رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

رقية أبو شوك

 (الموية ما في )… وزائرتي كأن بها حياءً

عندما يحرم الإنسان من أشياء نحسب أنها من الأهمية بمكان فان هذا أمر لا يطاق ولا يكون مقبولاً.
 الكثير من أحياء الخرطوم الآن تعاني الحرمان من نعمة المياه.. فالإنسان خلق من الماء فكيف نحرمه منه ونحن الذين نتوق للماء كأول شيء نتناوله بعد آذان المغرب في رمضان
إذاً ما هي المشكلة التي أدت إلى كل هذا الأمر ؟؟؟؟
الآن هنالك أحياء لم تر قطرة من المياه لأكثر من شهر وهنالك أحياء بلا مياه في شهر نحسب أن الحاجة للمياه فيه تعتبر ملحة… يتم إعفاء المدير العام لهيئة مياه الخرطوم ونائبه ويتم تعيين آخرين والمشكلة قائمة ولم تتحرك قيد أنملة، بل ازداد الطين بلة .. المياه ما في ولا نعرف الأسباب.. هل هو الدمس أم أن الطلمبات قد أكل الدهر عليها وشرب، أم هي أشياء أخرى لا نعلمها نحن؟؟؟ والغريب في الأمر أن بعض الأحياء يسهر مواطنوها الليالي من اجل أن تجود المواسير بقطرة، وقد تأتى متبخترة بعد الثالثة صباحاً أو مع آذان الفجر لتبدأ في الانقطاع بعد (الفجاج) كما يقولون، وأظن أن لديها مشكلة مع شروق الشمس  وكأن بها حياءً
وزائرتي كأن بها حياءً
فليس تزور إلا في الظلام.
فإذا كانت هنالك مشكلة كبرى لماذا تأتى سواء ليلاً أو مع الفجر؟؟؟ …. ثمة أسئلة تحتاج للإجابة.
ونحن لا نقدم قربانا للنيل أو المواسير لتفيض كما كان يفعل في مصر، حيث كان الاعتقاد قبل الفتح الإسلامي  أن النيل لا يفيض بالماء إلا إذا ألقيت فيه فتاة حسناء لتموت فيه غرقاً.  وبعد الفتح الإسلامي اخبر حاكم مصر عمر بن العاص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بذلك فبعث سيدنا عمر برسالة لتلقى في النيل وجاء في الرسالة:
من أمير المؤمنين عمر إلى النيل
إن كنت تجرى من عندك فلا حاجة لنا بك، وإن كنت تجرى بفضل الله، اللهم بارك لنا فيه.
وقد فاض النيل وتدفق وملأ كل الوديان بعد رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هذه.
فنحن لا نقدم عروس البحر ولا قرباناً للمواسير لتجود لنا، ونحن دولة الإسلام ولكننا أردنا أن نذكر الجميع بأننا في حاجة إلى المياه التي خلق الله منها كل شيء (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ)… بالله تمعنوا هذه المعاني الربانية السامية حيث يتحكم الماء في خلق كل الأشياء… ما أعظمك يا الله.
إذاً ما دمنا ندفع الرسوم الشهرية فمن حقنا أن نستمتع بهذه الخدمة وإلا كما ذكرت في مساحة سابقة وذكر آخرون فان تحصيل رسوم المياه وهى (ما في) تعتبر حراماً ثم حرام … الآن المواطن يدفعها لأنها مرتبطة بفاتورة الكهرباء فقد تحرم من الكهرباء إذا لم تسدد فاتورة المياه لأن موظف الكهرباء لا يمنحك الكهرباء وأنت لم تدفع رسوم المياه وذلك حسب العقد والاتفاق المبرم بينهم والمياه.
الآن السهر لازم معظم الأحياء فبدلا كما قلت من أن يكون السهر مع  كتاب الله وتلاوته في شهر القرآن نسهر من اجل أن تجود علينا هيئة المياه بقطرات من المياه لنسد بها الرمق أو نتوضأ بها أو نجهز بها أشياءنا اليومية.
احترنا في الأمر ولم نعرف الأسباب الحقيقية التي تسببت في هذه المشكلة المتكررة سنوياً، وفى مثل هذا الوقت بالذات بالرغم من معرفة الجميع بأهمية المياه ونحن حبانا الله سبحانه وتعالى بأطول نهر في العام نفتخر به ولكننا لا نستفيد منه.
المواطنون رغم الفقر اشتروا (الموتورات) من اجل سحب المياه ولكنها هي الأخرى أصبحت عاجزة لأنها من أين لها أن تسحب وقد انعدمت قطرات المياه في جوف ناقلات المياه ؟؟؟
وأخيرا: بالله عليكم شوفوا لينا حل،
ليس حلاً مؤقتاً وإنما حلاً جذرياً ليقضي على المشكلة من جذورها.
وقبل الحل الجذري نريد مياه بحلول آنية الآن وقبل الغد.
بمعنى أن يسير الحل في اتجاهين حلاً آنياً وحلاً جذرياً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية