شارع النيل بــ(الليل).. رمضان غير
الخرطوم – محمد جمال قندول
ما أن يدخل الشهر الكريم حتى يبدأ الناس في البحث عن إجابة للسؤال اليومي: (أين يسهرون هذا المساء؟).. وإن كانت العبارة محفورة بالذاكرة تشير إلى روائع الأفلام، التي كانت تعرض في “سينما كلوزيوم”، زمان، لكنها العبارة الأبلغ تعبيراً عن حال الكثير من الناس بعد عناء يوم شاق من الصيام ليرفهوا عن أنفسهم.. ويبرز شارع النيل في المقدمة، كونه الإجابة الأكثر احتمالاً وترجيحاً، فهو أحد أبرز الواجهات الترفيهية في العاصمة القومية التي باتت ملاذاً جاذباً للتجمعات، ولا تخلو على الإطلاق من الزحام.
(1)
سيدة الأعمال وصاحبة أحد محال الشاي بشارع النيل على امتداد جامعة الخرطوم “ماريا اليمني” استقبلتنا بأريحية في مستهل جولتنا في الشارع ، وقالت لــ(المجهر) إنها تشرف على محل الشاي والقهوة الخاص بها هنا منذ فترة طويلة، وأضافت إن الإقبال يكون كثيفاً جداً في الشهر الكريم، خاصة عقب صلاة التراويح، ويشتد الزحام في الفترة ما بين العاشرة وحتى الواحدة صباحاً، مشيرة إلى أنها خلقت ملتقى كبيراً يجتمع فيه الناس عبر محلها لبيع الشاي، وذلك للإقبال الكثيف على شارع النيل الذي بات يشكل ثقافة ثابتة وخاصة في أمسيات رمضان.
(2)
الصديقان “أيمن” و”حسين”، وجدناهما وهما يتبادلان القفشات أمام إحدى بائعات الشاي.. “حسين” تحدث إلى (المجهر) معبراً عن سعادته بقضاء أيام الشهر الكريم، وقال إن من ثوابت يومه الرمضاني المجيء للترفيه في شارع النيل الذي أصبح مكاناً بارزاً لاجتماع الناس في الأمسيات الرمضانية، وقال: (كل يوم أول حاجة بعملها بعد التراويح بجي مع أصحابي هنا مباشرة).
(3)
“شذى عبد الرحمن” من الضيوف الدائمين على أمسيات شارع النيل، قالت إنها تفضل أن تقضي الأمسيات في سائر الأيام غير رمضان بشارع النيل قبالة برج الاتصالات لقرب منزلها منه، وأضافت في حديثها إن شارع النيل في الشهر الكريم يشهد زحاماً يستمر حتى الخامسة صباحاً، وذلك يرجع للبنيات التحتية المتميزة التي طرأت على تكوينه في الآونة الأخيرة من خلال وجود مطاعم “سوبر كلاس” وغيرها من مقومات الرفاهية.