في الانتظار..!!
شكلت الحكومة الجديدة، ومعها توزعت وتغيرت حكومات بعض الولايات، وبات الجميع وبعد أن عرف كل أناس مشربهم في انتظار ضربة البداية.. وللحقيقة فإن حالة من التفاؤل تعم الأجواء المحيطة بالتغيير الجديد؛ الناس يتوقعون جديداً مفيداً، والاطمئنان سيد الموقف حتى نظراً لما يمكن اعتباره تشكيلة موفقة للقادمين الجدد أو القدامى الذين منحوا تفويضاً بالثقة يتطلب منهم مضاعفة الجهد.
لست ميالاً للعجلة في ابتدار النشاط، لكن بالضرورة أن تبدأ الوزارة الجديدة بداية نوعية في المركز أو الولايات وإن كان التركيز سيتم على الأولى للثقل الإعلامي لها والسياسي، ففي كل الحالين يريد المواطن أن يرى الوزراء والولاة بأعمالهم، ويجب ألا يحصر الأمر في مشاهد الاستقبال وكلمات المجاملة الراتبة التي هي افتتاح تقليدي، فلا المغادرون أو الآتون قادمون من المريخ إنما هم من وسط هذا الشعب الذكي والعليم بهم.
حكومات الولايات يجب أن تركز على مشروعات خدمية في مجالات الصحة والتعليم والزراعة، وهي المحاور، بجانب الأمن، المهمة. وهذا يتطلب وزارة نوعية خفيفة الإيقاع والنشاط بعيدة عن فتح الباب لتعيينات التكتلات والمحصاصات التي تصوب على نسب القبائل، وحبذا لو تم التركيز على فرص للشباب المستنير بمواصفات التميز، فهذا على الأقل يمنح الحكومة المركزية إعداد وزراء ودستوريين للمستقبل على قاعدة الاكتشاف والاختبار.
شواغل السياسة والهم الاقتصادي تبقى هي محددات التحركات في الخرطوم التي أمامها وبسرعة إظهار تحرك بمحصلة على صعيد قضايا السلام والوضع الاقتصادي، وكذلك الحوار الوطني، وهو ما يعني أن انتظار تحرك المهندس “إبراهيم محمود حامد” مساعد رئيس الجمهورية نائب الرئيس للشؤون الحزبية والسياسية مطلوب الآن، فأسئلة تلح الآن حول التغييرات في الأمانات وكل قطاعات الحزب الذي يعبر سياسياً عن كثير من القضايا والملفات، وصوت الوطني كحزب وليس حكومة يجب أن يبرز الآن ليسند خطوات الجهاز التنفيذي.