نوافذ

يكفي ميلادي بين يديك

أنا آسفة جداً..
أتوسد الأسف ملاءة وأتغطى به حين كل برد، يلسعني اللوم تارة جهراً وتارة في الخفاء.. لأني أخطأت كثيراً في حقك!
أنا لم أخطئ في حقك بعد أن التقينا لأني لم أصدق أني التقيتك على أرض الواقع، ولكني أتأسف لأني ولدت دون أن تكون حاضراً!!
مالي لو قيدت تاريخ ولادتي بوقت ظهورك؟
مالي لو وضعت يدي في أفواه تلكم النساء اللائي يزغردن بأعلى صوت، لأن فرحة قدومي لم تكن مكتملة دون أن توقع على دفتر حضور ميلادي!!
وكأني أخرج بك من جسد أمي ولكن بلا علاقة دم، أصرخ فيجيء طيفك ليمنعني عن الصراخ، معلناً بذلك أنك موجود!
يا الله..
أنا ولدت وطيف منك يختبئ خلف جدار واقعي ينظر إليّ بين أطراف السنين، حبوت وأنا أترقبك، وتعلمت النطق عبر أحرف اسمك، حينما ارتاحت خطواتي على صدر الأرض كنت ألاحقك حينها ببراءة الأطفال الذين يطاردون ظلهم، ولكنك كنت تمارس الرحيل منذ حينها!!
لماذا؟ لا أدري!!
استعجلت السنين واستحلفتها بالله أن تمر مسرعة كي نمارس العشق على أزقة الروح، وأنا لم أكن أحمل نية في باطن الغيب غيرك، ولكن ها هي الأقدار تفتح صدرها للمارين، وتتعرى أمام فرحتي فتغزلها الأحزان لتنجب لي قدراً غير الذي كنت أشتهي.. ولكن ماذا في هذا ما دمت أنت هنا، أنت الذي خرجت من صميم أحلامي إلى اتضاح واقعي وملأت أفق الرؤيا بما لا يحتمل.
أنت الذي أعلنت وجودك رغم أنف غياب الوعي في إدراكي وأقسمت أن تبقى وإن رحل البقاء!
فلماذا أدثر ماضيّ بخوف الغد؟ ولماذا أرقص بدمعي على مقبرة أعواماً نذرتها للحزن؟ ولماذا لا أقدمها قرباناً لفرح لا ينتهي؟!
يا فرحاً أيقنت أنه باقٍ، يكفيني ميلادي بين يديك!!
وكفاية إني بقيت معاك أنا روح وإنت تكون جسد، أمرق أفوتك تاني كيف، مين يبقى عاد بيناتنا سد، أنا وإنت حاضرين في غياب الدنيا والناس والحسد نمرمط الشقا والعذاب في جيدو ألف حبل مسد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية