مسالة مستعجلة
خيارات لتوزيع المعتمدين !!
نجل الدين ادم
عدد كبير من الولاة الجدد تسلموا مهامهم في الولايات التي كلفوا بإدارتها بالفعل، تبقت المرحلة الثانية وهي عملية تشكيل حكوماتهم وهذه بالتأكيد تحتاج لمشوار من الحوار السياسي مع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات حتى تكون جزءاً من منظومة إدارة الولايات.
جال في خاطري أن تداعيات ومقتضيات توزيع الولاة بهذا النسق اللامركزي بأن يوزع الوالي في غير ولايته تنطبق على المعتمدين فهم أيضاً حكام على محلياتهم، وأن (فيروس) القبلية والانتماء الجهوي الذي قاد الحكومة إلى هذا الترتيب في الولايات، لن يكون بعيداً عن المعتمدين وهم يديرون شأن المحليات، طبعاً باستثناء ولاية الخرطوم .
وسألت نفسي لماذا لا يتبع الولاة الجدد هذا النهج في أن لا يولوا أمر محلية لأي من أبنائها، وأن تكون هناك لامركزية في التوزيع وبهذا يمكن أن يضمن الولاة عنصر حياد المعتمدين، ونحن نعلم التشكيلة القبلية المتوزعة على المحليات بخاصة في ولايات كردفان ودارفور والولاية الشمالية وحساسيتها.
والي جنوب كردفان الأسبق “أحمد محمد هارون” طبق هذا النمط من التوزيع إبان توليه حكم الولاية، فقام بتعيين معتمدين على المحليات من غير أبناء المنطقة. وقد حققت الفكرة نجاحاً كبيراً رغم تعرضها في بادئ الأمر لبعض العثرات. أتمنى أن يمضي الولاة الجدد في هذا الاتجاه تحقيقاً لمبدأ الحياد، خصوصاً وأن البعض من الولايات بخاصة التي تعاني بعض الاضطرابات الأمنية تضع المعتمدين في مأذق عدم الحياد والتعاطف مع أهله عندما تحل مشكلة قبلية.
مسألة ثانية .. سعدت لتولي الأستاذ “محمد حامد البلة” لمسؤولية الحاكم على ولاية نهر النيل، فهو من القيادات الشابة النشطة صاحبة البصمات الإدارية الناجحة. وقد كان من قبل حاكماً على ولاية سنار، ومعتمداً بالولاية الشمالية وكذلك كان رئيساً للجنة الإعلام بالمجلس الوطني، ونائباً لرئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات السابق. تعرفت عليه عن قرب فهو من الشخصيات التي تحرص على متابعة العمل ميدانياً ويتمع بخاصة الاستماع الجيد، ويشهد له مجلس الصحافة والمطبوعات السابق وهو يتولى مسؤولية نائب الرئيس، فكان حكيماً في التعامل مع الوسط الصحفي بخاصة في معالجة الشكاوى. وهذه أكسبته خبرة على تلك الخبرات التي يتمتع بها فهو أهل لهذا المنصب وهنيئاً لأهل ولاية نهر النيل بود البلة، فهذه من حسنات التوزيع الجديد للولايات.
أيضا لا يفوتني أن أهنئ أهل ولاية بحر أبيض وهم يستقبلون كذلك والياً جديداً من طراز شعبي يجلس بين الناس ويتلمس مشاكلهم عن قرب ولا يعتمد على التقارير الميدانية، إنه الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا”، فقد عرفته هو الآخر عن قرب فهو يتمتع بـ(كارزما) القبول بين الناس من خلال مباشرته للناس.
أتمنى لجميع الولاة الجدد النجاح في التكليف من واقع التحديات التي تحيط بالولايات التي تولوا إدارتها، لتحقيق هذا النجاح فإن الأمر يتطلب تضافر جهود أهل الولاية، وأن يشركوا في إدارة شأن الولاية وبالتوفيق.