رأي

النشوف آخرتــــا

سهرة الخميس‬
سعد الدين ابراهيم
‫لذلك
‫مهما تنتقد برنامج (أغاني وأغاني).. وتصفه بعدم التجديد والثبات.. إلا أننا (نتسمر) أمام الشاشة حين يجئ أوان بثه حتى إننا نحمد طول الإعلانات لأنها تتيح لنا الفرصة للاطلاع على ما نتابعه في قنوات أخرى.. فلو لم نجد معلومة من عمنا “السر قدور” سنجد ذكريات حلوة وتحلق مع أغنيات الزمن الجميل لـ”لخير عثمان” أو “محمد علي ألامي” أو “عبد الحميد يوسف” أو “رمضان حسن” على أسوأ الفروض تستمع إلى برامج منوعات غنائية معاصرة.. لذلك سيظل (أغاني وأغاني) باقياً لأنه برنامج جاذب.. وحلو الملامح.. وبعيد عن النكد.. وسنشاهده.. سنجلده مثل ابن نحبه وسرعان ما نعود لتدليله.. لا أدري كيف ستكون برامج رمضان بدون (أغاني وأغاني) إنه رسخ في الوجدان مثل برامج حقيبة الفن وما يطلبه المستمعون.‬
‫مفاجئتان:-‬
‫مفاجأة برامج رمضان هذا العام كانت في برنامجين.. برنامج (قيد النظر) في “النيل الأزرق” وبرنامج (كلام نسوان) في (الشروق)، برنامج (قيد النظر) غيَّر خارطة البرامج الدينية.. وتفوق “الطاهر حسن التوم” على نفسه وكان جريئاً في اختياره للموضوعات.. وجريئاً في اختياره للضيوف.. ثم أنه مع كل حلقة يتماسك.. تصالحت مع تقديمه كثيراً لأنه تطور كثيراً.. تذكرت مقولة أحد شيوخ الشعراء عن شاعر مجيد مؤداها: أنه مازال يهذى حتى قال الشعر عفواً.. لم يكن “الطاهر” يهذى كان يجرب فينا كل فنون وطرق التقديم، ولما قبلنا أن نكون في معمله التجريبي قطعاً لن نكون فئران أو أرانب إنما بشر أسوياء يقولون للأعوج أعوج وللعديل عديل.. هذا البرنامج الحساس يتطلب حرصاً شديداً وبعد نظر ومع ذلك قدمه بطريقة جاذبة ليست (معسمة) كحال البرامج الدينية الأخرى نتمنى أن لا يتراجع عن هذا المستوى.‬
‫أما (كلام نسوان) فقد أضاف لنا محاورة بارعة المذيعة “تسابيح خاطر” لولا هنات بسيطة تمثلت في ثرثرة زائدة هنا وهناك، ولكنها استطاعت أن تتحكم في البرنامج وتحرض ضيفاتها على الحديث بمقدمات ذكية وكانت متحمسة لموضوعاتها.. ثابتة في طرحها ومع ملاحظة زيادة جرعة إشراك المرأة في البرامج لكنها جملت الشاشة.. كما أعطت النساء فرصة عشان (يتفشن).. عموماً البرنامج يجبرك على الجلوس أمام الشاشة حتى ينتهي وهذه ما هينة.. برافو الطاهر..  برافو تسابيح.. وتحية لمن يستحق.

الكلام ما كمل‬
‫هذا عنوان برنامج في قناة “النيل الأزرق”.. برنامج جارح وضع زميلاتنا العزيزات في كماشة خطيرة وحاصرهن بأسئلة تجريمية لكنهن صمدن مرات وخانهن التعبير مرات أخرى.. لا أدري ما الهدف من البرنامج؟ هل تعرية الصحافة.. وإدانتها بالكذب والنفاق.. احتملت “سهير عبد الرحيم” سؤالاً كالبنية أو الصفعة حين سألها المقدم الخفي ولا أدري لماذا لم يظهر في الصورة هل خجلاً من أسئلته المحرجة ومحاوره التي اعتمدت على إثارة فجة مستفزة.. حين سألها أنها انتقدت في عمودها تجربة الزوجة الثانية لكنها تزوجت (راجل مرأة) وكانت الزوجة الثانية.. رغم إنها اجتهدت في الإجابة لكنها لم تكن مقنعة فلم تكن تتوقع مثل هذا السؤال.. هل وصلت برامجنا إلى هذه الجرأة؟ ثانياً: موضوع بيع الأعمدة كان اتهاماً جارحاً وبلا دليل منطقي لذلك ارتبكن فاعترفت “داليا إلياس” بأن ذلك يحدث بسبب الضائقة الاقتصادية ونفته “مشاعر عبد الكريم” على طريقة (الشينة منكورة)، وأكدته “سهير عبد الرحمن” وذكرت محاولة لشراء عمودها، لكنها للأسف لم تؤكد ذلك بأي دلائل بما شكك في مصداقيتها ولا أدري لماذا تريد ستر الجهة التي حاولت رشوتها مع إن البرنامج كان جريئاً لحد بعيد ولم يكن لبقاً.. الموضوع خطير يتطلب تدخل اتحاد الصحفيين والمجلس القومي.. قالت “سهير”: إن الذين يبيعون أعمدتهم معروفون!! كان يجب تسميتهم حتى لا يعم الاتهام الجميع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية