تلطفوا وتخفوا
يشهد شهر رمضان المعظم من كل عام حراكاً اجتماعياً من المسؤولين وقيادات البلاد، إذ أن بعضهم ربما للمرة الأولى يدخل منزل مواطن من عامة عموم الشعب، وهي زيارات وجولات تتفقد أحوال البعض وتقدم عوناً مادياً ومعنوياً مضاعفاً، وبالجملة فإنه سلوك رائع وفعل حميد يعزز روابط التواصل ويقوي معاني المسؤولية ويقرب الحاكم من مواطنيه.
ملاحظتي المزعجة في الأمر أن بعض القائمين بالأمر الإعلامي لبعض المسؤولين يخربون من حيث مقاصد الإصلاح بأسلوب النشر والترويج الذي يحول الأمر من نشاط اجتماعي تكافلي ليكون حملة علاقات عامة، ويقيني أن المسؤول لم يطلب ذلك لكنها حماسة مساعديه. وأقول إن المقصد طالما أنه كان زيارة تفقدية أو مشروع إفطار ومجاملة لشخص مسكين، فإنه أوقع أن يتم بغير ضوضاء أو أضواء صاخبة قد تحرج صاحب الحاجة والظرف الخاص مع إمكانية فتح المنشط للإعلام إن كان عملاً وتكريماً خارج منزل الشخص المستهدف. وأقول هذا وفي ذهني متلازمة المن والأذى التي تحبط عرضاً بعض أعمال الخير.
من أوجب واجبات الحاكم والمسؤول في أي مستوى تفقد رعيته في رمضان وغير رمضان، وهذا من تمام حسن الخلق والظن وبالتالي فلا داع لما يظن أنه توظيف غير لائق للحدث، مع يقيني أن كثيراً من مسؤولينا فوق هذه الشبهة لأنهم أول الأمر ومنتهاه من صلب هذا الشعب، خرجوا وأتوا وهذا واجبهم ولهم سوابق في الإحسان والأسرة لا يحتاجون معها لهذا الاجتهاد من بعض من يظنون أنهم يحسنون صنعاً في عملهم من المساعدين والإعلاميين.
ويقول البعض إن أغراض النشر والإشهار إنما هي لإغراض نشر الفضائل وهنا أقول دعوا بعض الزيارات تتم والعون يقدم، وأضمن لكم أن آلية النشر الشعبي ستنهض وحدها بالإعلان ونشر فضيلة التكافل، وهذا أفضل وأكرم للجميع وإن كنت آخر الأمر آمل وأرجو أن يتمدد عطاء المسؤولين والقادرين بالمساعدة لعشرات الأسر التي تقبع تحت رهق ظروف قاسية، لكنهم يتعففون ويلزمون مجلسهم بالأسودين في رمضان وغيره.
وعموماً بارك الله في كل أخ أكرم أخاً والله بارك لمن أعطى ومنح والله ولي الجميع.