هل هنالك اتصال مباشر بين "الحسن الميرغني" ووالده في (لندن)؟
بقلم – عادل عبده
العنصر الأساسي في تلاحم القرارات السياسية وقيام التفاهمات المطلوبة داخل المنظومة الحزبية الواحدة لا يتم إلا بحدوث التنسيق والتشاور المباشر بين الزعيم ونائبه المكلف.. فهل تلك المعطيات الواقعية موجودة على منضدة الاتحادي الأصل؟.. أكثر من دلالة تؤكد عدم وجود اتصالات مباشرة بين “الحسن الميرغني” رئيس قطاع التنظيم بـ(الاتحادي الأصل) ووالده زعيم الحزب مولانا “محمد عثمان الميرغني” الموجود في العاصمة البريطانية منذ سبتمبر من العام المنصرم 2014م.
ظل “الحسن” يذهب إلى القاهرة وأسمرا وأمريكا وأحياناً السعودية في زيارات خاطفة، لكنه لم يذهب إلى “المملكة المتحدة” منذ فترة طويلة كأنه يتحاشى الاجتماع بمولانا رغم وجود المبررات المنطقية والدواعي الحقيقية التي تكفل قيام اللقاءات والاتصالات الضرورية بين السيد “محمد عثمان” ونجله “الحسن”.
كتلة هائلة من الغموض والإبهام ما زالت تمثل قناعاً يحجب الحقائق عن ماهية التواصل المباشر بين الاثنين.. هل مولانا غاضب من “الحسن”؟ أم إن “الحسن” يريد التعامل مع والده عبر وسيط من البيت حتى يكتمل السيناريو الذي يريد تطبيقه على أرض الواقع.
شقة مولانا في عاصمة الضباب هادئة، الحراسة محدودة والحركة طبيعية والاتصالات مع الخرطوم ليست كثيفة، والرجال حول السيد “محمد عثمان” هم أبناؤه “جعفر الصادق”، “أحمد” و”محمد” والأشقاء الثلاثة يقومون بالمتابعة الدقيقة والترتيبات اللازمة في جو من الحذر والعناية، بينما يجد الآخرون من خارج البيت الميرغني أنفسهم في وضع جديد لا يؤثر على متانة العلاقة القديمة بين هؤلاء والوالد الزعيم.
“الحسن” يتصل عبر شقيقه “محمد” وهو متعاطف معه إلى حد كبير في معظم الخطوات التي جرت حتى الآن، وفي كل مرة يتحدث الحسن إلى شقيقه “محمد” بحنجرة قوية وشغف أصيل لتوصيل رسالته إلى الوالد، فالواضح أنها كانت جملة من القرارات التي تصم الآذان في الحزب على صعيد التعامل مع المؤتمر الوطني.. كانت جملة من الأشياء التي قوبلت بالانفعالات الصارخة والدهشة الغارقة.
لا أحد يعلم كيف قدمت له ملامح ومبررات قرارات الفصل الشهيرة.. بأي صورة وبأي منطق؟ فاللوحة مغلقة تماماً بل لا أحد يعلم كيف قدم تصور المشاركة لمولانا، فالصندوق أيضاً مغلق تماماً.
في منهج مولانا “محمد عثمان الميرغني” ونجله “الحسن” هنالك اختلاف مدرستين، فالشاهد أن مولانا لا يميل إلى الفصل مهما كانت التقاطعات مع العضو الحزبي وأمامنا تجربة “علي محمود حسنين” و”التوم هجو”، بينما “الحسن” يفصل بالجملة خروجاً عن اللوائح واللياقة، وأيضاً مولانا لا يتخذ القرار بمفرده بل عن طريق التداول والحوار بعد التهيئة اللازمة، بينما “الحسن” يقود عربته بنفسه ويجتمع مع “البشير” ويأتي بالاتفاق من وراء الظهر، وكذلك لا يستخدم مولانا اللغة الجارحة مع المخالفين في الرأي، بينما “الحسن” يرسل إليهم ألسنة من لهيب مثل (الدواعش) و(الذباب).. وبعد هذا قليل من كثير.
الآن تتحدث المجالس عن عودة مولانا إلى الداخل خلال الفترة المقبلة، ولا أحد يعرف كيف يقابل تلك الأوضاع المزرية في حزبه؟ وكيف يتعامل معه الذين تضرروا من قرارات “الحسن” ورفضوا الاعتراف بتلك الإجراءات والخروج من أسوار الحزب؟
المشاركة الآن في الطريق، وهنالك نقص واضح في القيادات ذات الوزن الثقيل في (الاتحادي الأصل)، هل تعاد نفس الوجوه القديمة في قطار المشاركة القادم سيما وأن برنامج الحزب مازال في جيب “الحسن” لم يخرج إلى الهواء الطلق.