رأي

بكل الوضوح

“الذري” مطرب كل الأجيال!! 

عامر باشاب
 
{ تمر هذه الأيام ذكرى الفنان “الذري” الذي طالما أسعدنا وأشجى أرواحنا وهذب أذاننا وأهدانا تحفاً غنائية رائعة.
{ كان “إبراهيم عوض” مطرباً من طراز فريد استطاع بموهبته وبراعته في الأداء التطريبي أن يترك بصمة قوية في خارطة الأغنية السودانية، تميز عن بقية المطربين في عصره، فقدم لنا الأغاني التي تلتصق بالوجدان وتعانق الأرواح.
{ وربما يتساءل البعض خاصة من الأجيال الجديدة لماذا ظل “إبراهيم عوض” حتى الآن موجوداً بيننا بكل توهجه؟ وكيف استطاعت أعماله الغنائية أن تقهر الموت وتصارع الأيام والسنين لتبقى حية لتهبنا السعادة والسرور؟؟ الإجابة ببساطة شديدة لأنه أي “الذري” وهب نفسه فقط لفنه.
{ نعم.. كلمات أغنيات “الذري” ظلت باقية حتى الآن، لأن داخل كل مفردة شحنات عالية من الأحاسيس الصادقة والمعبرة.. والتنوع المدهش في اختياره للكلمات كان سبباً في خلودها وبقائها.
{ كلمات أغاني “الذري” ظلت باقية حتى الآن وستعيش إلى الأبد، لأن الشعراء الذين كتبوا له وجدوا في صوته إحساساً ينبض بالحياة، أدهشهم ببراعته في إعطاء الكلمة حقها في الأداء الطربي، وبالتقاء الكلمة المعبرة مع الصوت الطروب ولدت أغنياته كبيرة لابسة ثوب الخلود.
{ ومن أسباب خلود أغنيات “الذري” اللحن البسيط الذي يستوعبه ويستمتع به الجميع.
{ المتتبع  لـ”الذري” يجده تطرق إلى كل ألوان وأشكال الأغاني من خلال كلمات اختيرت بوعي فني.
{ كل هذا يجعلنا نتساءل في كل عام، بل في كل يوم: لماذا كلما تباعدت المسافة بيننا وبين هذا الفنان وكلما ازدادت سنوات غيابه أزداد حضوره؟ فأغنياته ظلت تتسيد أمسيات الزمن الماضي وصارت أغاني الموسم في هذا الزمان.
{ موسيقى أغاني “الذري” مفعمة بالحيوية والنشاط وتعبر عن شخصيته المبدعة.. وهذا يدل على موهبته الفطرية التي أنجبت لنا كل هذا الكم الهائل من الأعمال الإبداعية المميزة التي ما زالت تبهرنا به كمطرب رائد لكل العصور.. الآن كل الأجيال تستمتع طرباً بـ(عزيز دنياي) و(يا سلوى) و(يا زمن) و(الدنيا منى وأحلام) وغيرها من الدرر.
{ تميز صوته بالانشراح والتفاؤل، فهو صوت يؤنس الوجدان كلما أطل علينا ليثير في دواخلنا أحاسيس الحب والأمل.
} وضوح أخير
{ رغم مرور تسع سنوات على فراق الفنان “إبراهيم عوض” إلا أنه يظل علامة من علامات الموسيقى والغناء، وواحداً من أهم الأصوات التي صنعت مكانة للأغنية السودانية خاصة الأغنية الخفيفة التي لم نر في جمالها منذ رحيله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية