مجرد سؤال ؟؟؟
فلنبدأ من الآن توفير الرفاهية
رقية أبو شوك
أتاحت لي الظروف أن أزور البحر الأحمر وتحديداً مدينتها عروس البحر كما يحلو للبعض أن يسميها بور تسودان أكثر من مرة ..وعندما زرتها في منتصف التسعينيات لم تكن هي كما زرتها آخر مرة قبل عامين أو أكثر بقليل ..زيارتي الأخيرة جعلتني أندهش دهشة (ماعادية) وأتلفت يمنة ويسرة من الجمال الذي كسا بور تسودان من جميع الاتجاهات ..مدينة نظيفة تخلو تماماً من الأوساخ والنفايات وكسورات المياه ..شوارعها نظيفة وكأنها سفلتت يوم وصولنا ..بدأت بحثي لعلي أجد حتى (منديل من الورق حائم لم أجده).
وعندما زرت شاطئ البحر كأنه جنة الله في الأرض … ولأن واليها “محمد طاهر ايلا” كان كله ثقة بعمله وفخوراً به أتاح لنا فرصة لزيارة المدينة بعد أن انتهينا من مهمتنا العملية قبيل ذهابنا للمطار وقد كان.
وأنا أتجول آنذاك تذكرت الطرفة التي تحكى ـ والعهدة على الراوي ـ بأن أحد أبناء بورتسودان سافر للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج لم يندهش بجمال المدينة والإسفلت لأن مدينته أيضاً جميلة ولكنه قال بلكنة شرقاوية( ايه.. “ايلا” جاء هنا وللاشنو ؟؟)
ولايات السودان كلها بحاجة إلى ولاة بنفس همة “ايلا” وتخطيطه التنموي بعيداً عن السياسة ليخرجوا لنا ولاية تشبه تماماً البحر الأحمر …فمعظم ولاياتنا تفتقر العمل التنموي الكبير كالطرق والكباري بالإضافة إلى الخدمات الأخرى كالصحة والكهرباء..الآن عندما يمرض أحد المواطنين بأحد الولايات يتم نقله إلى الخرطوم لتلقي العلاج، وإذا كان في حالة متدهورة ربما يفارق الحياة قبل وصوله العاصمة الخرطوم ..فلماذا لا نطور خدماتنا بكل ولايات السودان حتى لا نضطر الذهاب للخرطوم.
فمعظم الولايات تعاني الفقر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ حتى أن الفقر بات ظاهراً على الوجوه ولأنه ظاهر على الوجوه فقد يختصر عليك السؤال لتعرف أسباب (الشحوب).
نريد من الولاية الجديدة الاهتمام بالمواطن وتوفير كل احتياجاته من صحة وتعليم وكهرباء ومياه بالإضافة إلى التنمية في كل المرافق حتى يخرج من الصورة القاتمة التي يعيشها والتي باتت ظاهرة على ملامحه..المواطن أرهقته المعيشة وأرهقه زيادة دخله بكل السبل حتى يستطيع أن يواكب الطفرة في الأسعار، وأما الذين لا يستطيعون زيادة دخلهم لأنهم لا حيلة لهم فهؤلاء ماتوا جوعاً ومرضاً وفقراً.
وكما أشرت في مساحة سابقة فإن هنالك بشريات كثيرة جداً من قبل القيادة العليا في الدولة ركزت على معاش الناس ورفاهيته وخدمته وتحسين معاشه، نتمنى أن يتم تحقيقها اليوم قبل الغد لأن توفيرها سيؤدي بلا شك إلى انشراح النفوس وعندما يستطيع رب الأسرة إسعاد من حوله من الذين تحت رعايته، فإن حتماً هذه السعادة ستنعكس في أدائه وهو يؤدي واجبه العملي بالمؤسسة التي ينتمي لها ..فالإحباط يولد أشياء كثيرة وانعكاسات حتى وإن قلنا يجب أن لا نحمل معنا إحباطاتنا ونحن نؤدي عملنا فإن ذلك لا يتحقق فطبيعة النفس البشرية لا تستطيع فصل أشيائها عن بعضها البعض.
نحن في انتظار الأجمل وفي انتظار مدن أحلى جمالاً وولايات بها كل شيء حتى لا نهجرها.