رأي

مجرد سؤال؟؟؟

 (الموية مافي)!!!!!

رقية أبوشوك
 
مشكلة شح المياه أصبحت تتكرر عاماً بعد الآخر خاصة في الصيف، وأذكر رمضان الماضي كانت قد عانت معظم أحياء ولاية الخرطوم من شح المياه أو انعدامها، واستمرت هذه المشكلة فترة طويلة جداً إلى أن حل فصل الشتاء.
الآن تكرر نفس المشهد مع بداية رمضان وحتى الآن، حيث مازالت حتى كتابة هذه السطور معظم الأحياء تعاني شح المياه خاصة محلية (جبل أولياء).
المواطنون الآن يعانون معاناة لا توصف حيث يواصلون الليل والنهار من أجل قطرة مياه واحدة… يساهرون الليل كله بعد أن تورمت قدماهم ما بين الذهاب إلى المواسير والمواتير من أجل أن يجدوا قطرة مياه واحدة.
المعاناة هذه تستمر حتى الثالثة صباحاً أو الخامسة لتبدأ المواسير في سكب المياه وقبل أن تكتمل عمليات ملء (المواعين) والخزانات تصفر المياه إعلاناً منها بالانقطاع لتبدأ مأساة يوم آخر طويل بحثاً عن المياه في نهار رمضان حيث الحاجة تزداد للمياه.
فحتى وإن كان نبات (الدمس) يشكل عائقاً أساسياً في عدم توفر المياه فلماذا تسكب المواسير المياه بعد الثالثة صباحاً وأين كانت هذه النباتات في الثالثة صباحاً لتظهر بالنهار وبقية الأوقات الأخرى.
فلماذا لم تتم معالجة المشكلة من جذورها؟؟؟… فقد يتسبب (الدمس) في المشكلة، ولكن هنالك مشاكل أخرى لازمت عدم توفر المياه وأدت إلى زيادة معاناة المواطنين وإصابتهم بالأمراض التي تنجم عن السهر والإحباط مع التفكير في توفير رسوم برميل المياه التي تباع… حيث تجاوز سعر البرميل الآن (50) جنيهاً.. المواطنون يشترون ولا يسألون عن مصدر المياه التي تباع عن طريق عربات الكارو… يشترون من أجل توفير المياه لأسرهم.. المياه التي خلق الله منها كل شيء حي لا يهم مصدرها وإنما هي مياه.
نعاني شح المياه ولدينا أكبر نهر في العالم ولدينا إمكانيات كبيرة جداً في مجال توفير المياه عن طريق الآبار الجوفية.. نعاني شح المياه بعد أن تم إعفاء مدير هيئة مياه الخرطوم، فالمشكلة مازالت قائمة ولا يوجد بصيص أمل لحلها والآن (مافي موية)!!!
فالمياه مهمة جداً.. فالإنسان خلق من ماء والله سبحانه وتعالى (وكان عرشه على الماء)،
إذاً الماء محطة أساسية في حياة الإنسان وتعتبر خدمة لابد من توفيرها مقابل الرسوم التي يدفعها المواطن، فمن حقه أن ينال الخدمة بصورة منتظمة طالما أنه منتظم في دفع رسومها شهرياً، والغريب في الأمر (الموية مافي) ولكننا ندفع الكلفة الشهرية دون تضجر، المواطن يعاني الآن ارتفاع الأسعار وأشياء أخرى كثيرة وجاء شح المياه ليزيد الطين بلة ويزيد من إحباطه.
نريد خطة عاجلة لمعالجة الأمر… فالواقع لا يحتمل.. الخطة تبدأ اليوم قبل الغد بعد أن نرصد لها موارد خارج إطار الميزانية المخصصة للمياه نبدأ بإزالة (الدمس) أولاً ثم مراجعة كل الشبكات العاملة الآن والتي أحسب أنها قد تجاوزها الزمن وانتهى عمرها الافتراضي، حيث كان من المفترض أن تبدأ المعالجة قبيل الصيف في الشتاء مثلاً حيث تقل الحاجة للمياه وبعد ذلك لا يهم إذا قررنا أن نعمم خطة العدادات الذكية وننشر ثقافة استهلاك المياه بين المواطنين، فالحديث عن الترشيد لا يجدي لأنها الآن مرشدة وليست بحاجة إلى الترشيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية