من وحي الأخبار

"نميري الخاتم"..!!

احتفت وسائط التواصل الاجتماعي وأضيئت صفحاته بشموع الامتنان أمام شخص مواطن سوداني وضابط شرطة يدعى “نميري الخاتم” من منسوبي الدفعة (52)، الذي اشتهر في نطاق عمله بالعلاقات البينية بالعدل والإنصاف والهمة في ترتيب العمل وضبط الأمور قدر المتاح لينال كل طالب خدمة فرصته دون أن يتأثر بحصول البعض على واسطة أو توظيف آخرين لعلاقاتهم. وما استوقفني في الأمر، و”نميري” يستحق الإشادة والثناء حتى من قيادة الشرطة لأنه قدم أنموذجاً أجمع عليه الناس، ما استوقفني أن مثل هذه الأمثلة صارت تلفت الأنظار، مما يشير إلى وجود خلل ما لأن الأصل في مثل هذه المواقع انتهاج نهج الرجل في المساواة والهمة أثناء خدمة الشعب، وهو ليس وحده وإن تميز ووجد لسان إنصاف لنشر فضيلة أدائه شهادة له مستحقة.
قلت من قبل وأكرر الآن إن بيئة العمل في ذلك المكان (العلاقات البينية) بيئة قاسية ومرهقة للعاملين والجمهور، ويتوجب على السلطات بغض النظر عمن هي الجهة المسؤولة عن ذلك أن تسارع بتحسين الأوضاع، فطالما أن هناك رجالاً بهذا التميز والعطاء وقد انصرفوا إلى تقديم خدماتهم بكل هذه الروح الإيجابية فليس أقل من توفر لهم الظل البارد والوضع المناسب الذي يمكنهم حتى من مضاعفة جهدهم وصولاً إلى أكبر قدر من التغطية في المنجز، لأنه ليس مطلوب منهم تحسين البيئة، فهذا جهد وواجب جهات أخرى ويرتبط بإجراءات ومراجعات كثيرة إدارية. وأعتقد أنه وقياساً على كثافة الجمهور الذي شهدت فإن هذا المنفذ بحاجة إلى توسعة وإضافات، وأظن أن من فيه من الضباط والجنود فدائيون حقاً وهم يعملون في ظل ذاك الضيق الذي شهدت في المكان.
الآن أتت شهادة جمعية لصالح أولئك الرجال من أحد المدونين أو إحداهن، ذهب وشاهد وكتب “تغريدة” و”بوستاً” تناقله الكل بعظيم الاحتفاء والتقدير، وهو ما يشير إلى أن النوايا الحسنة وافرة تجاه من يحسن سواء في الشرطة أو أية مؤسسة أخرى، وهي شهادة يجب أن تؤخذ بحقها من جهات الاختصاص في دعم مظان التجويد وتحسين نقاط الضعف، وهو ما يقود لاستفهام هل تحرص أية مؤسسة أو قائد ومسؤول على تفقد مواقع الخدمات سواء أكانت مدنية خالصة أو تابعة لجهة نظامية، لأن في بعض المواقع يحس المرء أن بعض الكبار ينتظرون التقارير التي لن تكون كافية ووافية وهم أصلاً لا يأتون لمثل هذه الأمكنة لأن إن حز به أمر أو احتاج أحدهم إلى إجراء معاملة فإنها تجرى له في لمحة بصر وجزى الله خيراً ناس المراسم؟!
المهم، جزاك الله خيراً كمندان “نميري” فقد شرفت مؤسستك وفصيلك ودفعتك، وأحسنت ووثقت الثقة في أنفس التعابى المرهقين، ونأمل أن تكون (الإشادة) بك حافزاً لكل من ولي أمر هذا الشعب للإجادة.. ورمضان كريم وكل هذا البلد الطيب بأهله وأبنائه بخير.. سلمت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية