عز الكلام
الحمد لله!!
أم وضاح
شيء جميل ورائع وإنساني أن تجعل من رمضان فرصة للشعور بالآخر متحسسين أوجاع الفقراء والمساكين والمرضى والمحتاجين، وترتفع لدينا معدلات النفرات الجماعية والندوات الخيرية من شاكلة إفطار الصائم أو كيس رمضان أو إلى ذلك من المسميات التي تحرك فينا الحس الإنساني، لكنني أستغرب وأتعجب لماذا يرتبط هذا الحراك فقط بالشهر الفضيل وكأن الضمائر لا تتحرك أو تتجاوب إلا بعد رؤية هلال رمضان، لتنوم بعد ذلك نوم العوافي وتستيقظ بتمام العام واستقبال رمضان جديد، ومن نتذكر معاناتهم موسمياً هم يعيشون المعاناة يومياً وهي ليست معاناة موسمية لتكون الإعانة والرحمة موسمية وبالتالي فإن المنظمات والمجاميع التي تجتهد في الشهر الكريم (ما ليها حق) أن ترهن هذا العمل الكبير بشهر رمضان فقط، لنسعى ونعمل ونجتهد أن نقدم ما نقدم طوال العام ونستنبط من الأفكار والآليات والموارد ما يحول (صفر) العجز الكبير في حياة أسر كبيرة إلى رقم صحيح يتكل الحال المائل ويسند الضهر المكسور. وهذا الحديث ينبغي أن ينسحب حتى على الأفراد الذين ينشطون في شهر رمضان وينسون أن أبواب السماء مفتوحة طوال العام، تسجل سعياً خيراً وعطاءً فما الذي يجعلنا نصوم طوال العام ونفطر في رمضان تواصلاً واهتماماً بأسر وشخوص يحتاجون لذلك طوال السنة!! بالمناسبة يشدني جداً برنامج مع كل الود والتقدير الذي تقدمه فضائية (الشروق) وهو يستعرض يومياً حالة إنسانية تستدعي قيم الرحمة والتكافل، لكن لماذا البرنامج نفسه موسمي وبالإمكان أن يصبح برنامجاً أساسياً على خارطة الشروق، وبذلك تمتد مساحات العطاء فيه إلى أكبر عدد من المحتاجين الذين وضعتهم الظروف في مسارات صعبة لكنهم يسيرون عليها متزودين بالشكر والحمد والصبر. هزتني حد البكاء الحلقة التي استضيف فيها الأخ “محمد البلولة” أو “محمد الأسيد” ولم تستدعِ مشاعري حالته الصحية أو حتى المادية فقط، لأننا في اليوم ربما نشاهد العشرات ممن يعيشون ذات التجربة وذات الظروف، لكن ما هزني هو حالة الرضاء التي فاقت حد الوصف وهي تكسو ملامح الرجل الذي لم تفارق شفتيه الابتسامة ولم تبارح لسانه كلمة الحمد لله رغم المعاناة التي تعايش معها والرجل أصابه داء في صغره جعله يفقد يده وقدمه، لكنه رغم ذلك مارس حياته زوجاً وأباً ومارس رحمةً (يتجابن) ويتخاذل عن فعلها بعض الأصحاء وهو يكفل والدته وزوجة أخيه المتوفى وأبناءه الأيتام، وهؤلاء جميعاً يتعايشون من كارو دخلها اليومي حوالي (25) جنيهاً فيها أكل وشراب ومصاريف مدارس والرجل لم تفارقه الابتسامة ولم تفارقه كلمة الحمد لله لك الله يا محمد وأنت المعلم الذي نجلس أمامه في مقاعد سنة أولى صبر وسنة أولى حمد، ومعظمنا يفقد أعصابه ويشعر أن الدنيا ضيقة ويبدأ في التأفف والجرسة لو أن ميزانيته اختلت قليلاً وترك طقساً ترفيهياً ظل متعوداً عليه. لك الله يا “محمد” وأنت المعلم تجلسنا في مقاعد سنة أولى لنتعلم دروس الحمد والشكر على النعمة ولو كانت قليلة وبعضنا لا يشكر ولا يحمد الله، لأنه يأكل (فول) وعينه وغرائزه تتطلع إلى من يأكل بيتزا أو شواء، لك الله يا “محمد” وبعضنا لا يشكر الله ولا يحمده على راتب ووظيفة وسند حال لأن عينه على آخر منحه الله سعةً من الرزق وأرصدة وحسابات، لك الله يا “محمد” وأنت تعلمنا كيف يكون الحمد لله وبعضهم يلعن سنسفيل عربته وهي ليست موديل السنة لأنه غير راضٍ بها وحمارك الهزيل هو كل رأس مالك الذي تحمد الله عليه وتشكره.
ولأن مثل هذه النماذج تحرك فينا مشاعر ربما تخبو أو تنطفئ لزاماً علىَّ أن أقول للإخوة في الشروق أجعلوا هذا البرنامج على الأقل أسبوعياً وأحصروا فيه ما تستطيعون من الأسر التي تحتاج لتسليط الضوء عليها لعلها تحصد رعايات شركات الاتصالات والبنوك التي تبذل الملايين في الفارغة والمقدودة. وتحية مني لوزارة الرعاية الاجتماعية التي ترعى هذا البرنامج وليعتبره الإخوة في الوزارة واحدة من القنوات التي يصلون بها إلى من يستحقون الرعاية والاهتمام، وحسناً فعلت الشروق بأن أوكلت تقديم البرنامج لرانيا هارون لأنها بشوشة وبسيطة وغير متكلفة والحمد لله.
*كلمة عزيزة
تمردت قناة أم درمان على أسر الاستديو وتجرأت بنقل يومي مباشر من حدائق القناة لبرنامج نهاري اسمه الحياة والناس، برافو أم درمان القناة التي زاحمت الكبار وهذا ليس غريباً وكبيرها هو أستاذنا الرائع “حسين خوجلي”.
*كلمة أعز
حتى الآن في (أغاني وأغاني) “عاصم البنا” و”حسين الصادق” جاءوا ليغنوا، والبقية بعضهم جاء لاستعراض دولاب ملابسه.