رأي

النشوف آخرتــــا

 بديل العنف

سعد الدين ابراهيم

ما البديل للعنف الطلابي؟.. لماذا يتفاقم وفي كل مرة نتناسى ولكننا لا نتخذ خطوة في سبيل تحويل طاقات الطلاب من العنف إلى العمل الخلاق.. إلى ماذا يحتاج الطالب حتى لا يكون العنف هو الاقتراح الوحيد؟ أعتقد نحن في حاجة إلى تعزيز روح المشاركة والحوار واحترام الآخر والوسيلة الناجحة لذلك هي تفعيل البيئة الجامعية.. نحن مثلاً في حاجة ماسة إلى ما يمكن أن يسمى (المسرح الجامعي) يفجر مواهب الطلاب في العمل المسرحي تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً وجمهوراً واعياً وناقداً هنا تتفجر طاقات جديدة.. انظر مثلاً الفرق والمجموعات الغنائية في جامعة الأحفاد أو كلية الموسيقى بجامعة السودان، إنها إشراقة ولو وجدت اهتماماً أكبر لأصبحت مفرخة لنجوم غناء جدد.. يملكون مواصفات جديدة (الوعي واستلهام القيم وتنقية التراث وتقديمه في سمت جديد بعد غربلته).
انظر مثلاً برنامج مشروعي الذي يحفز الشباب لابتكار أعمال ومجالات عمل جديدة صناعة وإنتاجاً وتثويراً للمشاريع القائمة، ماذا لو تبنت كل جامعة برعايات مقدرة من الشركات والمؤسسات مثل هذا المشروع، لتحفيز الطلاب وخلق اهتمامات جديدة لهم تجعلهم يتجهون صوب الإبداع والابتكار والاختراع.
الآن انحصرت الفعاليات في ندوات شعرية أنتجت ألاف الشعراء وربما اتخذوا من الشعر ذاته وسيلة لإزكاء روح العنف وإذا تكونت أندية طلابية إنتاجية كان تقيم مشاريع لتربية الدواجن أو الأبقار.. أو مشاريع لإنتاج الأجبان أو العسل بتربية المناحل أو صيد الأسماك.. صحيح هنالك كليات متخصصة في مثل هذه المشاريع لكن المقصود مشاريع إنتاجية يجد فيها طلاب كل جامعة ما يصادف هواياتهم  ويمكن الاستعانة بالكليات المتخصصة لتقدم المشورة ودراسة الجدوى.. بحيث يجد الطالب أمامه عشرات الفرص ليمثل أو يخرج أو يؤلف.
كرة القدم.. معروف أن الجامعات في كثير من الأمم الراقية تغذي فرق كرة القدم بمواهب متفردة فيها.. فيمكن أيضاً تنشيط هذا المجال بالاهتمام به وإيلائه رعاية أكبر، بجانب أن تغزو الرياضات النائمة عندنا عبر أنشطة الجامعات مثل التنس وكرة الطاولة السباحة ورفع الأثقال.. القفز والعدو وغيرها من الرياضات التي تهملها الأندية وهي ذات عائد كبير. فلاعب دولي واحد في (التنس) يمكن أن يرفع علم الوطن ويلفت النظر إليه بمهاراته في هذه اللعبة وقس على ذلك.
إعادة هذه الأدوار الفنية والرياضية والأدبية والحرفية للجامعات ستنداح على المدارس الثانوية ومدارس الأساس فتحذو حذوها، وبالتالي تصبح المدارس والجامعات مؤسسات مجتمعية حقيقية ويصبح الطلاب شخصيات فاعلة ومنتجة ومؤثرة.
إضاءة:-
درست المرحلة الوسطى في أم درمان الأميرية. وكانت المدرسة الوحيدة التي لا يتضارب أو يتطالع الطلاب الخلا فيها ويشتجرون بعد الدراسة مثلما يحدث في بعض المدارس.. وكان السبب أن الطلاب فيها دائماً في مشغولية فبجانب الدراسة هنالك نشاطات متاحة في الفن التشكيلي والباسكيت بول “كرة السلة” والكرة الطائرة وبعض ألعاب القوى فهنالك أدواتها.. وكرة المضرب .. وهنالك (منازل) يومية تمارس فيها النشاطات.. هذا بجانب(الجمعية الأدبية) التي كانت ملزمة مثل الحصص تماماً وفيها تنفجر مواهب التلاميذ.. أترون أن بديل العنف ممكن.. لو كانت الإرادة ناجزة!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية