رأي

مسالة مستعجلة

(ربكة) التسليم والتسلّم!!

نجل الدين ادم

سرعة تنفيذ الدستوريين الجدد للتكليف الذي يتطلب قطعاً أن يتم تسليم وتسلّم، أحدث (ربكة) سواء في الوزارات أو الولايات، وكان الأكثر حظوة في هذا التشكيل أولئك الذين بقوا في مواقعهم.. فمثلاً، الوالي الذي تم تعيينه حاكماً في ولاية أخرى بعد إعفائه من الولاية الأولى يقع عليه عبء التسلّم السريع والتسليم الأسرع، لأن خليفته يكون في انتظاره.. وكذا الحال في الوزارات، وهذه أخف وطأة من الحالة التي كلفت “محمد طاهر أيلا” مثلاً أن يزور مدني بعد تعيينه والياً على ولاية الجزيرة سريعاً لدواعي التسلّم، وفي ذات الوقت يهرول إلى بورتسودان حيث ينتظره الوالي الجديد هناك.. وهكذا.. دخل الدستوريون الجدد بمجرد أداء القسم في حالة (جكة) و(شرة) ما بين الموقع الجديد والقديم، وفي كل ذلك يكون الموظفون (في تنشنة شديدة) لأنه لم يتم تسليم وتسلّم بصورة سلسة في ظل واقع جديد غير معلوم بالنسبة إليهم.. وفي السابق كانت عملية التسليم التسلّم تتم بصورة سلسة، لا يهم متى يصل الوالي الجديد أو الوزير، لكن المهم حسن الترتيب، بذا يكون الوزراء الولائيون والمعتمدون وكبار الموظفين مطمئنين في حال أن القادم والٍ.
حسناً فعل والي الخرطوم الجديد الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” الذي آثر أن لا يشتت جهوده ما بين الوزارة والولاية ليقوم بكل سهولة بعملية التسليم أولاً لخليفته في وزارة الدفاع على أن يتسلّم اليوم (الأربعاء) مهمته في هدوء من سلفه الدكتور “عبد الرحمن الخضر”.. ولأن التسليم خشم بيوت فإن الاستعجال فيه قد يخل ببدايات العمل.
مقدماً مبروك لمواطني ولاية الخرطوم بمقدم سيادة الفريق أول، فهو شخصية (ديناميكية) ومتحركة يقف على تفاصيل التفاصيل بنفسه، وقد كانت له بصمات واضحة في وزارتي الدفاع والداخلية، فهو يتمتع بقدرة على الابتكار والمتابعة، وهذه ميزات يمكن أن تؤهله لإدارة شأن أكثر الولايات تعقيداً بكل سهولة ويسر.. يتسلم سيادة الفريق اليوم مهمته وقد يجد أرضية صلبة للانطلاق لتنفيذ برامج التنمية سيما وأن سلفه قد قام بحزمة من المشروعات المهمة، فموقع الولاية باعتبارها العاصمة القومية يتطلب نظرة مختلفة وتخطيطا مختلفا وشخصية ذات قدرة على الإبداع حتى تضحى كمثيلاتها من عواصم الدول الأخرى.
يتسلم والي الخرطوم الجديد اليوم، ويجد كفاءات وقدرات تنفيذية من الذين يمكن أن يعينوه على الأقل في تنفيذ الخارطة التنموية العريضة التي بدأها الوالي السابق، فهناك وزراء مميزون وكذلك معتمدون أكفاء وموظفون بقدر عالٍ من الهمة، فهؤلاء أولى بهم أنت سعادة الفريق ليكونوا عوناً وسنداً لك.. أرجو أن لا تستبق الحقائق حتى تتعرف عليهم عن قرب، وكذلك نأمل أن لا تسرقك المشروعات التي تحتاجها الولاية من النواحي التنظيمية في الحزب لأنها الحلقة المهمة حتى لا تلحق الخرطوم بالولايات التي يصحو فيها أعضاء الحزب الحاكم على خلافات لا أول لها ولا آخر، فالخرطوم أخف قدراً.. وبالتوفيق.    

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية