكثر من عقدين يفطر الأخ الرئيس مع الأقباط ومعظم الوزراء والشخصيات العامة، كم مرة افطر مع أبونا صديقي القس د. “فرج فلو ساوث” وتجمعني به أواصر المحبة والعمل العام وما ذكر الناس عبارة تعايش الأديان إلا ذكرنا أبونا القبطي السوداني فرج. ما تعالوا نعمل حفل تكريم لهذا السوداني القبطي الجميل.
إطناشر رمضان هذا العام بالنادي القبطي تحدث رجال الدين وكان الاستهلال بآيات من القرآن وتلاوة من الإنجيل.. في المعاني التي أوردتها الآيات والإنجيل اعتراف وإقرار بأن (محمد) صلى الله عليه وسلم نبي وعيسى عليه الصلاة والسلام نبي.. طيب ما ده كلام كويس لكن الما كويس المسلمين البفجّروا بيوت الله ويكتلوا النفس التي حرم الله قتلها وبقينا في ديننا الواحد ما قادرين نتعايش.. صلينا ورفعنا الآذان وأكلنا عصيدة بي ملاح نعيمية وتقلية وارتجل الأخ الرئيس خطاباً بسيطاً عميقاً عن نكهة تعايش الأديان في السودان.
* أستاذي وصديقي الدكتور الفنان الشاعر الملحن المفكر عبد الكريم الكابلي.. دحين ما عصرت علينا!! وعلينا دي تشمل أصدقاءك من أمثالي وأهلك وملايين من معجبيك، والحمد لله على نعمة الصحة والعافية ونجاح العمليات الجراحية.. أها جاي متين؟! نفتح بيتك الأنيق بالصبابي ونقعد نشرب شاي معاك تعملو لينا حاجة “عوضية الجزلي” حرمك المصون.. طبعاً قصدت أكتب الكلام ده في المساحة المخصصة لي في جريدتنا (المجهر) لا لشيء إلا لعلمي التام أن ملايين من معجبيك عايزين يعرفوا أنت جاي متين السودان.. ويا ريت ترد على مقالي المستفسر هذا لأنو أنتم رمز من رموز الثقافة السودانية ومكانك معنا هنا ليس في المنافي البعيدة!! أها الآبري الأبيض البتحبو بالله ما مسيخ هناك؟! أها!! وتفاصيل السهر الرمضاني السوداني، بس تقعد تجتر في الذكريات.. الناس في السودان عارفين إنك ساكن مع أولادك.. لكن إنت وأولادكم ساكنين في بلاد بعيدة مضيفة لكم ولو منحتكم الجنسية السودانية، تعال أيها الحبيب سجل أغنياتك الجديدة وأنشر مؤلفاتك عن التراث الشعبي وقدم محاضراتك لأولادنا وبناتنا هم بحبوك وحافظنك صم فهلا رجعت يا حبيب!!
* في ليلة قمرها كامل الاستدارة لبيت دعوة كريمة بالخيمة الرمضانية المقامة بالفندق الكبير (قراند هوتيل) طبعاً ده اسمو القديم هسه سموهو (قراند هوليداي فيلا) والخيمة خاصة بالصحفيين.. الزميل الصديق الأستاذ “فيصل محمد صالح” هو الذي وجه لي الدعوة وبعد التراويح مشيت وكانت ليلة ما منظور مثيلها.. الخيمة – ما شاء الله – تضيئها الأنوار الملونة والكراسي الوثيرة والضيافة خمج.. قوارير الماء البارد والمشاريب من كافة الأصناف وأعد مسرح فخم ونُثرت سماعات الصوت وصعد الصحفي الفنان “الزبير سعيد” الذي أدار حوار ليلة كنت المتحدث الرئيسي فيها والحضور كمي ونوعي من أهل الصحافة والإعلام، وشارك بالحوار والغناء الفنان الشاب “محمد خضر بشير” وغنى أغنيات لوالده الراحل “خضر بشير” بمزاج وطرب، وشاركته فرقة موسيقية أجادت في العزف وشاركت ابنة الراحل الفنان “عبد العزيز محمد داؤود” واشترك بالحديث المهندس “عز الدين أحمد المصطفى” وأعتذر عن الغناء لعلة أصابت صوته وحيته “عزة عبد العزيز محمد داؤود” بأغنية (يلاك يا عصفوري نغني ليهو) وأجادت غناءها.. أما موضوع الليلة فقد كان حول ثقافة الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة وحق الأداء العلني، والحق المادي والأدبي للمؤلفين والعازفين، وحقوق ورثة المبدعين، وحفلت الأمسية بمداخلات مثمرة وترافع “عز الدين أحمد المصطفى” رداً على الاتهامات التي وردت من منصة الحوار والذين تداخلوا من بين الحضور باختصار. لاحقاً في مقال سألخص ما دار من حوار وأوضح التكييف القانوني لبعض القضايا التي طُرحت بخيمة الصحفيين.. باختصار أهنئ القائمين بأمرها لأن ما يقدم فيها مفيد وقيّم ثقافة وإبداعاً، فقط كنت أود لو تم تسجيل فعاليات تلك الأمسية لتبث عبر القنوات الفضائية المرئية والمسموعة..
* وفي أمسية الرابع عشر من رمضان لبيت دعوة إفطار لصديقي الدرامي والمخرج والممثل والأستاذ “عبد الحكيم الطاهر” بمنزله بالحلفايا، وقد كنت سعيداً غاية السعادة بذلك الإفطار فقد تم فيه تكريم صديقي الفنان العظيم من قبل أمانة الفكر والثقافة لحزب المؤتمر الوطني، وتشرفت بتسليم الإطار الذي كتب فيه ناس أمانة الفكر كلاماً طيباً وأنابت الفضلى الشاعرة والقاصة “فاطمة العتباني” بحضور الإفطار والحديث نيابة عن الأمانة .. لكن ما كلمني صاحبي “عبد الحكيم” لو استلم ظرف ولا لا!! طبعاً أنا من أنصار التكريم بشقيه المادي والأدبي. وتحدث صديقي المسرحي الكبير الأستاذ “عبد الواحد عبد الله” رئيس اتحاد المسرحيين وثمن الدور الذي تقوم به الدولة بتكريمها رموز الإبداع والحياة العامة مؤكداً استحقاقهم للتكريم وهم أحياء لأن ذلك يدفعهم لمزيد من الإبداع.. و”عبد الحكيم” أخجلني بثنائه عليّ وبيّن مسيرتي الإبداعية معه، فقد شاركته بالتأليف في مسرحية كبيرة عن أطفال الشوارع بعنوان “بُلطية بت خيت الشلة”. شارك بالتمثيل لتلك المسرحية أبناؤنا وبناتنا الذين كانوا نزلاء دار الشباب بضاحية سوبا وعرج على عدد من الأعمال الخاصة بالتربية التي قدمناها على مدى سنوات في ظروف إنتاج صعبة إن لم تكن مستحيلة.
و”عبد الحكيم الطاهر” درامي شامل مليء بالإبداع وديناميكي عاشق للمسرح، والآن بيده أعداد مقدرة من الأعمال المسرحية فقط يحتاج إلى منتج، وللأسف لم يدخل القطاع الخاص في مجال صناعة الثقافة باعتبار أن السودان منذ الحكومة الوطنية الأولى حتى الآن لا يولي الثقافة الاهتمام اللازم إذ لا زالت النظرة الصفوية في كون الثقافة ليست من أوليات الهم.. هل تصدقوا بأن السودان من أوائل الدول التي عرفت صناعة السينما! وكذلك من الدول القلائل التي تمتعت بالبث التلفازي!! لكن هذا كله بكاء على الأطلال والدمن وخلونا أولاد اليوم، ومن هسه يا ناس البرلمان لمن تناقشوا ميزانية الدولة خلونا نحلم بميزانية طموحة تفتح نفوس أهل الإبداع لينتجوا إبداعاتهم في كافة مجالات الإبداع.. صدقوا إنو دولة البرازيل تشكل إيرادات الثقافة رقماً مقدراً في موازنة وإيرادات الدولة.. سامبا وفلكلور.
* وبارك الله فيك يا إمام الحارة الثامنة بأمبدة ميدان قرشي.. تبدأ الصلاة عند التاسعة وتختمها عند العاشرة إلا ثلثاً.. وتلاوتك سليمة وصوتك عذب وتراعي التخفيف للمصلين لا سيما العجائز زي حالتي.. إمام آخر الله يهدينا ويهديهو صوته به علة في حلقة ويسرع في قراءة القرآن ويختار سوراً طويلة ولا يتبين المصلون من الآيات شيء. ومرة سأله بعض المصلين التخفيف عليهم إذ تستغرق صلاته بهم زهاء الساعتين!! قال ليهم أمشوا الجوامع الصلاتها خفيفة أنا صلاتي تقيلة.
* أصحاب بكاسي الخضروات والفاكهة على جوانب الشوارع العامة يقدمون خدمة طيبة للمواطنين.. وأسياد العربات الزبائن يوقفوا عرباتهم كويس. أنا اشتريت في كورنيش النيل الأزرق بـ (أبوروف) فواكه بي تلاتين جنيه فقط. أما الذي حدث في الكويت ونيجيريا في المسجدين أمر شيطاني يؤكد دنو الساعة.