النشوف آخرتــــا
سهرة (الخميس)
سعد الدين ابراهيم
نكتب مما نقرأ:-
قرأت فيما يقرأ السوداني لكاتب دق صدره وقرر تقريراً خطيراً مؤداه أن التاريخ يعيد نفسه وأن مقولة كون التاريخ لا يعيد نفسه خاطئة، بالمناسبة العبارة لها بقية تكمل الجملة وهي:- التاريخ لا يعيد نفسه إلا على الأغبياء.. عموماً لا نريد أن ننشغل بتأكيد أو نفي إعادة التاريخ لنفسه.. لأن القضية فضفاضة فعلى قوم حياتهم رتيبة.. مملة.. لا جديد فيها سوى أخبار الزواج والموت في بيئة رتيبة كسولة خاملة، يعيد التاريخ نفسه لأن الناس يعيدون تفاصيل حياتهم اليومية الثابتة. التاريخ يعيد نفسه.. على مجتمع تقليدي ما زال الكبير فيها يرث القيادة.. والحراك في سلم الفعل المأمول مغلق (بضبة ومفتاح الوراثة).. حتى العلم بالوراثة.. ربما يصدق على هذا المجتمع أن ليس التاريخ وحده الذي يعيد نفسه بل الأيام والساعات والثواني.
الجديد شديد:-
الأجيال تتعاقب ولا يعني ظهور نجم جديد في أي مجال إقصاء نجم سابق له.. لذلك عجبت من نقد يعقد مقارنة بين المذيعة الكبيرة (إيمان بركية) والمذيعة الجديدة (تمني) وأن تمني سحبت البساط من تحت إقدام زميلتها الكبرى.. وهذا لا يستقيم مع تجارب العمل الإعلامي، فإيمان مذيعة مقتدرة لها نجاحات مقدرة وتمني صاعدة بقوة واستطاعت أن تثبت وجودها والاثنتان لا يمكن الاستغناء عن إحداهما بسبب الأخرى .. كذلك قرأت لمن طالب بإبعاد “شهد المهندس” و”إسراء سليمان” من برنامج مساء جديد والإبقاء على “محمد عثمان” فقط.. وهذا لا يستقيم مع الواقع، فشهد وإسراء تتطوران في كل يوم وتكتسبان قدرات ومهارات وتحبان عملهما.
3000 أغنية:-
جاء في نشرة الأخبار الفنية في مساء جديد أن الشاعر أيمن حمزة احتفل بالأغنية رغم 3000 .. وهذا رقم مهول وإذا قلنا إن أمجد ظهر كشاعر محترف قبل عشر سنوات فيكون قد أنتج (300) قصيدة في العام.. أي بمعدل أغنية في اليوم باستبعاد الجمع والعطلات
دراما أوانطه:-
شاهدت بسبب مصاقرة التلفزيون بالضرورة.. ترويج بعض البرامج الدرامية والمسلسلات والسلاسل التي ستعرض في رمضان الكريم المقبل، للأسف الشديد لا تبشر بخير.. لا أريد أن استبق وانتقد دون أن أشاهد كل هذا المنقود أو المنتقد لكن الجواب يكفيك عنوانو وعنوان الدراما الذي رأيته لا ينبئ بتطور في الدراما التلفزيونية السودانية بل بتراجع شديد. المسلسل عدد من الاسكتشات مرتبطة دون إحكام والاسكتشات ذاتها عبارة عن نكات ترهلت النكتة فأصبحت اسكتشاً .. والأداء لتلك الاسكتشات يعتمد على الحركة (المتعابطة) (والمتعاورة) والساذجة.. أقول هذا وأنا يعتصرني الألم لأن هذا الواقع حتى لو ساهمت فيه مع المساهمين لن يخرج مما وصفت.. لأن المشكلة ليست في التأليف.. ولا في التمثيل.. وفي الإخراج إلى حد ما.. لكنها في الخيال الضامر المحدود الإمكانيات أو كما يقول أحبابنا (المنكتاتية) إنها من أصحاب الخيال الواسع.
أغنية:-
عيني رفتني ..داير أشوفك يمكن
يلا سرعة تعال..سيب عيونك يحكن