المشهد السياسى
“عز الدين السيد” وطني غيور
موسى يعقوب
معلم دخل السياسة والعمل العام منذ وقت مبكر.. وكان في الحزب الوطني الاتحادي من الشباب المقربين للزعيم “إسماعيل الأزهري” شأن زميله الراحل “مأمون سنادة”، فعهد إليه بوزارة الصناعة كأول وزير لها ومؤسس في ستينيات القرن الماضي.
“عز الدين السيد محمد” الذي رحل، رحمه الله، مساء الجمعة الرابع من شعبان 1436هـ – 22 مايو 2015م، ووري جثمانه الثرى بـ(مقابر فاروق) ليس بعيداً عن داره في الخرطوم (2) وبرعاية إدريسية، له نشاطه الوطني والتشريعي والاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي امتد إلى خارج السودان.. وفي كل الأنظمة السياسية والأوقات حيث لم يعرف الراحل عز الدين – رحمه الله – العزلة والخصومة السياسية التي عرف بها البعض، ذلك ما ذكره الذاكرون وخلدوه في نعيهم وفقدهم له عبر الصحف وفي صيوان العزاء الكبير الذي أقيم له في ميدان بالقرب من داره ومن المسجد الذي له به صلة ومودة وفيه – أي في المسجد – أُنهى العزاء والمأتم بعد كلمات جاءت من عدة شخصيات ورموز عرفت الراحل الذي كان له عطاؤه – رحمه الله – وكان قد ختمه بجامعة دنقلا.. التي كان رئيس مجلسها وأول داعميها.. فالرجل “عز الدين السيد” من مواليد ومواطني “جزيرة بدين” التي ظلت تدعمه وترفده بالوصول دوماً إلى المجالس التشريعية – (البرلمان) منذ أول جولة انتخابية له بعد ثورة أكتوبر 1964.
عطاء الراحل “عز الدين السيد” عليه الرحمة كبير ومتعدد الأوجه والتخصصات، فقد عرفناه وعرفنا فضله في (منظمة الشباب الوطني) التي أسسها الأستاذ “علي عبد الله يعقوب” – حفظه الله – في منتصف الستينيات وكان “عز الدين” أحد أشهر أعضاء مجلس أمناء تلك المنظمة وداعميها.. علماً بأنها كانت الأقرب بل المنسوبة للتيار الإسلامي وهو عضو الحزب الاتحادي ووزيره المرموق.
وغير ذلك عرفت الأخ المرحوم – عز الدين السيد – في مجلس الشعب الرابع الذي كنت عضواً به إبان عهد المشير “نميري” بعد المصالحة في 1977م وكان هو رئيساً للهيئة البرلمانية قبل أن يصبح رئيساً لمجلس الشعب الخامس 1982.. وبعد ذلك صار رئيساً لاتحاد البرلمانات الدولي. وذلك كله إضافة تشريعية للراحل كان قد بدأها بعد ثورة أكتوبر 1964.. كما سبق أن أشرنا.. وإضافة لوطنه السودان.
وعرفت الراحل كذلك في (مجلس الصداقة الشعبية العالمية) الذي كان رئيساً له في تسعينيات القرن الماضي، إذ في عهده التحقت بالأمانة العامة (مستشاراً سياسياً) للأمين العام – يومئذٍ الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” الأقرب للراحل “عز الدين” في كل الأوقات وإلى أن فارق الحياة، عليه الرحمة.
وأنا أذكر ذلك في غياب الراحل العزيز وقد غصت الصحف الأسبوع الماضي بذكر أفضاله وأعمال السيد “عز الدين السيد”، أقول إن الرجل وبشهادة اتحاد أصحاب العمل السوداني كان المبادر بإنشاء وتأسيس الاتحاد المذكور بل وكان خلف منحه المساحة الكبيرة التي يحتلها الآن وعرفت باسمه، وكان دوره في القطاع الخاص المحلي قد أهله لأدوار أخرى خارجية عربية وأفريقية ودولية شأن تجربته التشريعية والسياسية.
“عز الدين السيد محمد” رحل في سن الثمانين من العمر وترك خلفه الكثير الذي يحفز للسير على دربه الذي عرف الانجاز والعطاء وتقديم ما هو مطلوب بعيداً عن الخصومات السياسية والخلافات والاختلافات.. فالعطاء والوفاء عنده أولى من غيرهما.
ألا رحم الله أخانا المواطن الوفي “عز الدين السيد” وعزى وطنه وأسرته ومن عرفوه ورافقوه في فقده.. وأدخله الجنة مع الصديقين.. آمين.