مسالة مستعجلة
تجاوزات على قارعة الطريق !!
نجل الدين ادم
لا يمر يوم إلا ونصادف تجاوزاً مخلاً على شوارع العاصمة الخرطوم، وعلى سبيل المثال نلاحظ مرور العربات المحملة بالخلاطات المعبأة بالخرصانة وهي تسير على الطريق العام، فما أن تقوم بإفراغ ما بها تجد ما تبقى يتساقط على الشارع العام لتأتي العربات من خلفها وتتأذى، إما بكسر الزجاج أو إصابة راكب أو غيره!!، وتحدث في المقابل تشوهاً ملحوظاً على طريق الإسفلت وأنت تعبر خلف هذه العربة.
لم تقف تجاوزات هذه العربة المضرة عند أذية المارة على الطريق، بل تمتد أذيتها في أحيان كثيرة إلى الحارات والأحياء الشعبية، بصب ما تبقى من خرصانة بعد الكفاية منها في أقرب (خور)!، لتسد بذلك مصارف الخريف وتحل الكوارث على الأهالي، وتدفع المحليات رسوم المعالجة من دم المواطن البسيط!.
الغريب في شأن هذه العربة المضرة بأنها لا تتطالها المساءلة ولا المحاسبة من أية جهة، لا شرطة مرور ولا محلية ولا ولاية، أمر عجيب (فيتو لأذية الناس)!!.
والتجاوزات على قارعة الطريق لا تتوقف عند هذا الحد بل المؤسف أن عربة أخرى من طراز أذية الناس، تحمل الصرف الصحي وتجول به وعندما يشعر صاحبها بأنه خارج نطاق الرقابة يقوم بتفريغ الحمولة في المصارف الرئيسية، وخير دليل على ذلك المصارف الواقعة على طول طريق الإنقاذ ببحري. وقد شاهدت ذلك بأم عيني، أرجو أن تتنبه المحليات لذلك، وأتوقع أن يكون هذا التجاوز المضر معروفاً بين سائقي هذه العربات.
ومن المصادفات وأنا أهم بكتابة هذا المقال، طالعت قراراً جريئاً من والي الخرطوم دكتور”عبد الرحمن الخضر”، بشأن محاسبة أي وحدة إدارية لا تلتزم بنقل أنقاض المصارف التي يتم تطهيرها، فجاء توجيه الوالي لكل معتمدي محليات الولاية بمحاسبة أي مدير وحدة إدارية لم يقم بنقل هذه الأنقاض التي تمت نظافتها في نفس اليوم الذي جرت فيه النظافة. حسناً فعل السيد الوالي بشأن هذه المعضلة والتي تكون المحليات هي صاحبة المسؤولية فيها هذه المرة لا أصحاب العربات (المضرة)، لأن في ترك هذه المخلفات في مكانها لهو عقبة أخرى تعمل على سد المجاري التي صرفت عليها أموال طائلة.
السيد الوالي نأمل أن نسمع بقرارات لاحقة بشأن فوضى عربات الخرصانة وناقلات الصرف الصحي التي تتضرع على شوارع العاصمة دونما رقيب، وإلا فإن المحليات ستكون هي المسؤولة عن أي خسائر يتعرض لها مستخدمو الطريق العام من جراء أذية هاتين العربتين. وعلى كل متضرر البحث عن جبر ضرره بالقانون حتى يكون ذلك عبرة لأي صاحب تجاوز، وبالله التوفيق.