مسالة مستعجلة
فوضى القرارات!!
نجل الدين ادم
تم في غضون الأيام القليلة الماضية فرض زيادة على سعر الصرف الخاص باستيراد الدقيق من (2,9) إلى (4) جنيهات.. الفرق يبدو كبيراً، وهذا بالتأكيد ستترتب عليه زيادة في سعر السلعة في السوق وكذلك زيادة في أسعار الخبر.. لا يعرف الكثير منا على وجه الدقة سبب هذا الزيادة التي تجاوزت البرلمان كجهاز رقابي وسيتحمل تبعاتها المواطن البسيط بالتأكيد.
معلوم تمام أن أية زيادة في الرسوم والضرائب غالباً ما تكون مصاحبة للميزانية العامة للدولة التي يعتمدها البرلمان في نهاية كل عام بعد دراستها وتمحصيها، وفي حال حدوث أي طارئ ما بعد اعتماد الموازنة فإن الجهاز التنفيذي يتقدم بمشروع قرار لدى الجهاز التشريعي لاعتماده، ويكون هنا مخيراً في أن يمرره كما جاء من الجهاز التنفيذي أو أن يعدل فيه أو أن يرفضه جملة وتفصيلاً.. أما في حال غياب البرلمان وذهابه في إجازة فيمكن إصدار مرسوم مؤقت يسري بموجبه قرار الزيادة لينظر فيه البرلمان لاحقاً بعد انقضاء إجازته، حيث يقوم الجهاز التنفيذي بإيداعه في أولى الجلسات بعد خطاب الدورة الذي يلقيه رئيس الجمهورية.. وفي حالة زيادة سعر صرف الدقيق هذه لم يحدث هذا ولا ذاك، وبدا القرار معلقاً في الهواء.
رئيس البرلمان مولانا البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” أخبر الصحافيين أول أمس انه لم يصلهم قرار بالخصوص وأنهم لا يعلمون حتى يوم أمس شيئاً.. أمر غريب أن يغيب البرلمان في اتخاذ مثل هذه القرارات التي يكون انعكاسها بالتأكيد مباشراً على حياة الإنسان ومعاشه لاعتبارات أن القمح بات الغذاء الأول لمعظم الشعب السوداني.. أتمنى أن يكون القرار ذلة لسان ويتم احتواء الأمر، لأن في صدوره بهذا الشكل عدم تقدير للبرلمان وتجاوزاً صريحاً له.
احترام القوانين يبدأ من الأجهزة الحكومية التي غالباً ما تبتدر أي مشروع قانون، حيث لا بد أن تعطي أي قرار تتخذه حقه ومستحقه لأن عمل الأجهزة لا ينفك عن بعضها البعض، فالجهاز التشريعي هو الجهة التي تقوم بمراعاة بعض الجوانب التي يمكن أن تغفل عنها الحكومة، وهي تعد مشروع القانون، لذلك فإن اكتمال الدائرة في إصدار أي قرار يجنب الناس المهالك.. والملاحظات وحالات الاعتراض التي يبديها البعض لا بد منها.
الأمر الأخير وهو زيادة سعر الصرف في حد ذاتها.. والسؤال ما الجدوى من هذه الزيادة؟ وهل درس الجهاز التنفيذي آثار القرار؟ فحال المواطن الآن يغني عن السؤال في ظل ظروف معقدة بسبب فقدان بترول جنوب السودان واستمرار جبهات القتال في دارفور وجنوب كردفان.. كل ذلك له تأثير مباشر.. ونحن ندعوكم ونقول: يسروا ولا تعسروا على المواطن.. وبالله التوفيق.