الوزارة
أدار المؤتمر الوطني ملف التشكيل الوزاري الجديد بحرص دقيق وأحاطه بسياج من التكتم وضرب حوله طوقاً من الأقطار المتينة، فما عاد نافذ أو غير نافذ في الحزب أو الحكومة أو من يسمون أنفسهم العالمين بكواليس اللجان يعلم شيئاً. ونجح البروف “إبراهيم غندور” ولجنته المكلفة في الوصول إلى مشارف لحظة الإعلان، والجميع قد يعلمون بالقائمة من خلال مراسم التعيين. وهذا الوضع أفرز حالة من الترقب الحار عند من يتوقعون كسب فضل التكليف من الحزب الحاكم وحلفائه، فيما ضرب الركود مصادر الصحافة فيما لزم الشارع العام اللا مبالاة !
المواطنون لا يبدون مشغولين كثيراً بمن سيصعد ومن سيغادر أو تجدد له ولاية الاستيزار وهي حالة تشير إلى التعيين وتشكيل الحكومة الجديدة لم يعد حدثاً يستحق المتابعة، وهي رسالة لعموم فهم الوزارة لاستدراك أن هذه الوظيفة بحاجة لإعادة إنعاش حتى تنال سابق وزنها بين الناس والذين هم محقون، فبعض الوزراء كلفوا وها هم يغادرون دون أن يعرفهم أحد وبعضهم ربما رآه الناس في الصورة الجماعية التي نشرت مؤخراً لطاقم الوزارة المنتهية ولايته.
الصورة بالإجمال تؤكد أن حالة الترقب الآن تنحصر بين من يتوقعون الصعود وفي صفوف القوى الحزبية، وهذا يفسر حالة الفتور العام حتى في حراك المشهد السياسي العام، إذ قلت الفعاليات والتصريحات وامتد الأمر حتى للقوى المعارضة للحكومة وحاملي السلاح، فالجميع فيما يبدو في انتظار القائمة والتي كلما تأخرت امتدت عذابات الانتظار.
عموما توقعي أن الحكومة المقبلة ستكون بعيداً عن أسماء الجرح والتعديل، ستكون حكومة ملمحها أنها حكومة الرئيس “البشير”، وأتوقع أن تكون تقديراته هو وفي سياق المؤسسات الحزبية للمؤتمر الوطني بالطبع، ستكون تقديرات “البشير” لحكومة تفويضه الانتخابي هي الملمح والأساس.