مسالة مستعجلة
(ربكة) الزي المدرسي الجديد !!
نجل الدين ادم
أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي بولاية الخرطوم، إلا أن وزارة التربية تريد أن تضعنا في خانة بكرة العيد، يعني لا مجال لتنفيذ كل ما تريد إلا في الساعات المتبقية لحلول العيد. أشرت إلى هذه الحالة لأن وزارة التربية لم تفصل بعد في أمر الزي المدرسي الجديد الذي أعلنت عنه قبل فترة ليس بالقصيرة والكل يعرفه.
حتى يوم أمس (الاثنين) فإن كل الأسر (مدوشة) مع أمر هذا الزي الجديد .. هل يذهبون إلى الأسواق لشرائه أم ينتظرون إلى حين إشعار آخر؟ .. وفي الأخيرة يعني أن يحل يوم (7) يونيو ويكون معظم الطلاب والتلاميذ بلا ملابس مدرسية العندو قديم يلبس والما عندو يجتهد.
مبعث الربكة هو أن الوزارة لم تقم بعملية تنسيق مع الجهات ذات الصلة بدءاً من وزارة الصناعة مروراً بالأسواق وانتهاءً بالمدارس التي يقع على عاتقها تبصير الأسر بما ينبغي أن يكون بشأن الزي المدرسي قديم كان أم جديد.
التجار في كل الأسواق في حيرة من أمرهم لأنه لم تتنزل إليهم بعد أي توجيهات بشأن الزي المطلوب ولذلك لم يسارعوا في تفصيل زي قديم أو جديد يعني السوق مجفف ومكشوف حتى إشعار آخر !!.
أما وزارة الصناعة ورغم مسؤوليتها فهي الأخرى في نوم عميق ربما لا تكون هي السبب بل السبب وزارة التربية، وبما أنها المسؤولة عن أمر التنسيق في تغيير الزي، طبيعي أن تكون حسمت هذا الأمر قبل فترة كافية مع الجهات ذات الصلة، مثل الغرف الصناعية ومصانع النسيج لكنها لم تحسم بعد هذا الأمر. وحسب ما طالعت أمس في وكالة السودان للأنباء فإن الوزير “السميح الصديق” اجتمع أمس (دوبك) مع مصانع الغزل والنسيج ومصانع الملابس الجاهزة والتريكو وبنكي التنمية الصناعية والأسرة، بشأن ترتيبات تغيير الزي المدرسي لمرحلتي الأساس والثانوي. تخيلو تبقت (11) يوماً و(دوبك) تجرجر الوزارة رجليها، يعني المشاغل تخيط بنظام (دفن الليل أب كراع)، يبدو أن هناك مشكلة عدم تنسيق وبالتأكيد أن الوزارتين لن تتأثرا بل المتأثر الأكبر هي الأسر. وقد علمت أن البعض منها توكل على الله واشترى الزي القديم وتوجه صوب الترزي لإنجاز الملابس في الوقت المناسب بعد فشلها في الحصول على إفادة.
اجتماع وزارة الصناعة أمن على ضرورة أن يكون هناك إحلال تدريجي لتغيير الزي المدرسي على أن يبدأ هذا العام بالصف الأول أساس بنين وبنات والصف الأول ثانوي بنين وبنات بالمدارس الحكومية، يعني لا يسمح بالزي القديم لهاتين المرحلتين، معقولة بس تقول لينا الكلام دا يوم الوقفة، وما مصير أولئك الذين أثاروا على كسب الزمن ووقعوا في فخ شراء اللبس القديم.
هذه الربكة لا تعرفها إلا الأسر المكتوية بنيران الشراء، عليه وحتى لا يقع ضرر كبير عليها فإنه من الأوفق وطالما أن الوزارة أخفقت في أمر التنسيق أن لا تتشدد هذا العام في تنفيذ الزي للطلاب الجدد في مرحلتي الأساس والثانوي، وأن يكون العام المقبل هو الفصيل في ذلك حتى لا نحمل الأسر أكثر مما تحتمل ودمتم .