عز الكلام
مستشفيات في غرفة الإنعاش!!
أم وضاح
في تصريح له قبل يومين قال الدكتور “مأمون حميدة” وزير صحة ولاية الخرطوم، إن نصف مرضى الولايات يتلقون العلاج داخل مستشفيات الخرطوم. ولو أن “حميدة” قال إن كل مرضى الولايات يتلقون علاجهم بالخرطوم لما غالطه أحد أو دخل معه في جدال، لأن الحقيقة التي نتلمسها من الواقع المعاش تؤكد ذلك وأسرنا وأقاربنا ومعارفنا في الولايات لو أن الواحد شعر بوجع ضرس يشد رحاله ويتجه إلى الخرطوم، ليس لأنه من هواة السفر أو أنه يملك مالاً يفيض عن حاجته أو لأنه من الباحثين عن العلاج الاستثماري ولكن لأنه فعلياً تراجعت قدرة وكفاءة وسعة المستشفيات بالولايات. والمصيبة والكارثة أن بعض الولايات شهدت طفرة في البنية التحتية لمؤسساتها الصحية كالولاية الشمالية مثلاً والتي بها فعلياً واحد من أكبر المستشفيات المجهزة على أحدث طراز. وأذكر أنه قبل عامين من الآن حدثني الدكتور “أبو قردة” وزير الصحة في حوار تلفزيوني أجريته معه، أن المستشفى سيستقبل الكفاءات العاملة من الكوادر الصحية بل أنه سيكون قبلة للمرضى في الجوار الأفريقي، لا سيما وأن مطار مروي الدولي سيساهم في هذا العمل الكبير والسياحة الصحية أصبحت من مدخلات الدخل القومي. وكدي خلوها السياحة الصحية (تطير عيشتها).. فلو أن المستشفى استوعب فقط أهلنا في الولاية الشمالية الذين يكتوون بالمرض الخبيث أو الفشل الكلوي أو حتى الأمراض المألوفة كالملاريا وغيرها، لكفاهم عناء السفر للخرطوم وتضاعف النفقات ما بين سكن ومواصلات ونفقات علاج فأين مستشفى مروي؟ ولماذا لم يقم بدوره الذي أنشئ من أجله، أم أن قدره سيكون كقدر المؤسسات التي تصرف فيها المليارات لكنها تعطل لفهم ما والله غلبنا نفهمه!! أما بقية الولايات فحدث ولا حرج ومعظمها يعاني الأمرين في العلاج والدواء مما يجعل سكان تلك الولايات، إما تحت رحمة علاج ضعيف بلا تشخيص صحيح أو دواء متوفر أو الحضور للخرطوم (وهي ذاته الخرطوم شن طعمه). ومستشفيات تعاني ما تعاني كمستشفى سوبا الذي يقبع جنوب الخرطوم وكأنه بلا مسؤول ولا اهتمام ولا رعاية ولا متابعة ومن يرميه حظه العاثر في مستوصف خاص عليه أن يبيع الوراهو والقدامو حتى يمرق بكرعيه (ده كان مرق).
في كل الأحوال يفترض أن يكون التوجيه الرئاسي لكل الولاة في الفترة القادمة هي مستشفى لكل ولاية بكل أقسامها وأجنحتها وكوادرها، وأبناء الولايات النابغون في مجالات الطب المختلفة بالكوم وسيسعدهم إن وجدوا (التقييم) والمرتبات المحترمة من حكومات الولايات، أن يقدموا فكرهم وجهدهم لأهلهم الذين أرهقهم الحضور إلى الخرطوم جيئة وذهاباً، وكان الله أخذ أمانته فإن استئجار الإسعاف نفسه ليس بمقدور كثير من الغبش الطيبين. فيا حضرات السادة الولاة تنافسوا ما بينكم في إقامة المستشفيات لرعاياكم وخلونا من قرارات البوبار والشو، من شاكلة أقفلوا المتاجر ساعة الصلاة وأمنعوا البنات من اللبس الضيق، هسي دي دائرة ليها قرار من والي!!
*كلمة عزيزة
أكاد أجزم أن كثيراً من المشاريع في ولاية الخرطوم خاصة الخدمية منها متوقف وليس هناك مبرر لذلك، وكأن بعضهم منتظر نتيجة تشكيل حكومة الولاية حتى يعرف نفسه جوة أو بره، وإلا ما معنى أن قيزان الرمال والخرصانة التي وضعت على طول الشارع المتجه شرقاً بحي الصافية لم تشهد جديداً طوال شهر كامل لتسبب عائقاً لحركة السير والمارة منتظرين شنو، ما في معدات؟؟ ولا ما في ناس تشتغل؟؟ ولا ما في مال؟؟ والمافي شنو ورونا.. وكذلك الحال لمصرف الأمطار بالقرب من سوق سعد قشرة من ناحية الشمال والذي بدأ العمل به في توقيت غريب والخريف المبكر على الأبواب، ثم توقف بلا متابعة ولا اهتمام وتقولوا لي حاسبوا رئيس الوحدة الإدارية. يا جماعة لو الحساب صاح حتتعبوا!!
*كلمة أعز
واحد من الأسباب التي خيبت رجاء الدكتور “عبد الرحمن الخضر” في كثير من المشاريع كان تخاذل الذين أوكلت إليهم، لذلك على الفريق “عبد الرحيم” الوالي الجديد أن يقوم بتغيير فعلي وحقيقي في حكومته القادمة، وأن يكون حصيفاً حريفاً لأن بعضهم سيحاول كسبه بإبداء الولاء اللا محدود وإظهار الهمة المصطنعة والجديد شديد يا سعادة الفريق.