الحكومة الالكترونية
تتجه الحكومة في برامج عملها للاعتماد على الأداء (الالكتروني) من خلال الإفادة من تطور وثورة الاتصالات واتساع مهام الحاسوب ودخوله كمكون أساسي ورئيس في غالب المعاملات الرسمية وغير الرسمية، وهذا قطعاً اتجاه حميد ومطلوب ومرغوب لجهة أن التعامل مع التقانة في هذا الشق يوفر الجهد والطاقة وينجز الأعمال في سرعات مريحة ويحاصر البيروقراطية ويقطع الطريق أمام كثير من المظاهر السالبة المرتبطة بتنظيم بيئات العمل ومطاردة الموظفين في القطاعين الخاص العام للجلوس في المكاتب ومتابعة انجاز الأعمال لصالح الجمهور.
مجلس الوزراء تبنى مشروع (الحكومة الالكترونية) وهو مشروع رائد وكبير وإن كنت ألحظ أن وتيرة إنزاله إلى الواقع تنحى منحى بطيئاً بشكل يجب أن يثير قلق الواقفين عليه من أجل التوصل إلى معالجات سريعة للعقبات التي تعترض سبيله والتي أمل معها أن يكون الجميع قد تجاوز الابتدار المزعج لتجربة الأورنيك الالكتروني التي كانت في الأيام الماضية مثلاً شاخصاً على إمكانية تورط الجميع في مأزق فشل مريع إن لم يتم وضع التحوطات اللازمة والمناسبة، إذ يمكن لخطأ أو قصور بسيط متعمد أو غير متعمد أن ينسف كل البناء والمشروع برمته وهو ما يلزم بفتح الطاقات والمنافذ أمام كل الأعمال التي تجعل من إزالة (الأمية التقنية) مسألة يمكن طرحها ولو على نطاق بعض المستويات والفئات مع ضرورة الاهتمام بالمواصفة الفنية وبشكل صارم.
التعامل الالكتروني ثقافة في المقام الأول ولهذا يجب ربط مستقبل المشروع من حيث التطوير والانتقال بالأجيال الجديدة من خلال ربط التعليم والعناصر الرئيسية فيه – الطلاب والتلاميذ – مع مشروعات التقانة وثورات الاتصال والحواسيب، وهذا يكون بالضرورة بحكم الواقع مفروضاً على الطالب الجامعي والخريج، لكنه ربما يحتاج إلى معالجة بشان (تلاميذ) التعليم العام، ومن هنا فإن العمل على إنجاح المشروع في تلك المستويات الدنيا يقود حتماً إلى ثورة حقيقية ومنظورة تحصد الحكومة منها في النهاية شخصاً يتعامل في الحد الأدنى ومطلوبات الإجراءات كموظف أو طالب خدمة بشيء من الفهم والإدراك.
معظم الأسر السودانية اليوم توجد في منازلها حواسيب ثابتة ومحمولة وهي تتاح للصغار والكبار كل بغرضه من تصفح (النت) إلى مطاردة أقراص الألعاب، وبالتالي وبقليل من الترتيب يمكن البدء والإفادة من شيوع ثقافة الانتقال بالمنهج المحوسب إن صح التعبير بحيث يراجع التلميذ مقرراته وبعض مواده الدراسية في أوقاته المنزلية عبر الأقراص وهو نشاط ايجابي ومكمل للدور الحيوي للمعلم بالمدرسة ووزارة التربية نفسها التي يتكامل دورها بإدخال الحاسوب في صلب المقررات الدراسية، وبالتالي دعم توجه الدولة نحو (الكترونية) النشاط دون أن يمس الأمر في ذات الوقت أهمية مراعاة الظروف الخاصة لبعض المناطق وتلك الظروف يجب ألا تكون مانعاً من التجديد والتطوير والتحديث.