مجرد سؤال ؟؟؟
نريد اقتصاداً (معافى) دون (مسكنات)
رقية أبوشوك
ونحن مقبلون على حكومة جديدة بعد أن يؤدي الرئيس اليمين الدستورية وينصب رئيساً للسودان، وسيتم الإعلان عن التشكيل الوزاري الذي أتمنى أن يأتي ملبياً لكل طموحات الشعب السوداني، بمعنى أن يتم الاختيار وفق التخصصات وأن يتم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، كما أشار إلى ذلك رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني، حيث أشار إلى أهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. وذلك سيكون له ما بعده، وسيكون هنالك إنجاز كبير إذا توفرت للإنجاز العزيمة القوية والإصرار، وقبل كل ذلك يجب أن نختار القوي الأمين صاحب الدين والأخلاق العالية الذي يخاف الله.. فالقوى الأمين هو الذي سنقف من خلفه ونشد من أزره حتى يخرج لنا ما نتمنى: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).. وكما ورد في الآية الكريمة فإن ابنة سيدنا شعيب عليه الصلاة السلام دعت أباها أن يستأجره لأنها اكتشفت أنه قوي أمين عندما رفع صخرة البئر التي كان يصعب على (10) رجال رفعها، رفعها ليسقي لها وأبوها شيخ كبير.. هذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام.. وهؤلاء هم الأنبياء.. فينبغي أن نسير على نهجهم ونقتدي بهم طالما أننا دولة الإسلام، وعلينا أن ندعمها بكل الخطط التي تؤدي بها لتكون في مصاف الدول المتقدمة.. فإذا سرنا على هذا النهج الإسلامي فإننا حتماً متقدمون.. يجب أن نحاسب الذي تولى المهمة وقصر في الأداء ولم يكن بالصورة المطلوبة، وأن يكون هنالك مبدأ للمحاسبة بكل شفافية.
نتمنى أن يكون اختيار القطاع الاقتصادي من أهل الاقتصاد والشأن والتكنوقراط أو كما قال الاقتصادي المعروف “بوب”.. فأهل الشأن الاقتصادي هم أكثر الناس دراية بعلل الاقتصاد ويعرفون الداء والدواء.. فالذي يتم اختياره من الاقتصاديين المعروفين بخبرتهم سينجزون حتى وإن كانت فترتهم (بسيطة جداً)، لكن حتماً سيضعون بصمات واضحة حتى وإن لم تجد طريقها للتنفيذ..
فالمواطن السوداني الآن يترقب ماذا سيحدث على الساحة الاقتصادية، وتهمه جداً الساحة الاقتصادية لأنها مرتبطة بالمعيشة و(قفة الملاح).. يريد اقتصاداً نامياً وأسعاراً منخفضة ولا يهمه كثيراً إذا انخفضت معدلات التضخم.. يريد سلعاً حياتية معيشية في متناول يده.. يريد دواءٍ بأقل الأسعار ودولاراً منخفضاً إذا احتاج له في حله وترحاله يجده متاحاً.. يريد مواصلات في كل الأوقات.. يريد توفر سلع الغاز والخبز.
الآن السلع متوفرة، لكنها ليست في متناول اليد، لأن الأسعار المرتفعة تقف عائقاً دون الوصول إليها.. والمحال مليئة بكل ما تشتهى الأنفس لكن عندما تقترب منها للشراء تأخذ خط رجعة للخلف وتكتفي بالنظر وتقول: (الحمد لله البلد لسه بخيرها).. فالسلع متوفرة، وهذا خير.
المواطن يريد من الحكومة الجديدة أن (تعيشه) لا أقول في رفاهية، ولكن شيئاً أقرب إلى الرفاهية.
نريد عندما نذهب للبنوك من أجل التمويل الأصغر تذلل كل عقباتنا في يوم واحد بعد أن استوفينا الشروط اللازمة.. نريد تمويلاً أصغر يذهب للفئات التي تستحقه بالفعل.
نريد من الحكومة القادمة تشغيل الخريجين.. الذين امتلأت بهم الأرض الآن وحفيت أقدامهم في سبيل الحصول على وظيفة.. ولسان حال الواحد منهم يقول: (على الأقل لو أستطيع توفير احتياجات نفسي حتى لا أكون عالة على أسرتي).. ويضيف: (أو أستطيع توفير القليل لأسرتي التي كانت من ورائي).. هذا هو حلمهم البسيط.
نتمنى أن يتم تنفيذ كل هذا.. وحينها سندعو من الأعماق للذين كانوا وراء زرع الابتسامة، وللذين كانوا وراء تقدم اقتصادنا ورفعته.. فالاقتصاد عندما يتعافى يتعافى كل شيء.. فلنسعى جميعاً لعافيته علاجاً طبيعياً بخطط مدروسة دون أن نلجأ للمسكنات.. فالمسكنات تهدئ في حينها، لكن المرض والألم حتماً سيعود عندما تنتهي فترة المسكنات.