عز الكلام
أمسك لي وأقطع ليك!!
أم وضاح
وكما كل الأشياء التي يمني الإنسان السوداني نفسه بأنها ستكون مفتاح الفرج وبداية الأفراح انتظر الناس التشكيل الحكومي الجديد، بزعم أنه قد يفتح الأبواب المغلقة ويقرب مساحات الأمل التي ابتعدت وما عاد أكثرها في حكم الممكن. وبقدر ما أن الحكومة عادت بوجوه قديمة إلا أنها لم تخلُ من مفاجآت فيما يخص تعيين الولاة، إذ أن مجئ والي البحر الأحمر السابق “إيلا” يعد مفاجأة المفاجآت، إذ أنني أحسب أن القيادة السياسية جاءت بالرجل الذي طوع المستحيل ليصبح ممكناً إلى الجزيرة التي كانت أرض الأحلام الممكنة فتحولت إلى الأحلام المستحيلة. وأعظم ما فيها مشروع الجزيرة الذي كان سند البلد وضهرها يتعرض للهزات والضربات لذلك أحسب أن “إيلا” وكما أنجز في بورتسودان إنجازاً شهد له به أبناء الولاية وزوارها وضيوفها، سيحقق ذات الإنجاز في ولاية الجزيرة التي تحتاج للضبط والربط(والعين الحمراء). أما ولاية الخرطوم التي أوكل أمرها لعسكري في مقام رجل شغل منصب وزير الدفاع، فأنا شخصياً نظرت له من باب النظر لنصف الكوب المليان. والخرطوم الولاية التي امتدت وتمددت تحتاج بالفعل إلى قبضة إدارية لشخص جرب القبضة العسكرية وتحتاج إلى جسارة في تنفيذ الخطط دون تأجيل أو تأخير لشخص جرب الجسارة في الأحراش والأدغال، لأن كثيراً من المشاريع يذبحها المتعطلون والكسالى والمحبطون والمنتفعون من التأخير والتأجيل.
لكن دعوني أقول إن مظاهر الجدية لأداء الحكومة المقبل ينبغي أن يتمثل في الانضباط التام فلا احتفالات للولاة ولا استقبالات للوزراء الجدد، خاصة وأن مثل هذه الاحتفالات يجدها ماسحو الجوخ والمنافقون وأصحاب المصالح فرصة ليتقربوا من القادمين الجدد ضماناً لمصالحهم وخوفاً على أوراق لعبهم التي قد تنكشف. ودعوني أقول أيضاً إنه للأسف سيغير بعضهم جلده تماماً ومن خانة الولاء المطلق لمسؤول سابق يتغيروا إلى خانة التبرؤ الكامل منه. وأمس حدثني أحدهم كيف أن مدير المؤسسة الكبيرة الذي كان أكبر ماسح جوخ للوالي السابق كان أول تعليق له بعد ذهابه خير والله أصلو ما كان يقدم دعماً لمؤسستنا لعل القادم أفضل “أفضل يا راجل”. أمال لماذا كنت تتغنى باسمه بكرة وعشية إن لم يكن يدعم المؤسسة التي تديرها، أم أنه كان نفاقاً وزيفاً وخداعاً حتى لا يعفيك من المنصب بجرة قلم!! في العموم ما ننتظره من الحكومة الجديدة آمال بحجم الجبال وتطلعات بعرض البحار، لكن هناك بعض الأعمال والإنجازات الصغيرة ينتظر الموظف أن يتحسسها ويتلمسها فوراً دون انتظار لخطط أو ميزانيات أو استراتيجيات. فلو أن أزمة المواصلات حُلت بقرارات سريعة ونافذة لتحسس وشعر مواطن الخرطوم أن ثمة جديد قادم، ولو أن الحفر في الشوارع رُدمت لشعر المواطن بأن جديداً قادم، ولو أن النظافة طالت الأسواق والأحياء لشعر المواطن أن جديداً قادم ولو أن قرارات نافذة لحسم فوضى الأسعار صدرت لشعر المواطن أن جديداً قادم، لكن أن نبدأ من جديد في (وهم) الخطط والاستراتيجيات التي تدخل أصحابها في دائرة التوهان ستجعل الليلة أشبه بالبارحة، والناس منتظرة والياً ووزيراً من شاكلة أمسك لي وأقطع ليك.
*كلمة عزيزة
أكثر الوزراء الذين أدوا في الفترة الماضية أداءً إيجابياً وعملوا في صمت تام هم الوزير “معتز موسى” وزير الكهرباء والوزير “الكاروري” وزير المعادن، وكلاهما ظل يعمل في صمت تام دون ضوضاء ودون جلبة. وبعض الوزراء للأسف يجيدون صناعة الزفة والنفخة الكذابة، ويشكلون تواجداً في الإعلام لدرجة أن أحدهم لو رفع قشة من الواطة يبعثها مكتبه الإعلامي مسجلة إلى نشرة العاشرة. في العموم “معتز” و”الكاروري” كلاهما في مواقع وزارية إستراتيجية نتوقع أن يدفعا بعجلة الاقتصاد ويكملا العمل الجبار الذي بدآه!!
*كلمة أعز
سألني أمس(الأحد) قراء كُثر عن اسم المستشفى الأم درماني الذي طلب الملايين لإدخال مريض إلى العناية المكثفة، فقلت لهم وحياة (آسيا) خالتي حا أأقوله ليكم.