تقارير

في جولة ميدانية لـ(المجهر) استمرار أزمة الجازولين في طلمبات العاصمة

الخرطوم –  محمد جمال قندول
دخلت أزمة الجازولين في أسبوعها الثاني دون أي معالجة تذكر من حكومة ولاية الخرطوم ووزارة النفط، الأمر الذي فاقم من أزمة المواصلات في الآونة الأخيرة وسط غضب المواطنين وسخطهم جراء وقوفهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس. (المجهر) أجرت جولة بعدد من محطات الوقود بجانب مواقف المواصلات وعكست ملامح الخلل .
خلو الطلمبات
بداية جولتنا كانت بطلمبة النحلة ببري حيث خلت المحطة من العربات بحجة أن حصة الوقود قادمة. دلفنا نحو مكاتب إدارتها واستقبلنا المسؤول عن المحطة وعلق على خلو الطلمبة من المركبات بقوله: بأنهم في انتظار حصة الوقود القادمة في الطريق.
وواصلنا جولتنا في منطقة بري وصادفتنا محطة أخرى خالية من العربات وعمالها يغطون في نوم عميق، تجولنا داخلها أملاً في أن يتحدث إلينا أحد فلم نجد من يتحدث إلينا وواصلنا جولتنا .
صفوف عربات
وفي مدخل من ناحية شارع القيادة حيث بدت واضحة أزمة الجازولين أمام إحدى طلمبات الوقود، صفوف طويلة من العربات، وتحدث أحد عمالها لــ(المجهر) وقال بأن أزمة الجازولين بدأت قبل أسبوع حينما تناقصت الكمية التي كانت تأتي من المستودعات. وأضاف بأنهم حتى الآن لم يخطروا ما هي الأسباب وراء نقص الكمية ومتى تعود إلى طبيعتها المعتادة، مشيراً إلى أن الأزمة فاقمت من مشكلة المواصلات. وبدوره وفي نفس المحطة تحدث إلينا “عمار اليسع” سائق عربة مواصلات (روزا) خط بري العربي والذي عبر لــ(المجهر) عن أسفه الشديد، ومؤكداً بأن هنالك أزمة جازولين غير معلنة وساهمت في تفاقم مشكلة المواصلات، لأنهم يأتون ولا يجدون الجاز إلا بعد صعوبة كبيرة وبنسبة محدودة، لا تكفيهم لاحتياجات اليوم من ترحيل وتوصيل .
إشكالية التعريفة
 وفي موقف جاكسون الحال يغني عن السؤال زحام وعدم وجود مواصلات والذي يصاحب هذه الأيام ارتفاع في درجات الحرارة، الموقف بداخله خالٍ من العربات، المواطنون يصطفون على امتداد مدخل كبري الحرية على أمل في إيجاد مقعد خالٍ وما بطال لو شماعة.
الكماسرة يخرجون رؤوسهم من شبابيك عربات نصف النقل الهايس والكريس ويسعرون كيف ما يشاءون، تذكرة للكلاكلة بـ(5) جنيهات رغم أن قيمتها الأصلية لا تتجاوز الـ(2) ونصف جنيه، والحاج يوسف بــ (5) جنيهات والثورات بـ(5) جنيهات. كل هذا يدور وسط دورية شرطة المرور التي تجاور الموقف .
هموم المواطنين
“سمية عبد الله” (موظفة) تحدثت بنبرة حادة وقالت لــ(المجهر): الناس دي ما بتخاف الله بسعرو بكيفم يعني أنا ماشة الكلاكلة شرق أركب بـ(5) جنيهات ومافي مسؤول بسأل الجماعة ديل حسبنا الله ونعم الوكيل.
بينما “الزين عبد الله” رجل كبير مسن لا يستطيع مجابهة الشباب ينتظر أملاً في مقعد خالٍ بلا مدافرة قرابة الساعتين. قال لـ(المجهر) (أنا واقف فجات (2) عربة وكل واحدة تسعيرتا براها والحمد لله على كل حال).
تركة  “الخضر”
يبدو بأن تركة “الخضر” ستكون ثقيلة على الوالي الجديد القادم من وزارة الدفاع الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” والذي يواجه عدداً من القضايا التي تحيط بالعاصمة، ولعل أبرزها أزمة المواصلات المصحوبة بأزمة الجازولين والتي باتت تؤرق الولاية منذ قرابة العامين بلا حلول جذرية. والسؤال يكمن في هل يستطيع الجنرال تغيير الحال وإيجاد كل السبل التي تكفل له النجاح، بالخروج من هذه الأزمة التي ستكون أولى ملفات مكتبه والإجابة ستكون في قادم المواعيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية